طالت آثار العملية العسكرية التي تشنها أنقرة ضد المقاتلين الأكراد في عفرين السورية، معبد عين دارة الأثري، حيث تحولت منحوتات حجرية كانت تزين جدرانه الخارجية إلى ركام جراء قصف تركي، بحسب ما أعلنه قياديون أكراد والمرصد السوري لحقوق الإنسان ودمشق، وهو ما تنفيه تركيا. تحولت منحوتات حجرية كانت تزين الجدران الخارجية لمعبد عين دارة الأثري في شمال سوريا إلى ركام، ولم يبق من أحد الأسود البازلتية إلا مخالبه، جراء قصف تركي يطال منطقة عفرين منذ نحو أسبوعين. وعلى تلة جنوب شرق قرية عين دارة التي تتميز بمنازلها الحجرية، تربع معبد يحمل اسم القرية، يعود تاريخ بنائه إلى الحقبة الآرامية، ولطالما اشتهر بضمه أسودا بازلتية ضخمة ولوحات حجرية عليها منحوتات، وفق خبراء آثار سوريين. إلا أن هذا الموقع القريب من بلدة عفرين والبعيد نسبيا عن نقاط المعارك التي تشنها القوات التركية وحلفاؤها من الفصائل السورية المعارضة ضد المقاتلين الأكراد، تعرض الجمعة لقصف اتهم قياديون أكراد والمرصد السوري لحقوق الإنسان ودمشق تركيا بشنه، الأمر الذي تنفيه أنقرة. معبد أثري ضحية جديدة للمعارك في منطقة عفرين في شمال سوريا معبد عين دارة الاثري على بعد حوالى7 كلم من عفرين في شمال سوريا في 29 كانون الثاني/يناير 2018 بعد تضرره من جراء الغارات التركية. وفي الموقع، حجارة من مختلف الأحجام متناثرة على درج المعبد المزخرف بالإضافة إلى حجارة بازلتية سوداء تعود للحيوانات المجنحة، فيما نجا الجزء الخلفي من المعبد حيث لا يزال أسد ضخم في مكانه. وتبلغ المساحة الإجمالية للموقع الذي بني في الفترة الممتدة بين 700 و1300قبل الميلاد، نحو خمسين هكتارا ويشرف على هضاب عفرين الخضراء. ويروي أحد سكان قرية عين دارة أحمد صالح، رجل في السبعينات، وهو يقف أمام منزله المواجه للموقع الأثري لحظة استهدافه الجمعة. ويقول "كنت جالسا هنا.اهتززنا بقوة من شدة القصف وبعدها بدأ الدخان يتصاعد من التلة." أضرار جسيمة! وفي مقر هيئة الآثار التابعة للإدارة الذاتية الكردية في مدينة عفرين، يقدر خبير الآثار صلاح الدين سينو "تضرر الموقع بنسبة تتراوح بين 40 و50 في المئة بعد الكشف الأولي عليه". ويقول سينو "يمتد الضرر من مدخل المعبد إلى أجزائه الداخلية، حيث تطايرت هياكل المعبد والتماثيل المنحوتة الممثلة للحيوانات الأسطورية الحارسة للمعبد ومنحوتات أخرى تمثل الآلهة "كما "تطايرت حجارة الأرضية إلى مسافة 100 متر". وقالت مسؤولة في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو) إن "أضرارا جسيمة" لحقت بالأقسام الوسطى وتلك الواقعة في جنوب شرق المبنى.وأدانت المديرية العامة للآثار والمتاحف السورية في بيان الأحد "الهجمات التركية على المواقع الأثرية في منطقة عفرين السورية والتي أدى آخرها إلى تدمير معبد عين دارة". ويشن الجيش التركي وفصائل سورية معارضة منذ 20 كانون الثاني/يناير هجوما يقول إنه يستهدف المقاتلين الأكراد في عفرين شمال محافظة حلب.لكن تركيا تنفي أن تكون قد استهدفت أي من المواقع الأثرية في المنطقة. وأعلن الجيش التركي في بيان الثلاثاء أن "الأبنية الدينية والثقافية، المعالم التاريخية والبقايا الأثرية (...) لا تشكل بالتأكيد جزءا من الأهداف التي تستهدفها القوات التركية المسلحة" في عفرين. ويعد المعبد "مثالا مهما عن العمارة الدينية الحثية السورية" وفق المسؤولة في منظمة يونسكو التي تشير إلى غناه بحجارة مزخرفة برسوماتها وأشكالها الهندسية، كانت تشكل قاعدة لجدرانه قبل أن يدمرها القصف. وتضم عفرين والمناطق المجاورة لها العديد من المواقع الأثرية التي يخشى سينو أن تكون قد تضررت أيضا جراء القصف. ويناشد "المنظمات الدولية وبينها منظمة يونسكو ممارسة الضغط من أجل تحييد هذه الأماكن والمواقع الأثرية". وتقدم منظمة يونسكو وفق المسؤولة فيها، إلى "تركيا وكافة الأطراف المعنية إحداثيات المواقع التراثية بهدف تجنب الضربات الجوية عليها". ومنذ اندلاع النزاع في 2011، لم تسلم المواقع الأثرية التي تعرف بها سوريا وتعود لحقبات تاريخية متنوعة، من الدمار والتخريب حينا والنهب والسرقة حينا آخر. فرانس24/ أ ف ب نشرت في : 01/02/2018
مشاركة :