تريد الهوى لك على ما تباهوقلبك تريده يحصل مناه نكمل عن سردنا لمحطات تاريخية مهمة مرت عليها دولة الكويت، ففي عام ١٩٦٧ انهزم العرب بقيادة جمال عبدالناصر شر هزيمة من الكيان الصهيوني المدعوم من أميركا والغرب؛ فحصلت انتكاسة وهزة للعقل العربي فحصلت كرد فعل الصحوة الدينية. بعد النوم والغَفلة تأتي الصّحْوة وهي البداية الجيدة المتجددة هذا هو المعنى اللغوي للصحوة. الصحوة الدينية تعني عندهم الالتزام المتشدد والغلو بالدين وهي السبب لما يعيشه العالم اليوم من تشدد وتطرف بدأت بالجهاد الأفغاني وطوفان التجهيل المصاحب له وبعدها القاعدة وداعش وبوكوحرام وكل التنظيمات الإرهابية من نتاجها. كنا نظن مفهوم الصحوة هو التجدّد والتنوير وإبعاد ما يشوب تفسير البعض للدين من تعقيد بسبب مرحلة زمنية تاريخية معينة لها ظروفها بالتزمت والتشدد، وكنا نظنها صحوة الامام محمد عبده والإمام جمال الدين الأفغاني بالتنوير بتجديد الدين وابعاد ما علق به من تشويه والتركيز على المعاني النبيلة والسامية في الدين من تسامح وعدل ورحمة، أما صحوتهم فكانت في الغالب تدعو إلى الجهاد والتزمّت المقيت، ولم تأخذ اعتبارات الواقع واختلطت عليهم الأولويات وأصبحت الامور الهامشية هي الاساس والتحريم هو القاعدة والجهاد هو الأولوية، وقد يكون أهم سبب لرد الفعل للردة الحضارية والعودة للتراث بصيغته المتزمتة كما بينا بصدر المقالة هو الهزيمة المنكرة للعرب حرب عام ١٩٦٧ وانتصار الكيان الصهيوني كانت السبب الأول للردة الحضارية والعودة للتراث بصيغته المتزمتة، وكذلك قد يكون سببها انفتاح المجتمع فكراً ومظهراً وملبساً، حيث انتشر في الستينات لبس الفتيات السفور الذي يحاكي الموضة التي تبعها بعضهن بلبس الميني جيب وقد أثَّرت الاحزاب التقدمية والفكرية والقومية في توجه الشباب واندفاعهم نحو الحداثة والثقافة الغربية فولّد رد فعل مضادا لها. ودخلت الصحوة الإسلامية في كل مفاصل المجتمع من التعليم إلى الاقتصاد ورقابة الفنادق ومنع كل ما ينافي الفكر المتشدد، كما تزامن مع ذلك صحوة مذهبية طائفية، لا سيما بعد الثورة الاسلامية الايرانية بقيادة الإمام الخميني وخلع الشاه «ملك الملوك» في يناير عام ١٩٧٩ وفي غرة فبراير من العام نفسه وصل الامام الخميني طهران قادماً من فرنسا، مطالباً بتصدير الثورة مما زاد وقود الصحوة الإسلامية السنية وجعلها أكثر ظهورًا، وبعد أن أصبح المقبور صدام حسين حاكمًا للعراق بعد أن عزل احمد حسن البكر أعلن المقبور صدام أنه حامي البوابة الشرقية وحصلت أطول حروب بالقرن العشرين، نشبت بين العراق وإيران في سبتمبر/ أيلول 1980 وانتهت في أغسطس/ آب 1988 وخلفت أكثر من مليون قتيل، وألحقت أضرارًا بالغة باقتصاد البلدين كما سُميت الحرب المنسية، اندلعت الحرب لأسباب عدة على رأسها الدعاية الإيرانية القائمة على تصدير الثورة واشتداد الخلاف بين العراق وإيران حول ترسيم الحدود خاصة في منطقة شط العرب المطلة على الخليج العربي الغني ببتروله وغازه.. وانتهت الحرب كما بدأت لا أحد رابح فيها، الجميع خسران، ربما ربحت بعض دول الإقليم من تصدير المنتجات للدولتين المتقاتلتين، وكان وضع دولة الكويت صعباً وتعرّضت لمخاطر بسبب هذه الحرب. نكمل الجمعة المقبل أهم المحطات التاريخية التي مرت على دولة الكويت. كلمات: سالم الجمري • • • نعزّي آل غصاب الزمنان والطريجي، ونعزي آل الصانع بوفاة فقيدتيهما، داعين لهما بالرحمة والمغفرة. خليفة مساعد الخرافيkalkharafi@gmail.comkalkharafi@
مشاركة :