تعاني نساء جازان من عدم وجود مستشفى متخصص للولادة، في منطقة يزيد عدد سكانها عن المليوني نسمة، خاصة بعد أن تعرض مستشفى جازان العام لحريق وعلى الرغم من اعتماد مستشفى النساء والولادة بالمنطقة بسعة300 سرير وبتكلفة تتجاوز الـ 331 مليون قبل سبعة أعوام مضت ضمن نطاق المدينة الطبية، إلا أن المشروع لم ينته من التنفيذ حتى الآن، فالمشروع لا يزال في بداية إنشائه وتحيط به أرض بيضاء يتوسطها لافتة تحكي عن حاله بمرارة. ايّام فقط على الانتهاء من المشروع – وفقا لما توضحه لوحة البيانات ـ التي تقف شاهدة على تلك المعاناة، فهل الصحة قادرة بالفعل على الانتهاء من المشروع خلالها؟ أم سيؤول هذا المشروع إلى غيره من المشاريع المتعثرة، وهذا ما لا يريده أهل جازان، فقد انتظروا طويلاً، ولا يريدون أن يتحول انتظارهم إلى وهم. وتساءل المواطنون عن أسباب التأخير، ، ومتذمرين من تأخر إنجاز المشروع إضافة إلى بطء عمليات ترميم المستشفى العام بعد احتراقه، في حين يتحدث المواطنون عن معاناتهم في الانتظار أمام المستوصفات الخاصة، والمستشفيات في انتظار فرصة للمراجعة أو حجز سرير، والبعض منهم اضطر أمام ذلك للسفر إلى خارج المنطقة لإجراء عمليات الولادة وتحمل تبعات ذلك. في المقابل، اكتفت صحة جازان بالرد بأنه تم البدء في مشروع مستشفى النساء والولادة وسيتم التجهيز والتشغيل وفق خطط عمل تتزامن مع تقدم مراحل الإنشاء حسب المتبع دون أن تضع أي إطار زمني لذلك، مشيرة إلى أنه يوجد ما يقارب 234 سرير نساء وولادة موزعة بين مستشفيات المنطقة.. «برق» وقفت على موقع مشروع مستشفى النساء والولادة في جازان الذي لا يزال تحت الإنشاء، وخرجت بالصورة التالية: بدأ الحديث محمد طبيقي فقال « من الضروري أن يقام مستشفى متخصص للنساء والولادة ليسهم في تخفيف الضغط عن المستشفيات العامة والتي تقوم بهذه المهمة حاليا، إضافة لمهامها المعتادة، وجازان تعد من أعلى مناطق المملكة من حيث الكثافة السكانية وتعداد المواليد ومن الطبيعي أن تكون مطالباتنا متكررة لإنشاء هذا المستشفى والذي سيكون إضافة نوعية للخدمات الصحية بالمنطقة. علامة استفهام واستفهم إبراهيم مصلح عن وضع صحة جازان قائلاً : تفتقر جازان إلى أهم مرفق صحي فيها وهو مستشفى نساء وولادة مع العلم بأن هناك عدة مستشفيات موجودة منذ عقود في معظم مناطق المملكة، وفوق ذلك تعطل ترميم المستشفى العام بعد الكارثة وهذا يشكل علامة استفهام في وضع صحة جازان. في ذات السياق تحدث الدكتور موسى شعران : «لقد استبشرنا خيرا عندما رأينا لوحة فيها تاريخ بدء تنفيذ المستشفى المنتظر، لكن للأسف سرعان ما تبخر هذا الحلم وتبخرت معه أحلام الكثير من الأسر، ممن كانوا يأملون أن ينهي المستشفى المنتظر معاناة النساء مع مراجعة المستوصفات الصغيرة الخاصة وغير المتخصصة وما تعانيه من زحام شديد، وتوفر على البعض عناء السفر إلى مناطق أخرى لإجراء عمليات الولادة في مستشفيات متخصصة على الرغم مما تعانيه هي أيضا من شح في أعداد الأسرة. عناء ومشقة ويروي احمد عماري – من أهالي جازان – قصة ولادة قيصرية لزوجته والتي اضطر معها للسفر إلى منطقة عسير بسبب عدم وجود مستشفى متخصص في جازان لمثل هذه الحالات، وقام باستئجار شقة، وتحمل عناء ومشقة السفر، وكذلك نقل أبنائه من مدارسهم في جازان إلى عسير ليكونوا بالقرب من والدتهم، حيث تم تحويل ملف المتابعة للمستشفى العسكري في عسير لاجراء عملية الولادة القيصرية. وقال: «على الرغم من ذلك كله لو لم أكن أعمل في القطاع العسكري لما حظيت بهذه الفرصة في إيجاد سرير لزوجتي كي تضع مولودها». أسئلة واستغرب فوزي خواجي تأخر انجاز المشروع قائلاً: رغم اعتماد مستشفى الولادة والأطفال في جازان منذ ما يقارب سبع سنوات وبسعة 200 سرير إلا أنه لم ير النور إلى هذه اللحظة في الوقت الذي يبلغ فيه سكان المنطقة ما يقارب 2 مليون نسمة، وتصل حالات الولادة إلى6000 حالة في السنة، وما زالت الأسر تعاني من طوابير المستشفيات العامة وخسائر المستشفيات الأهلية. في هذا الوقت نقف نحن أهالي منطقة جازان مكتوفي الأيدي: نتساءل أين ذهبت الاعتمادات ومن هو المسؤول عن هذا التأخير، هذه الأسئلة وغيرها التي نطرحها نحن أهالي المنطقة لم نجد لها إجابات من قبل المسؤولين ونطالب حكومتنا الرشيدة بالنظر لأبنائها بعين الأبوة الذي عهدناه منها ونسأل الله أن يتم تحقيق أحلامنا بأسرع وقت ممكن. أمر مخجل وأوضح الاعلامي حسن الحزيمي المعاناة التي يعيشها الأهالي من خلال تجربة شخصية: اضطررت للسفر بزوجتي إلى مستشفى أبها للنساء والولادة لعدم وجود سرير فارغ لاستقبالها في مستشفى صبيا، إن مطالبتنا بإنشاء مستشفى للنساء والولادة أمر مخجل لمنطقة يبلغ عدد سكانها مليوني نسمة، منذ أمد ونحن نرفع الشكوى تلو الشكوى مطالبين بإنشاء مستشفى للنساء والولادة وحينما جاء الأمر بإنشائه تعثر كبقية المشاريع المتعثرة في المنطقة، وكأن الإعلان عن مستشفى الولادة جاء نوعاً من الترضية لأبناء المنطقة من وزارة الصحة بعد حريق مستشفى جازان لكنها كانت للأسف ترضية ورقية لم تلامس الواقع. وأضاف أيضاً: هناك مناطق لا يتعدى عدد سكانها100 ألف نسمة ولديهم مستشفى للنساء والولادة والأطفال منذ عشرات السنين. طال الانتظار المواطن عبده مريع قال: هل يعقل ان منطقة بكثافة سكانية كبيرة كجازان لا يوجد بها مستشفى نساء وولادة. والأدهى والأمر انه عندما تم اعتماد ميزانية تراقصنا بها فرحا، وذلك للحاجة الماسة لإنشاء المستشفى، حيث إن الموعد المنتظر طال وأن الحاجة تزيد يوماً بعد يوم ولا نعلم متى سيعتمد هذا المستشفى. خطط عمل من جانبه، رد الناطق الإعلامي لصحة جازان نبيل غاوي على هذه الشكاوى موضحاً أنه تم البدء في مشروع مستشفى النساء والولادة في جازان بسعة300 سرير، وسيتم التجهيز والتشغيل وفق خطط عمل تتزامن مع تقدم مراحل الإنشاء حسب المتبع، ولم يذكر الناطق الإعلامي لصحة جازان أي تفاصيل أخرى عن المشروع أو موعد الانتهاء من تشييده أو أسباب تعثره إلى هذا الوقت، واكتفى غاوي بالقول: «يوجد بالمنطقة ما يقارب 234 سرير نساء وولادة موزعة بين مستشفيات المنطقة، إضافة إلى عدد من عيادات ما قبل الحمل في مراكز الرعاية الأولية». اعتبر الدكتور محمد آل سالم عميد كلية الحاسب الآلي في جامعة جازان أن عدم توفر مستشفى متخصص للنساء والولادة في منطقة جازان يدل على قصور واضح في الخدمات الصحية التي تقدم للمنطقة، مشيرا إلى أن وجود مستشفى متخصص لهذه الحالات سيقوم بدور كبير جدا في توفير احتياج منطقة كاملة، ويسهل دراسة وضع وإيجاد حلول للحالات المرضية التي تحتاج إلى بحث ودراسة ومتابعة والتي على رأسها تكرار حالات الإجهاض لدى بعض النساء، وعلاج الأمراض النسائية، إضافة إلى مساندة المستشفيات القريبة وزيادة السعة الاستيعابية. آثار سلبية من جهته، تحدث فهد خرمي رئيس المجلس البلدي في أبو عريش عن حاجة المنطقة لمستشفى نساء وولادة، ويؤكد تلك الحاجة الكثافة السكانية للمنطقة والتي تعد الأولى على مستوى مناطق المملكة، فضلا عن عجز المستشفيات الحالية بطاقتها الاستيعابية المحدودة عن استقبال الكثير من حالات الولادة والتي يصل فيها انتظار المريضة في حالة الولادة لأكثر من 10 أيام في سبيل الحصول على سرير وما يترتب على ذلك من آثار سلبية على الحامل والجنين. الرقي بالخدمات وعلى الصعيد نفسه قال علي بكري من محافظة أبو عريش، لأمير منطقة جازان حرصه على تلمس احتياجات المواطنين وتلبية احتياجات الأهالي، مطالبا بضرورة وجود مستشفى تخصصي للنساء والولادة والأطفال في المنطقة يخفف من معاناة الأهالي ويحقق تطلعات الدولة رعاها الله للرقي بالخدمات الصحية في المملكة عموما ومنطقة جازان خصوصا. وناشد وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة، بأهمية سرعة إنجاز مشروع مستشفى النساء والولادة المتعثر والذي مر عليه عدة سنوات ولم ير النور حتى اليوم. على الرغم من تبقي أيام قليلة على نهاية المدة المحدّدة لإنجاز مشروع مستشفى النساء والولادة بمنطقة جازان، إلا أن “برق”، رصدت بالصور، ، أن المشروع يحتاج إلى فترات طويلة لإنجاز مراحله المختلفة، في الوقت الذي صعّد سكان المنطقة قضيّتهم بحاجتهم إلى مستشفى نساء وولادة في المنطقة عبر “هاشتاق” في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”. وأوصل سكان المنطقة مطالباتهم بالمستشفى إلى “ترند تويتر”، في الوقت الذي مازال المستشفى في حكم التعثر؛ كون موعد نهاية المشروع بتاريخ ٦ / ١١ / ١٤٣٨هـ ، فيما مازال المستشفى في حاجة إلى وقتٍ أطول، وفقًا للواقع الذي تمّ رصده اليوم. ومازال هاشتاق #جازان_بدون_مستشفي_ولادة يتصدّر “ترند تويتر”، بمطالبات إنجاز المستشفى؛ نظراً للمعاناة التي تتعرّض لها السيدات في أثناء حالات الولادة. فيماأكدت صحة جازان أنه تم رصد صعوبات تشغيلية لمستشفى النساء والولادة لدى مقاول المشروع وتم توجيه إنذار بهذا الخصوص، والاجتماع مع مقاول المشروع بحضور لجنة مختصة من الوزارة، والاتفاق على زيادة العمالة وتوريد المواد وإنجاز المشروع بعد إعادة جدولة الخطة الزمنية المقررة للمشروع.
مشاركة :