مدد القضاء الفرنسي، أمس، توقيف طارق رمضان حفيد مؤسس تنظيم الإخوان في باريس بعد أن أمضى ليلة خلف القضبان على خلفية اتهامات بالاغتصاب تكشفت بعد تفجر فضيحة هارفي واينستين في الولايات المتحدة. وغداة احتجاز القضاء الفرنسي، طارق رمضان، حفيد مؤسس تنظيم الإخوان، باتهامه في قضايا عدة بينها «الاغتصاب»، سلّطت وسائل الإعلام الفرنسية الضوء على تلك القضايا بنشر مزيد من تفاصيل مسار التحقيقات. ودخلت قضية حفيد مؤسس الإخوان دائرة الضوء منذ فترة، قبل أن تغيب عن الاهتمام مؤقتا لتعود إلى الواجهة من جديد، مع توقيف رمضان، الأربعاء، لاستجوابه على خلفية قضايا «اغتصاب، وعنف متعمد، والتهديد بالقتل»، فيما من المنتظر أن يواجه حفيد البنا، في وقت لاحق، ضحاياه بمقر الشرطة القضائية بباريس. لائحة اتهام وذكرت إذاعة «أر تي أل» الفرنسية بأن رمضان يواجه اتهامات بالاغتصاب، في إطار شكاوى تقدمت بها أواخر أكتوبر 2017، هيندا عياري في فندق حيث كان يقيم، وهي كاتبة فرنسية من أصول تونسية، وتتهمه باغتصابها. كما يواجه التهمة نفسها من قِبل سيدة أخرى (40 عاماً)، رفضت ذكر اسمها، ولكن محاميها أشار إلى أنها تعاني من إعاقة في الساقين، واتهمته باغتصابها في فندق آخر عام 2009. ووفق معلومات حصلت عليها صحيفة «لوباريزيان» الفرنسية من مصدر قضائي مقرب من لجنة التحقيقات، فإن «المحققين ذهبوا إلى الفندقَين في الشكاوى المقدمة من السيدتين للتحقق من واقعتي الاغتصاب». وأضاف المصدر أنه «بموازاة ذلك، سيقوم المحققون بالتواصل مع السيدتين على مواقع التواصل الاجتماعي، اللتين تواصلتا مع المفكر السويسري»، موضحاً أن «الهواتف والحواسيب الشخصية للضحيتين، سيتم فحصها وتحليل محتوياتها كأحد أدلة التحقيق». أمام القضاء ولفت المصدر القضائي إلى أن محامي المتهم يحاول التشكيك في شهادتي الضحيتين لنفي التهمة عن موكله، مشيراً إلى أنه «نظراً للطابع المعقد لتلك النوعية من قضايا الاغتصاب بمحاولة كل طرف تشويه صورة الآخر، ستتم اليوم مواجهة كل ضحية على حدة بالمتهم أمام لجنة التحقيق، وفحص كل قضية بشكل منفصل».وكانت 4 سيدات، تحدثن لصحيفة «لاتربيين دي جينيف» السويسرية، بأن طارق رمضان اعتدى عليهن عندما كن قاصرات، حين كان مدرساً للغة الفرنسية في إحدى المدارس هناك. من جانبها، أشارت صحيفة «ليبراسيون» إلى أن الكاتبة الفرنسية كارولين فورست تقدمت بشهادتها ووثائق لشهادات جمعتها من عدة سيدات تواصلن مع طارق رمضان، تؤكد علاقاته النسائية ومحاولاته لإغوائهن، ومن المقرر أن تستمع لجنة التحقيق لهذه الشهادات. الصحافة والحفيد وكارولين فورست، كاتبة فرنسية، أصدرت كتاباً بعنوان «الأخ طارق، الخطاب والاستراتيجية والطريقة لطارق رمضان» عام 2004، كما جمعت شهادات لعدة سيدات ضحايا. ووصفت فورست، حفيد مؤسس الإخوان بأنه «النموذج الحقيقي للواعظ الديني المنافق، صاحب الخطاب المزدوج». فيما عنونت صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية «طارق رمضان.. وسقط الواعظ»، مشيرة إلى أن قطر هي التي وكلت له محامياً يطلق عليه «محامي النجوم» معروف بآرائه المتطرفة ضد الإسلام، لافتة إلى مدى ازدواجية طارق رمضان في كونه يمكن أن يتعاون، من أجل مصالحه، مع أي شخص حتى لو كان متناقضاً مع مبادئه. غير أنه منذ نحو يومين، نشرت مجلة «لوبوان» الفرنسية، تقريراً أشارت فيه إلى تخلي قطر عن حليفها طارق رمضان، بعد انفضاح أمره وكثرة الاتهامات وسوء السمعة وقرب مثوله أمام القضاء، حيث خافت أن تترتّب عليها تداعيات سياسية وربما قانونية.وعن سر توقيت مثوله أمام القضاء، قالت إذاعة «فرانس إينفو» نقلاً عن مصدر قضائي، إن «التحقيق طبيعي وجاء في إطار تحقيق أولي لسماع أقواله في قضايا الاغتصاب والعنف».
مشاركة :