خطيب المسجد النبوي: سعادة الإنسان وفوزه تتحقق بالاستعداد للموت

  • 2/2/2018
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

أكد إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ علي الحذيفي، أن الموت نهاية كل ابن آدم ونهاية كل حي فــي هذه الدنيا، محذرًا: عندما يحين أجل العصاة فلا ينفعهم الندموقال «الحذيفي» في خطبة الجمعة التي ألقاها بالمسجد النبوي اليوم: إن الكل يسعى فــي هذه الحياة لمنافعه وإصلاح أموره ومطالب معاشه؛ فمنهم مــن يصلح دينه مـــع إصلاح دنياه وهؤلاء مــن أتاهم الله فــي الدنيا حسنة والآخرة حسنة ووقاهم عذابًا، ومنهم مــن يسعى للدنيا ويضيع نصيبه فــي الآخرة ويتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مصيرهم، فكل عــمــل له أجل ينتهي إليه، فسبحان الرب الذي جعل فــي كل قلب شغلًا وأودع فــي كل قلب همًّا وخلق لكل أحد إرادة وعزمًا, وإرادة الله تعالى ومشيئته فوق كل إرادة ومشيئة قـــال تعالى: «وَمَا تَشَاؤُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ».وأضـــاف أن الموت غاية كل مخلوق على الأرض والموت نهاية كل حي فــي هذه الدنيا، وقد كتبه الله حتى عــلـى الملائكة جبريل وميكائيل عليهم السلام وملك الموت يموت قـــال تعالى: «كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ* وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ»، فالموت آخر الحياة الدنيا وأول الدار الآخرة، إذ به ينقطع متاع الحياة الدنيا.وأردف: الميت يرى بعد موته إما النعيم العظيم وإما العذاب الأليم، فالموت آية مــن آيات الله الدالة عــلـى قدرة الله عز وجل وقهره لمخلوقاته قـــال تعالى: «وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ»، والموت عدل مــن الله سبحانه وتعالى تستوي المخلوقات فيه قـــال تعالى: «كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۖ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ» والموت يقطع اللذات وينهي مــن البدن الحركات ويفرق الجماعات ويحول دون المألوفات.وتابع: الله تعالى تفرد بالإماتة مـــع الإحياء، فالموت لا يمنعه باب ولا يدفعه حجاب ولا يغني عنه مال ولا ولد ولا أصحاب، لا ينجو منه صغير ولا كبير ولا غني ولا فقير ولا خطير ولا حقير، قال تعالى: «أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ».وأكد الحذيفي أن الموت يأتي بغتة بأجل قـــال تعالى: «وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُون»، ولا يستأذن عــلـى أحد إلا الأنبياء لكرامتهم عند الله، فاستأذن عــلـى كل أحد منهم وفـــي الحديث الشريف: «مـــا مــن نبي إلا خيره الله بـيـن الخلود فــي الدنيا ثم الجنة أو الموت فيختار الموت».ونبه على أن الموت مصيبة لا بد منها وألم الموت لا يقدر أحد أن يصفه لشدته، فالروح تنزع به مــن العروق واللحم والعصب وكل ألم شديد هو دون الموت وأن الله تعالى شاء أن يخرج ابن آدم مــن الدنيا بالموت ليقطع علائقه منها، فلا تحن شعرة منه إليها إذا كان مؤمنًا.وأشار إلى أن السعادة كل السعادة والتوفيق كل التوفيق والفوز كل الفوز بالاستعداد للموت، فالموت أول باب للجنة وأول باب للنار والاستعداد للموت يكون بتحقيق التوحيد لله رب العالمين بعبادة الله لا يشرك به شيئًا وبحفظ الحدود والفرائض وباجتناب كبائر الذنوب والآثام.وألمح إلى أنه يجب أن يكون ابن آدم متأهبًا لنزوله فــي أي وقت والشقاوة كل الشقاوة هي الذهول عـــن الموت ونسيانه وترك الاستعداد له والجرأة عــلـى المعاصي والذنوب وتضييع توحيد الله رب العالمين والعدوان والظلم وسفك الدم الحرام وتضييع حـــقــوق الخلق والانغماس فــي الشهوات والمحرمات حتى ينزل الموت فلا ينفع الندم ولا يتأخر الأجل.

مشاركة :