نظم جناح المملكة العربية السعودية المشارك في الدورة الـ49 من معرض القاهرة الدولي للكتاب اليوم الجمعة، ندوة بعنوان "جهود مجمع اللغة العربية بالقاهرة".وأوصت الندوة بضرورة الحفاظ على اللغة العربية وحمايتها من كافة التحديات التي تواجهها عبر القوانين والتشريعات، والمتابعة القانونية لكل من يسيء إليها بأي شكل من أشكال الإساءة، كما دعا المشاركون إلى توحيدها بين المتكلمين بالعربية، وضرورة تأهيل المعلمين عامة في جميع مراحل التعليم تأهيلا تربويا وعلميا ولغويا كافيا، معتبرين أن حماية اللغة العربية يجب أن تكون عملًا من أعمال السيادة، لأن الحفاظ عليها حماية وحفظ للأمن القومي.وأكد رئيس مجمع اللغة العربية الدكتور حسن الشافعي أن مهمة المجمع الأولى هي تيسير اللغة لدارسيها وحمايتها من التغول عليها، وضمان استمرارها والعمل على توسيعها، بحيث تتابع التطورات العلمية والتغيرات الثقافية في مصر والعالم، موضحا أن المجمع له دور عظيم في الدفاع عن لغة القرآن، فهي كانت وما تزال معجزة العرب الأولى وملجأهم الأخير، وهي اللغة التي نخاطب بها الله، منوها بأن اللغة العربية معترف بها في الهيئات الدولية اعترافا رسميا.وقال الدكتور الشافعي في كلمته إن الكتاب هو كل شيء في الحياة، مثمنا جهود السعودية في خدمة اللغة العربية وتطوير الكتاب.واستعرض الدكتور محمود الربيعي نائب مجمع اللغة العربية، دور المجمع الذي اقترب من مائة عام على تأسيسه، مؤكدا أن هدفه الأول هو الحفاظ على اللغة العربية وحمايتها، وجعلها وافية بمطالب العلوم والآداب والفنون، وملائمة لحاجات الحياة المتطورة، ودراسة المصطلحات العلمية والأدبية والفنية والحضارية وتوحيدها وكذلك دراسة الإعلام الأجنبية، والعمل على توحيدها بين المتكلمين بالعربية.وقال الدكتور الربيعى إن المجمع يعمل على التعريف بقانون حماية اللغة العربية، لدى الجهات المعنية به بشتى الوسائل، ومتابعة تنفيذ أحكام القانون، وخاصة في مجال اللافتات الإعلانية العامة والخاصة ووسائل الإعلام، ومنها وزارات التربية والتعليم، والتعليم العالي، والثقافة، والأوقاف، والاتصالات، وكذلك البرلمانات والمجالس التشريعية عموما، والمحافظة على المستوى الرفيع لاختيار العاملين في التدريس.وطالب الدكتور محمد شفيع عضو مجمع اللغة العربية، بضرورة إصدار قانون لحماية اللغة العربية ولمواجهة التحديات التي تواجهها ومحاولات الاعتداء عليها من جانب أبنائها، مشيرا إلى أنها لا تحظى بحقها في الحماية والتقدير في أوطانها،وأشار إلى أن هناك تعاونا كبيرا بين مجمع الملك عبد الله الدولي لحماية اللغة العربية وبين مجمع اللغة العربية بالقاهرة لحماية اللغة داخل الأوطان العربية خاصة في المقرات الحكومية.وكشف أن المجمع تقدم بقانون إلى مجلس النواب بضرورة إصدار تشريع لحماية اللغة العربية والاهتمام بها داخل الوزارات والهيئات الحكومية.وأشار الدكتور عبد الحميد مدكور أمين عام مجمع اللغة العربية إلى أن هناك أكثر من 30 لجنة داخل المجمع كلها تصب في الاهتمام باللغة العربية، وهي لجان في شتى مجالات الحياة.وقال إن التمسك باللغة العربية ضرورة لازمة لتحصين الهوية، وهذا لا يعني أبدا الانغلاق والانكفاء على الذات، وعدم الدخول في عالم اللغات والثقافات الأخرى، والنهل من معينها، بل إن اللغة العربية تغتني أكثر فأكثر، وتثبت وجودها الثقافي والحضاري كلما أثبتت قدرتها على الانفتاح الإنساني، والتفاعل مع اللغات والثقافات الأخرى، شرط التمسك بالأصول والجذور في عالم المتغيرات والمعلومات.
مشاركة :