استعرض فضيلة الداعية الدكتور علي محيي الدين القره داغي -الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين- سنة التدافع أي سنن الله تعالى في الأرض، وقال فضيلته: «نحن في سنة التدافع نستحضر حال الأمة التي وقف بعض قادتها للأسف الشديد مع الباطل والشر والظلم والاستبداد، ومع اللاشرعية والفتنة، وخصصوا مليارات الدولارات للقضاء على ما يسمونه: الإسلام السياسي». وأضاف: لا يوجد ما يسمى بـ «الإسلام السياسي»، لأن الإسلام واحد وشامل وكامل، ومنهجه يقتضي أن نقاتل من يقاتلنا أو يعتدي علينا. وأكد القره داغي -في خطبة الجمعة أمس بجامع السيدة عائشة بفريج كليب- أن ما يحدث في فلسطين حرب ضد من احتلوا الأرض باسم اليهود، وطردوا أهلها، ويريدون تحويل هذه الأرض إلى أرض لهم، لافتاً إلى أن جوهر الصراع هو سنة التدافع، ولو كان للمسلمين قوة لحسبوا لهم الحساب، وهذه القوة تكون للدفاع عن المسلمين، وليس للحرب والإرهاب، كما يروج له الآن. وقال القره داغي: إن الله سبحانه وتعالى جعل في هذا الكون سنناً، ومن أهمها سنة التدافع، وسماها الله سبحانه وتعالى بسنة دفع الله الناس بعضهم ببعض، وهذه السنة التي تسميها الحضارات والناس والعلماء بسنة الصراع بين الحق وبين الباطل، والخير والشر، والظلم والعدل، والطغاة المستبدين والمستضعفين، لافتاً إلى أن هذا التصارع يسميه الله سبحانه وتعالى سنة التدافع، لأن عملية الصراع تدل على أن القضية تمشي دون تدبير إلهي، بينما سنة التدافع تدل على أن هذه القضايا كلها تسير وفق قدر الله، ولكن بأفعال الناس، وبأخذ الناس بهذه الأسباب الخيرة أو الشريرة. واستحضر فضيلته سورة يوسف عليه السلام، موضحاً أن كل محنة وكل مشكلة وكل مصيبة أصابت يوسف كانت سبباً لتحقيق تمكينه، وقال: «لو لم تكن هناك مؤامرة من إخوانه عليه لما وصل إلى مصر، وأن يصبح عزيز مصر، وإن أفراد هذه القافلة لو كانوا طيبين لبحثوا عن أهله، ولكنهم كانوا سيئين وأخفوه وأخذوه للبيع، ولو لم تتم عملية البيع والشراء لما وصل يوسف إلى مصر. وتابع: لو كانت امرأة عزيز مصر عفيفة، ولم تحاول أن تُفتنه لما سجنته، وحينئذ لما دخل يوسف السجن واقترب من الحكم ثم يهيأ الله سبحانه وتعالى شخصين يريان رؤيتين ويفسر لهما سيدنا يوسف أحدهما يصلب والآخر يعود إلى ملكه فيسقيه الخمر، ويطلب منه أن يذكره، ولكن الله يأمر بأن ينسى، لأنه لو تذكره قبل هذه الرؤيا، وحيث إن الملك يقوم بالتحقيق لكي يفرج عنه، بعدها يتركه الله سبحانه وتعالى في السجن لأجل الوصول إلى هذه القضية. وأوضح أن تسلسل المحن يؤدي إلى تسلسل المنح الربانية، ولو كانت أي حلقة من هذه الحلقات قد فقدت لما وصل يوسف إلى عزيز مصر.;
مشاركة :