دعا فضيلة الداعية الدكتور علي محيي الدين القره داغي، الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أولياء الأمور إلى تحمل مسؤوليتهم تجاه الأبناء، وقال: «إن تحمّل هذه المسؤولية ليس على الجوانب التعبدية والأخلاقية والدنيوية فقط، وإنما يشمل الجانبين القيادي والإبداعي أيضاً». وأضاف فضيلته: «بدأنا هذه الأيام عاماً دراسياً جديداً، تعظم فيه مسؤوليتنا تجاه أبنائنا، مسؤوليتنا أمام الله تعالى كبيرة، ويجب أن نقدم على تربية أولادنا وتنظيم أوقاتهم وتنمية مواهبهم، لأن الإسلام أولى عناية قصوى بصناعة القادة والعلماء، الذين تنهض بهم الأمة، وبهم يتغير المجتمع نحو الأفضل والأنفع».دعا فضيلة الدكتور علي محيي الدين القره داغي في خطبة الجمعة، أمس، بجامع السيدة عائشة -رضي الله عنها- بفريج كليب إلى تعزيز التربية الصحيحة في نفوس الأبناء باختيار المدارس الجيدة التي تهتم بالدين والقيم والأخلاق، وأعرب عن أسفه لاختيار البعض مدارس تهتم باللغات الأجنبية، على حساب الدين والأخلاق، وقال «إن الإسلام حضّ على تعلم اللغات، فقد أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- زيد بن ثابت -رضي الله عنه- بتعلم لغة يهود المدينة، فتعلمها في 17 يوماً، مؤكداً أنه مع تعلم اللغات، ولكن مع المحافظة على الدين والقيم». وقال كيف يسلّم البعض ولده إلى فئة غير موثوقة بدينها وأخلاقها لتشرف على تربية ولده؟ ألا يقدم بذلك ولده إلى الهلاك، وقد أوجب الله تعالى صون النفس والأهل والأولاد منه؟ من خلال الأمر الوارد في قوله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا». وأوضح فضيلته أنه لا يجوز أن نترك لأولادنا حرية اختيار الأصحاب، وعلينا أن نجلس معهم، ونبين لهم خطورة جليس السوء، وأنواع الأصدقاء، وأن نحضهم على اختيار الصاحب الذي أخلص قلبه لله تعالى. وشدد على ضرورة أن تكون لدى الأسرة جلسة يومية أو أسبوعية، لمناقشة أمورهم اليومية والحياتية، وحل مشكلاتهم إن وجدت، وقال إن مسؤولية الآباء والأمهات لا تقتصر على الجوانب المادية والدنيوية فقط، ولا على الجوانب العبادية وتأدية الشعائر المحضة فقط، وإنما تتعدى إلى إعداد الولد إعداداً جيداً متقناً، وتهيئته ليكون عالماً وقائداً ينفع الأمة الإسلامية، ويخدم العباد والبلاد. وذكر فضيلته أن دراسات قديمة وحديثة تفيد أن كل مولود سليم يولد ذكياً، ولديه القدرة على الإبداع في جميع مجالات الحياة، وإنما تعرقل البيئة الأسرية والمجتمعية والتقاليد والعادات مسيرته، وتقوده من الذكاء إلى الغباء، ومن النشاط إلى الكسل، ومن علو الهمة إلى دعتها، ومن التفكير في مآلات الأمور وعظامها إلى الاكتفاء بشهوتي البطن والفرج. وقال فضيلته: إن تحمل مسؤولية أولادنا ليس على الجانب العبادي والأخلاقي والدنيوي فقط، وإنما تشمل الجانب القيادي والإبداعي، مصداقاً لقوله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا»، فهذه النار هي في الآخرة، وتشمل نار الدنيا، لافتاً إلى أن الدنيا مزرعة الآخرة، وإن من أسباب دخول نار الآخرة عدم تربية الأولاد على العقيدة الصحيحة، والأخلاق الحميدة، وعلى روح القيادة والإبداع.;
مشاركة :