عون: الأمور عادت إلى ما كانت عليه بري: للحفاظ على الإستقرار مهما حصل

  • 2/3/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

تنفس اللبنانيون الصعداء بعد تنفيس أجواء التشنج التي شهدها لبنان، عبر اتصال رئيس الجمهورية ميشال عون برئيس البرلمان نبيه بري أول من أمس، والتي كاد انزلاقها إلى الشارع يتسبب باحتكاك ذي طابع طائفي بين مناصري حركة «أمل» و «التيار الوطني الحر» نتيجة الأزمة الناجمة عن إساءة رئيس «التيار الوطني الحر» وزير الخارجية جبران باسيل إلى بري. وأوضحت مصادر متابعة لـ «الحياة» أن الاتصال الذي كان ينتظره بري منذ الإثنين الماضي جرى بعد سلسلة جهود توّجت بانتقال رئيس الحكومة سعد الحريري إلى القصر الرئاسي لتشجيع الرئيس عون على إجرائه، فيما كان استعداد الأخير قد نضج لأخذ المبادرة، بعد سلسلة جهود بذلت معه، منها الرسالة التي بعث بها إليه الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله مؤكداً أن ما حصل لم يعد محتملاً بمضاعفاته. ودعت المصادر إلى عدم التقليل من دور عدد من السياسيين في تشجيع عون على الاتصال، من بينهم الوزير السابق جان عبيد الذي فنّد أمام رئيس الجمهورية أضرار مفاعيل الأزمة، وأهمية اعتماد الحكمة في تدارك الفتنة، إضافة إلى اقتناع عدد من المحيطين بعون بوجوب التقاط المبادرة والاتصال ببري. وقالت المصادر إن قادة الأجهزة الأمنية لعبوا دوراً في الدعوة إلى احتواء ما يحصل في الشارع نتيجة التقارير التي كانت تصلهم عن التحركات على الأرض. < أكد الرئيس ميشال عون أن «الأمور عادت إلى ما كانت عليه وتمت تسوية الأوضاع»، مشيراً إلى «التطورات والظروف التي عاشها لبنان أخيراً». وجدد دعوته إلى «حل كل الخلافات ضمن الأجهزة المختصة والمؤسسات وليس في الشارع». وقال عون أمام زواره أمس: «اطمئنوا لأنه تم أخذ العبرة من الحوادث الأخيرة، وأكملوا مسيرتكم بثقة لأن على الوطن أن يُبنى وأن يكون صلباً، وعلى المؤسسات أن تكون مركزاً لحل المشاكل». واعتبر أن «جزءاً من الثقافة هو احترام القوانين والتزامها، وعلى الشباب أن يتعلَّم تحمل المسؤولية، ليتسلَّم لاحقاً مراكز المسؤولية». ونقل الأمين العام لـ «حزب الطاشناق» النائب آغوب بقرادونيان، ارتياح الحزب خصوصاً الى مبادرة عون «التي نزعت فتيل الفتنة في ظل التهديدات الإسرائيلية التي ينبغي أن تكون في مقدمة الاهتمامات لتصحيح البوصلة وعدم التلهي بالخلافات الداخلية». ورأى أن المواقف التي أعلنها بري «تصب في الاتجاه الوطني نفسه». ونقل رئيس الهيئات الاقتصادية محمد شقير الى عون ارتياح الهيئات الى مبادرته «التي انعكست إيجاباً على الحركة الاقتصادية وحركة الأسواق المالية». وقال إنه «ينوي إرسال وفود اقتصادية إلى الخارج لإعادة تسويق لبنان»، مؤكداً أن «ما حصل في الشارع أضرّ بالوضع الاقتصادي الصعب أصلاً». وتطرّق عون أمام رئيس الجامعة اللبنانية فؤاد أيوب إلى مسألة خفض موازنة الجامعة اللبنانية 20 في المئة، لافتاً إلى أن «الوضع المالي في لبنان دقيق، وملزمون بخفض العجز للمصلحة الوطنية». وفي المقابل اعلن الرئيس بري انه «مهما حصل من مشاكل يبقى أن نحافظ دائماً على الأمن والاستقرار في البلد لمواجهة التحديات الكبيرة، والجميع يعرف ماذا يجري اليوم في المنطقة». جاء ذلك أمام وفد نسائي من الجمعيات والمؤسسات والهيئات الاجتماعية والتربوية والإعلامية والنسائية من مناطق مختلفة. وأعرب الوفد عن «تضامنه مع بري وتقديره للدور الوطني الكبير الذي يلعبه، مستنكراً بشدة الإساءة التي تعرض لها». وكان بري التقى النائب وائل أبو فاعور موفداً من رئيس «اللقاء الديموقراطي» النيابي وليد جنبلاط. وقال أبو فاعور: «المطمئن أن منطق الحكمة والحوار انتصر وكذلك العودة الى المؤسسات بشكل يعيد الاستقامة إليها». وأمل بأن «نكون تجاوزنا ثلاثة أرباع الإشكالية السياسية التي وقعنا بها، ويمكن القول إنه بالحد الأدنى تم نزع الفتيل من الشارع وعادت الأمور إلى ما يشبه نصابها في العلاقات بين الرئاسات وهذا أمر إيجابي جداً. القضايا السياسية الأخرى لا تزال عالقة وتحتاج إلى نقاش تناقش وتذلل في المؤسسات». وعما إذا كان بري يصرّ على اعتذار باسيل من اللبنانيين أجاب: «اعتقد أن اتصال الرئيس عون أمس أعــــطى مؤشراً إيجابياً يمكن مــــعه أن تـــعود الحياة إلى المؤسسات. المسألة الشخصية تعود للرئيس بري». وعن وقوف جنبلاط طرفاً إلى جانب بري في هذه المرحلة قال: «هذه العلاقة والانحياز السياسي له لا يعنيان أن جنبلاط كان على قطيعة مع أحد أو لم يكن يدعو إلى أن تزول هذه الغيمة. وكان جنبلاط يراهن على حكمة رئيس الجمهورية التي تبدّت أخيراً في الاتصال الهاتفي الذي برّد الأجواء وسحب الفتيل من الشارع».

مشاركة :