شيماء المرزوقي يقال إن الكرة الأرضية تشهد ضغطاً على مواردها المائية والحيوانية والبيئة بصفة عامة من الناس، وإن احتياجاتنا الحياتية تنمو دون انقطاع أو دون توقف، وهي مستمرة في هذا النمو مما يشكل عبئاً على الحياة على كوكبنا، في البحر تتضاعف السفن الكبيرة الهائلة التي تصيد الأسماك، وهناك سفن عملاقة تقوم بالصيد والتعليب وهي في عرض البحر، بمعنى عند وصولها إلى الميناء هي تقوم بتفريغ حمولتها من الأسماك في كراتين جاهزة للتسويق، والغابات تشهد المزيد من اقتلاع وقطع أشجارها للتوسع العمراني أو للحاجة المتزايدة للأخشاب، وهناك الحيوانات التي تشاركنا العيش، فالكثير منها مهدد بالانقراض وأخرى فعلاً انقرضت، إما بسبب الصيد الجائر أو بسبب تجريف بيئتها والقضاء على أماكن عيشها. هذا جانب وهناك جانب تلوث البيئة والذي يؤدي أيضاً لموت الكثير من الحيوانات والنباتات.كل هذا التجديف ضد بيئتنا التي نعيش فيها، دون حلول حقيقية أو معالجات يكون لها أثر في أرض الواقع، وهنا مشكلة أخرى يؤكدها الكثير من العلماء تتعلق بعدد سكان الكرة الأرضية والنمو المتزايد، وأمام التقدم الطبي الكبير يتوقع أن يزيد النمو السكاني ليصبح هناك ضغط على الموارد البيئية على كوكبنا، وليست المشكلة في زيادة الناس بقدر ما أنها في إدارة هذا التزايد، فلا إدارة ولا ابتكار حلول ولا اتفاقيات ملزمة بين الدول، من هنا تكتسب الدعوات التي نسمعها بين وقت وآخر والتي تتعلق بالبحث عن كوكب آخر بديل يمكن للإنسان الاستيطان به زخم وقابلية وتفهم. فيما مضى وقبل عدة عقود كانت مثل هذه الدعوات تبعث على الضحك، أما اليوم فقد تحولت لرغبة وباتت متداولة بين العلماء على نطاق واسع وكبير. لكن لا يمكن رهن مصير كوكبنا والمليارات من الناس الذين يعيشون عليه للحظة التي نكتشف كوكباً جديداً نهاجر نحوه، ونحن حتى اليوم لم نحصل على التكنولوجيا ولا التقنيات التي تؤهلنا لقطع ملايين الملايين من الأميال في الفضاء السحيق في وقت قصير، الحلم في إيجاد موطئ قدم للبشرية على كوكب آخر جميل، ولكنه بعيد وفق ما نملكه اليوم من مخترعات، حيث تعد أحلاماً أو في أفضل الأحوال خططاً براقة.. الذي نحتاجه فعلاً الواقعية والعودة بالتفكير نحو كوكبنا الأزرق وصونه من التلوث والمحافظة على ثرواته بحسن الإدارة وسن القوانين الملزمة على الجميع، وإذا حققنا النجاح والتقنية التي تؤهلنا لغزو الفضاء، فيمكن البحث عن كوكب شقيق ليس ليكون بديلاً ولكن ليكون مكاناً جديداً لحضارة بشرية ثانية.Shaima.author@hotmail.com www.shaimaalmarzooqi.com
مشاركة :