لندن - الراية ووكالات: في ظل الحملة المتواصلة لمناهضة زيارة ولي العهد السعودي إلى المملكة المتحدة وقّع سبعة عشر نائباً في مجلس العموم البريطاني من مختلف الأحزاب عريضة تطالب رئيسة الوزراء تيريزا ماي بإلغاء زيارة ولي العهد السعودي نظراً للجرائم الخطيرة التي يرتكبها في بلاده وخارجها. وجاء في العريضة التي دشنت قبل أيام على موقع البرلمان أن النواب الموقعين يعبّرون عن أسفهم لدعوة بن سلمان إلى المملكة المتحدة مطالبين بإلغائها، فهو بصفته وزيراً للدفاع مسؤول عن انتهاكات خطيرة من خلال الحرب التي يشنها على اليمن ما أدى إلى نشوب أزمة إنسانية خطيرة وهي حسب توصيف الأمم المتحدة الأسوأ في العالم. وأضافت العريضة أن أكثر من 70% من الإعدامات التي نفذت في المملكة تمت بعد تسلم ولي العهد السعودي مسؤولياته، وكذلك فإن بن سلمان فرض حصاراً على قطر انتهك حقوق المدنيين الأساسية في قطر ودول الخليج، وهو يدعم الحكومة في البحرين التي تقمع النشطاء وتعتقل وتصدر أحكاماً تعسفية بحقهم. ومن جانبها دعت صحيفة «الجارديان» في افتتاحيتها رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي لفتح موضوع حرية التعبير مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، «حتى لو كانت المحاضرة تزعجه». وقالت الافتتاحية، إنه «من المتوقع أن ترحب تيريزا ماي بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي لبلاده، في داونينغ ستريت في الأسابيع المقبلة، ويتحكم الأمير البالغ من العمر 32 عاماً في بلد تعد فيه ممارسات الجلد والتعذيب وغياب الانتخابات أساس بناء المجتمع، وليس غريباً أن تكون هناك حملة لمنعه من القدوم إلى هنا». وتشير الصحيفة إلى أن «ولي العهد سوّق نفسه على أنه مصلح ليبرالي، سمح للمرأة بقيادة السيارة ومشاهدة المباريات الرياضية، والغناء على المسرح، وهذه خطوات مرحب بها، لكنها خطوات صغيرة في بلد لا يمكن فيه للمرأة أن تتزوج أو تطلق أو تسافر أو تجد عملاً أو تخضع لعملية جراحية دون إذن الرجل». وتعلق الافتتاحية قائلة إن «ماي، كونها زعيمة لبلادها، ترغب باستخدام قوة أمتها بصفتها قوة للخير، إلا أن هناك ميلاً لئلا تستخدم ماي لقاءها مع ولي العهد لأي شيء غير خدمة المصلحة الذاتية». وتجد الصحيفة أن «ما يثير القلق أنه جرى التلاعب في قوانين السوق المالية في لندن، من أجل تأمين مشروع تعويم حصة 100 مليار دولار من شركة النفط السعودية (أرامكو) والإعلان عنه في لندن». وترى الافتتاحية أن «حرب اليمن، التي هي من بنات أفكار الأمير، تعد اليوم أسوأ كارثة صنعها الإنسان في العالم، وهي الحرب التي تقوم بريطانيا، ودون حياء، بدعمها بالسلاح والجنود، وتزيد من معاناة المدنيين».
مشاركة :