جدة- البلاد العلاقات السعودية الإماراتية قديمة ضاربة في عمق التاريخ والجغرافيا يعززها التفاهم والتعاون المتصل ومبادئ حسن الجوار والموروث الثقافي والقيم والعادات والتقاليد والمصير المشترك كما تتميز بالعمق والوضوح وتطابق الرؤى خاصة في قضايا الخليج العربي والعالمين العربي والإسلامي مما مكن البلدين من التصدي لكثير من التحديات والمستجدات التي كادت أن تعصف بالمنطقة. لقد جسدت مسيرة البلدين طوال عقود من الزمن واحدة من أنجح العلاقات الثنائية في المحيط الخليجي والعربي مما كان له الأثر البالغ في تثبيت دعائم القوة والاستقرار والازدهار في المنطقة انطلاقاً نحو تأسيس شراكة استراتيجية شاملة من منظور أن العلاقات الأخوية التاريخية الراسخة لم تكن وليدة اليوم فقد ارتبط البلدان بمصير مشترك قائم على الروابط الدينية والأخوة العربية والتراث الاجتماعي المشترك والأمن الوطني لكل منهما كما أن المملكة العربية السعودية تحظى بمكانة خاصة لدى دولة الإمارات العربية المتحدة منذ أن أرسى دعائم علاقاتهما الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، ومؤسس الإمارات صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمهما الله ـ، وحرص قيادتي البلدين على توثيقها باستمرار ودفعها إلى الأمام. ولعل أهم ما يميز العلاقات السياسية بين البلدين أنها وصلت مرحلة من التعاون الاستراتيجي في المنطقة التي تتعرض لأزمات ومخاطر متلاحقة في ظل المستجدات الإقليمية الراهنة حيث يقوم البلدان بدور محوري في التنسيق الإقليمي ضد المجموعات الإرهابية، كما يمثلان أهم قوتين في التحالف العربي في مواجهة التدخل الإيراني في اليمن حيث يعمل التحالف على ردع إيران واستقرار اليمن وتوحيد أكبر عدد من الدول العربية والإقليمية حول مصالح محددة وإقامة توازن قوى جديدة في المنطقة واستعادة المبادرات السياسية والأمنية. وترتبط المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ودولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، بعلاقات وثيقة تستصحب إرثاً من التقاليد السياسية والدبلوماسية التي أُرسيت على مدى عقود طويلة، في سياق تاريخي، رهنها دائماً لمبادئ التنسيق والتعاون والتشاور المستمر حول المستجد من القضايا والموضوعات ذات الصبغة الإقليمية والدولية، لذا تحقق الانسجام التام والكامل لكافة القرارات المتخذة من الدولتين الشقيقتين في القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك. لقد قطعت المملكة العربية السعودية في هذا العهد الزاهر شوطاً طويلاً في إرساء دعائم علاقاتها الإستراتيجية مع دولة الإمارات في المجالات والميادين كافة على أسس ثابتة وراسخة ومستقرة وتطمحان كأكبر قوتين اقتصاديتين في المنطقة، في الوصول إلى الشراكة الاقتصادية بينهما من أجل خدمة شعبي البلدين الشقيقين والمنطقة. كما ظلت الإمارات عضداً للمملكة في جهودها للدفاع عن المصالح العليا للأمة العربية لأن علاقات البلدين الشقيقين استراتيجية راسخة وثابتة تتجلى من خلال التواصل العفوي بين الشعبين وتقارب وجهات النظر حول مختلف الموضوعات. إن تطابق الرؤى والتنسيق المستمر والاطلاع على خبايا الأحداث والنظرة الاستشرافية للمستقبل تمثل علامة بارزة في علاقات البلدين تكشف عن حجم التعامل المسؤول والواعي مع المستجدات وما يحيط بالمنطقة من فتن وما تخبئه من دسائس ومؤامرات لتكون المحصلة النهائية تعاون استراتيجي تعززه رؤى قيادات البلدين وقدرتهم على التفاعل والتحرك النشط لمواجهة التحديات. لقد كانت تجربة البلدين على مر الأيام دافعاً قوياً للتقارب بينهما والعمل معاً لمجابهة التدخلات الخارجية في شؤون دول المنطقة وتوطيد التعاون ووحدة الصف من خلال مجلس التعاون لدول الخليج العربية وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ومحاربة الإرهاب ومواجهة كافة الأخطار فقد عرف عن البلدين تمسكهما بالعمل الجماعي مع أشقائهما ونبذ كل أشكال الفرقة والشتات والدفاع عن القضايا المصيرية العادلة للأمتين العربية والإسلامية والإسهام بفاعلية في الجهود الدولية لترسيخ مبادئ السلم والأمن الدوليين ومساعدة المنكوبين ومد يد العون للدول النامية دون تفرقة أو تمييز.
مشاركة :