بيروت: «الخليج» سلكت المواجهة السياسية والإعلامية والميدانية التي تصاعدت بقوة في الأيام الأخيرة بين التيار الوطني الحر وحركة أمل منحىً انحدارياً حتّمته مخاطر الشارع ومضاعفاته التي ارتدت سلباً على طرفي النزاع. وعادت أجواء التهدئة تظلل الميدان والمواقف السياسية التي أجمعت على الالتقاء على أهمية الوحدة والمصالحة ونبذ لغة التعصب والطائفية لمصلحة الوطن والاستقرار.وقد ركزت مواقف رئيس الجمهورية ميشال عون على هذا الجانب تحديدا بعدما نفس الاحتقان باتصاله أمس الأول برئيس مجلس النواب نبيه بري والاتفاق على لقاء يعقد في قصر بعبدا بعد غد الثلاثاء في موازاة انعقاد المجلس الأعلى للدفاع الذي «طير» جلسته الاثنين الماضي خلاف «الفيديو»، فطمأن إلى «أن الأوضاع عادت إلى طبيعتها بعدما تم أخذ العبر من الأحداث الأخيرة»، مشيراً إلى «أن مسيرة بناء الوطن ستستكمل بصلابة وأن المؤسسات هي مركز حل المشاكل».بدوره، أكد بري أنه «مهما حصل من مشاكل يبقى أن نحافظ دائما على الأمن والاستقرار في البلد لمواجهة التحديات الكبيرة، والجميع يعرف ماذا يجري اليوم في المنطقة». وليس بعيدا، وبعيد الأخذ والرد الذي أثير حول مؤتمر الطاقة الاغترابية في أبيدجان، في أعقاب تسريب شريط الفيديو، انطلقت أمس الأول وفي موعدها المقرر، فعاليات المؤتمر العتيد في ساحل العاج. إلا أن المفارقة كانت في إحجام باسيل عن المشاركة فيه شخصيا، حيث بثّت كلمته بالصوت والصورة، عبر شاشة كبيرة. وفيما لم يعرف ما إذا كان باسيل موجودا في أبيدجان أم ما زال في باريس، قال في كلمته للمؤتمرين «لم أحضر إلى أبيدجان خوفا عليكم من أي خطر، إلا أنني لبّيت رغبتكم بعقد المؤتمر رغم كل شيء»، مشيراً إلى «أنني موجود معكم عبر فريق عملي». وتوجّه إلى «كل من خاطر بنفسه ووصل إلى المؤتمر،» قائلا «أنتم أبطال بحضوركم هنا». وأشار إلى «أننا نعتذر منكم على كل ما لم نستطع تأمينه لكم، سائلاً «لكن من يعتذر لنا ولكم؟» وتابع «لا يجوز التسلّط على الآخر وقد جرب كل منا التسلط الأحادي على الآخرين ففشل». وفي السياق، قال عضو كتلة التنمية والتحرير النائب أنور الخليل: «بعد اتصال الرئيس عون برئيس مجلس النواب، حرص الأخير على ألا يقف حجر عثرة في وجه المؤتمر، وبعدما كان قرار بمقاطعته، عاد الرئيس بري واتخذ القرار بالتسهيل في موقف حسن نية»، مشيرا إلى أن «لولا الاتصال لما كان لينجح المؤتمر، فمعظم مغتربي أبيدجان متفاهمون ويعيشون بلحمة». وعلى وقع تصاعد حدة التهديدات «الإسرائيلية» التي حولت وجهتها نحو البحر، بعد تهديد وزير الدفاع «الإسرائيلي» أفيغدور ليبرمان بمصادرة ثروات لبنان النفطية، وتحديدا في البلوك 9 في موازاة إصرارها على بناء الجدار على الخط الأزرق، وانتهاكاتها اليومية للأجواء اللبنانية، التي ستحضر وفق المعلومات في الاجتماع الثلاثي في الناقورة المقرر عقده الأسبوع المقبل، تبدأ «تل أبيب» مناورات واسعة لمدة أسبوع تحاكي حالة اندلاع حرب مع لبنان، وتعرضها لهجوم صاروخي مكثف، ومحاولة تنفيذ عمليات تسلل داخل الحدود «الإسرائيلية» وعملية إخلاء واسعة لعشرات الآلاف من «الإسرائيليين» من مستوطنات في الشمال إلى وسط «إسرائيل» وجنوبها. وأشارت مصادر أمنية لبنانية إلى أن المناورات التي ستشهدها الحدود اللبنانية-«الإسرائيلية» اعتبارا من الأسبوع الطالع، ستمتد من بئر السبع وصولاً إلى القنيطرة والجولان السوري المحتل، لافتة إلى أن «الجيش «الإسرائيلي» نشر بطاريات لصواريخ بعيدة المدى ومدفعية من عيارات متعددة على طول الجبهة «الإسرائيلية» وهي معززة بعناصر النخبة للجيش«الإسرائيلي».
مشاركة :