أسهم فريق من إدارة مسرح الجريمة في كشف تفاصيل جريمة قتل، راح ضحيتها شخص آسيوي عثر على جثته، بعد تعرضه لاعتداء عنيف في مواقف البناية التي يقطنها بمنطقة النهدة، بعدما قاد خيط رفيع من الدماء إلى تفاصيل مهمة، هيأت للفريق فرصة الحصول على دليل أساسي في القضية، وتالياً ضبط المتهمين بارتكاب الجريمة، أثناء محاولتهما الهروب من الدولة. وقال مساعد القائد العام لشرطة دبي للبحث الجنائي، اللواء خليل إبراهيم المنصوري، لـ«الإمارات اليوم»، إن إدارة مسرح الجريمة تعد من أهم أذرع الإدارة العامة للأدلة الجنائية، مؤكداً أنها تعمل على مدار الساعة، وتضم مواطنين خضعوا لدورات مكثفة بالمباحث الفيدرالية الأميركية (إف بي آي)، و«سكوتلانديارد» في بريطانيا، نظراً لحساسية الدور الذي يقومون به في جمع الأدلة، وفرزها والحفاظ عليها. وأشار إلى أن الإدارة أطلقت، أخيراً، مبادرة «فريق مسرح الجريمة تحت الماء»، بناء على توجيهات القائد العام لشرطة دبي، اللواء عبدالله خليفة المري، لتحقيق التوجه الاستراتيجي لشرطة دبي «مدينة آمنة»، ومواءمة للطبيعة الساحلية لإمارة دبي، والتحديات الناجمة عن زيادة الرقعة المائية. الذكاء الاصطناعي قال العقيد أحمد المري إن مؤشر الاستجابة لفرق العمل، بلغ 30 دقيقة في البلاغات الواردة من مناطق اختصاص بر دبي، و20 دقيقة في مناطق اختصاص ديرة، لافتاً إلى أن هناك استراتيجية فنية للعمل بعد الانتقال إلى موقع البلاغ، إذ ينتشر أفراد الفريق حسب المهمة المحددة لكل منهم، فمنهم من يتولى إغلاق موقع البلاغ لمنع دخول المتطفلين، وآخر يتولى تسجيل بيانات الموجودين في الموقع، للمساعدة في حصر دائرة المشتبه فيهم. وأضاف أن الإدارة تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي في عملها، من خلال برنامج متطور يفرز القضايا والمتهمين، ويصنف الأساليب والأدلة والآثار المادية، ويمنح القائد العام لشرطة دبي ضباطاً بعينهم أحقية الدخول إلى البرنامج، للاستفادة من البيانات والمعلومات المسجلة فيه. وأوضح أن المبادرة تتضمن إعداد فريق متخصص، ومؤهل للتعامل مع مسرح الجريمة تحت الماء، لمعاينة ورفع الآثار المادية وتوثيقها، وفق الوسائل والمعايير المعتمدة دولياً. من جهته، قال مدير إدارة مسرح الجريمة، العقيد أحمد حميد المري، إن بلاغاً ورد في الثالثة والنصف فجراً، يفيد بالعثور على شخص تعرض لاعتداء وحشي بأسلحة بيضاء، ورميت جثته في أحد المواقف التابعة للبناية التي يقيم فيها، مضيفاً أن الانتقال السريع إلى الموقع وإغلاقه، ساعدا في العثور على أدلة مادية كان لها دور مهم في إجراءات التحقيق، والتوصل إلى المشتبه فيهما بقرائن مهمة لا تقبل الطعن. وقال المري إن فريق مسرح الجريمة عثر، في موقع الجريمة، على سلاح أبيض استخدم في الهجوم، ولاحظ أثناء المعاينة خيطاً غزيراً من الدماء يتجه إلى خارج موقع الحادث، لا يخص المجني عليه، ما سبب حيرة في البداية، لكن الفريق توصل إلى قناعة بوجود شخصين آخرين في مسرح الجريمة. وأشار إلى الاستعانة بفرقة من إدارة «كيه 9» للكلاب البوليسية، استطاعت بنجاح مبهر الوصول إلى مطرقة رميت على مسافة 300 متر من الموقع، وسط ركام من الأخشاب والأحجار في مبنى تحت الإنشاء. وبفحصها عثر على آثار دم وعرق، ما أكد أن لها علاقة بالجريمة. وأوضح أن فريقاً من شركاء أساسيين من إدارة البصمات والطب الشرعي وقسم الأدلة البيولوجية، شارك في فحص الأدلة، وتأكد من خلال الأجهزة والتقنيات الحديثة المستخدمة من الإدارة أن أحد المهاجمين تعرض لإصابة بليغة، وانتهى تتبع آثار دقيقة من الدماء لمسافة 800 متر في منطقة مفتوحة، إلى أن المهاجمين استخدما سيارة في الهروب من المكان، وتم تزويد فريق العمل بإدارة البحث الجنائي في الإدارة العامة للتحريات، التي شكلت من جانبها فريقاً ضخماً انتشر في مختلف إمارات الدولة، ونفذ خطة احتواء لمنع هروب المتهمين. وتابع أن فريق البحث الجنائي استطاع، باحترافية كبيرة، رصد شخصين أثناء مغادرتهما الدولة عبر مطار دبي، لوحظ أن أحدهما مصاب بجرح بليغ في يده، ويحتاج إلى تدخل جراحي. لكنه داواه بطريقة بدائية، متجنباً الذهاب إلى المستشفى، فقبض عليهما، وبمواجهتهما بالأدلة والمعلومات اعترفا بأن ثمة خلافات عائلية بينهما وبين المجني عليه في بلادهم، وأنهما حضرا إلى البلاد وراقبا تحركاته، قبل قتله.
مشاركة :