لمشاهدة الغرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا أوضح المهندس عامر الصايغ مدير إدارة تطوير الأنظمة الفضائية، مدير مشروع «خليفة سات»، أن تدشين القمر، الذي يعتبر الأول بتصنيع إماراتي كامل، هو بداية لعصر التصنيع وتطوير تقنيات الفضاء في الدولة، موضحاً أن 70 مهندساً إماراتياً، استطاعوا خلال السنوات الماضية، إنجاز هذه الخطوة التاريخية، بعد أن تلقوا خبراتهم وعلومهم في أفضل الوجهات العالمية، ومن ثم، بدؤوا مرحلة تأسيس أجيال جديدة متخصصة، تنتظرها نجاحات ومشروعات مستقبلية عظيمة، لافتاً إلى أن تخصصاتهم تنوعت بين الكهربائية والميكانيكية والبصريات والبرمجيات وتحليل البيانات والتحكم بالأقمار، بالإضافة إلى تخصصات هندسية أخرى. وقال إن هذه الخطوة الكبيرة، تحمل طموحات عريضة للدولة ومهندسيها المتخصصين، الذين يسعون للعمل بشكل دائم على تطوير أقمار صناعية بدقة أعلى، واستمرار نمو قطاع الفضاء الإماراتي، ما ينعكس إيجاباً عبر الاستفادة من هذه التقنيات في كافة المجالات التي ترسخ لتقدم الدولة مستقبلاً. تصميم وأشار إلى أن تدشين «خليفة سات»، مر بمراحل عديدة، بدأت بالتصميم، ومن ثم التصنيع والتجميع والاختبارات، وصاحب ذلك عمل مستمر لتأسيس بنية تحتية متفوقة في المختبرات والمعامل المتطورة بمركز محمد بن راشد للفضاء، فضلاً عن التجارب المستمرة، للتأكد من جاهزية القمر للإطلاق، موضحاً أن إطلاق القمر مخطط له في النصف الثاني من 2018، لتكتمل منظومة النجاح، وبدء مرحلة جديدة للدولة في هذا القطاع المهم. وأفاد بأن التحديات التي واجهت فريق العمل، تمثل أبرزها في كيفية مواكبة تطور التقنيات المتخصصة في هذا المجال، والخاصة بالقمر، حتى يمكن الاستفادة القصوى منه بعد الإطلاق، فيما كان جل تركيزهم منصباً على التطوير المستمر لهذه التقنيات، خاصة في ما يخص الصور الفضائية، من خلال تطوير كاميرا متقدمة، وتحسين الاتصال، مؤكداً أن ذلك كله تكلل نجاحاً، بفضل المهندسين الإماراتيين المتميزين، كما أنهم، ومن خلال الخبرات التي اكتسبوها، أصبحوا قادرين على مواجهة أي تحديات مستقبلية، فضلاً عن تطلعهم لإنجازات أكبر في المستقبل. وأسس القمر الصناعي «خليفة سات»، عصر الصناعات الفضائية في الإمارات، حيث يعتبر أول قمر صناعي للاستشعار عن بُعد، بني بأيدي الإماراتيين وكوادرها من المهندسين، كما أنه ثالث الأقمار الاصطناعية التي يمتلكها ويديرها مركز محمد بن راشد للفضاء، لترسيخ مكانة الدولة الريادية وتنافسيتها في قطاع صناعة ومستقبل الأقمار الصناعية على المستوى العالمي، وبدأت رحلة تصنيع الأقمار الصناعية في الإمارات عام 2006، مع مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة، التي ضمت في ما بعد إلى مركز محمد بن راشد للفضاء عند تأسيسه في 2015، وفي عام 2013، تحققت الرؤية والتطلعات، حيث أطلق مشروع خليفة سات، الذي وطّن بالكامل قطاع تصنيع الأقمار الصناعية في الدولة. شراكة استراتيجية وفي عام 2006، نسجت شراكة استراتيجية مع شركة «ساتريك اينشتيف» في كوريا الجنوبية، لنقل المعرفة في أول مشروع قمر صناعي (دبي سات 1)، وفي ما بعد «دبي سات2»، لامتلاك تقنيات تصنيع الأقمار الصناعية، لتحقيق رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لأخذ الإمارات نحو عصر اقتصاد المعرفة والتقنيات المتقدمة والصناعات الفضائية، وسافر نخبة من المهندسين الإماراتيين المتفوقين حديثي التخرج إلى كوريا الجنوبية، في إطار برنامج نقل المعرفة بين مركز محمد بن راشد للفضاء و«ساتريك اينشتيف» لمدة 10 سنوات، امتلكوا خلالها الخبرات والمهارات والمعارف عن تقنيات صناعات الفضاء، ومن ثم عادوا للإمارات لينقلوا خبراتهم للرعيل الأول من المهندسين والمتخصصين في الدولة. وافتتح مركز محمد بن راشد للفضاء، إثر عودة الفريق من كوريا الجنوبية، مختبرات تقنيات الفضاء، حيث بدأ فريق خليفة سات، بناء أول قمر صناعي على أرض الإمارات، مستندين لخبراتهم في القمرين دبي سات 1 و2، وخلال زيارة تاريخية إلى المركز نوفمبر 2016، ثبت صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وحدة إرسال البيانات والصور إلى الأرض على الهيكل النهائي للقمر الصناعي خليفة سات. جزيرة يابانية ووقع الاختيار على الصاروخ (إتش 2 إيه)، التابع لشركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة، ليطلق القمر من قاعدة مركز «تانيغاشيما للفضاء» في جزيرة تانيغاشيما اليابانية، وعند دخول خليفة سات في مداره بنجاح، تكون الإمارات رسخت مكانتها عالمياً، كدولة مطورة ومصنعة للأقمار الصناعية. ويعتبر خليفة سات، أيقونة تقنية وأول قمر صناعي يتم صناعته في الغرف النظيفة في مقر مركز محمد بن راشد للفضاء، وعند إطلاقه في 2018، سيكون القمر الصناعي الثالث والأكثر تقدماً من الناحية التقنية، الذي ترسله الإمارات إلى الفضاء، وسيوفر صوراً فضائية فائقة الجودة، تلبي احتياجات المؤسسات الحكومية ومشاريع القطاع الخاص، ويتم تطويره على أيدي كفاءات إماراتية بشكل كامل، وتشمل خدماته، الرصد البيئي والتغيرات التي تحدث فيها في أي مكان بالعالم، والمساعدة في التخطيط العمراني على مستوى الدولة، فضلاً عن اكتشاف التغيرات التي تنجم عن الاحتباس الحراري، والمشاريع الهندسية والإنشائية التي تؤثر في البيئة، ومتابعة خطوط سير السفن، ورسم خرائط الغطاء الأرضي والتضاريس. كما يشكل تطوير «خليفة سات»، جزءاً من استراتيجية مركز محمد بن راشد للفضاء طويلة الأمد، والهادفة إلى تشجيع الابتكار، وتحفيز التقدم التكنولوجي، وتعزيز التنمية المستدامة، وتأهيل جيل من العلماء والمهندسين الإماراتيين، الذي سيسهمون في بناء نهضة علمية، وأخذ زمام المبادرة لإطلاق مشاريع فضائية طموحة خلال العقد المقبل.
مشاركة :