أكّد د. يوسف عبيدان أن الحوار الإستراتيجي القطري الأمريكي يتوّج مسيرة التعاون المشترك. وقال: بين قطر وأمريكا شراكة إستراتيجية، ودليل ذلك الحوار القطري الأمريكي الذي جرى مؤخراً في واشنطن وتمّ توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم بين قطر وأمريكا، والولايات المتحدة، مُتفهمة لوجهة النظر القطرية منذ بداية الأزمة، والرئيس «ترامب» اتّصل أكثر من مرة بحضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى، وتبادلا وجهات النظر حول الأزمة، والرئيس الأمريكي نفسه أشاد بجهود قطر في مجال مكافحة الإرهاب، وهذا يدحض ما ساقته دول الحصار بدعم قطر للإرهاب، إذ بشهادة من أكبر دولة بالعالم تشيد بجهود قطر في الحرب على الإرهاب. وأضاف: ربما كان في بداية الأزمة هناك لغط وجدل شديد حول موقف الرئيس «ترامب» لكن الآن وضح موقفه تماماً وانجلت الحقيقة، وإذ به يمتدح قطر ويؤكّد أمام العالم أنها تحارب الإرهاب. وأشاد بنتائج الحوار الإستراتيجي وتوقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم في مجال مكافحة الإرهاب، وهذه كلها تؤكّد مدى عمق العلاقات بين الجانبين، ودليل وبرهان ساطع على أن قطر بريئة كل البراءة مما نسبته لها دول الحصار التي أصبحت الآن في مأزِق بالغ الشدة والتعقيد بعد الحوار القطري الأمريكي. مواقف أمير الكويت شجاعة ونبيلة عن دور الوساطة الكويتيّة في حلّ الأزمة الخليجية، يقول د. يوسف عبيدان، عضو مجلس الشورى، نائب رئيس اللجنة الوطنيّة لحقوق الإنسان: نسجّل بكل الفخر والإعزاز الشكر لدولة الكويت الشقيقة ولسمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت على الموقف الشجاع والنبيل تجاه حلّ الأزمة الخليجية منذ اليوم الأوّل من حدوثها والتي فُرضت على قطر ظلماً وزوراً وبشكل مفاجئ. وأضاف: نحن ندعم الموقف الكويتي، حيث تربط سمو أمير الكويت بحضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى علاقة أخوية قوية للغاية، وقطر والكويت دولتان شقيقتان تربطهما علاقات المصير الواحد، وكنت في زيارة خاصة للكويت مؤخراً ووجدت منهم سواء من أصدقائنا وأبناء عمومتنا وكل من نعرفهم تعاطفاً كبيراً مع قطر وشعبها وإدراكاً تاماً أن هذا الحصار جائر وأنه لا ينبغي أن يستمر حصار على دولة ضمن المنظومة الخليجية، خاصة أن دول الخليج كلها لُحمة واحدة ويجمعها مصير مشترك ولغة واحدة ودين وعادات وتاريخ مشترك، ووجدت أن الجميع بالكويت في قلق من إطالة أمد هذه الأزمة. هناك تعويل قطري كبير على الوساطة الكويتية، وفي ذات الوقت هناك تعويل على الإدارة الأمريكية في دعم هذه الوساطة الكويتية حتى الدول الأخرى تدعم الحل القائم على الحوار بعيداً عن الإملاءات والمساس بالسيادة، وهذا ما تسعى إليه قطر من خلال الوساطة الكويتية، وهي بالمناسبة مستمرة ونحن من جانبنا لا نيأس من السعي نحو حلّ الأزمة بالحوار. لجنة حقوق الإنسان فضحت انتهاكات دول الحصار أكّد د. يوسف عبيدان أن اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان لعبت دوراً مهماً للغاية في فضح كل هذه الادعاءات وتحركت منذ اليوم الأوّل للحصار في كل الاتجاهات، وأنا كنت ضمن وفد اللجنة وذهبنا إلى العديد من الدول وخاطبنا الكثير من المنظمات الدولية وشرحنا لهم عدالة القضية وتداعيات الحصار الجائر على قطر، ووجدنا منهم تعاطفاً كبيراً مع قطر التي أصبحت تكسب كل يوم المزيد من التعاطف الدولي سواء الرأي العام الدولي أو الحكومات أو المنظمات الحقوقية ومنظمات المجتمع المدني، وهذا التعاطف الدولي ودعم الموقف القطري يدلّ على أن حقوق الإنسان والعمال في قطر بخير وأن كل الادعاءات والافتراءات التي رددتها دول الحصار لا أساس لها من الصحة، خاصة ما يتعلق بحقوق العمال. وقال لجنة حقوق الإنسان مستقلة وتحركت بخط متوازٍ مع الدبلوماسية القطرية وكانت مهمتنا هي إيصال صوت قطر إلى المحافل الدولية عبر البرلمانات وعبر اللجان الوطنية في هذه الدول وعبر مجلس حقوق الإنسان في جنيف وعبر مؤسسات ومنظمات المجتمع المدني، بعض هذه الدول كان لديها خلفيّة عن هذا الحصار الجائر وتداعياته على قطر، والبعض الآخر من هذه الدول والمنظمات كان لديها معلومات ناقصة. وأضاف: نحن تولينا كلجنة حقوق إنسان قطرية توضيح الرؤية الصحيحة لهذه الدول، وشرحنا لها كافة التفاصيل وواجهنا الادعاءات والافتراءات التي ساقتها دول الحصار وقارعناها بالحجة والدليل، فوجدنا منها بعد ذلك تفهماً كبيراً ووعدتنا بنقل هذا كله إلى برلماناتها، خاصة البرلمان اليوناني على سبيل المثال الذي وعد بنقل وجهة نظرنا لحكومة اليونان، ونفس الحال بالنسبة للدول الأخرى لتكلل مجهوداتنا بالنجاح، وأكبر دليل على ذلك هو التقرير الذي أصدرته الأمم المتحدة ضد دول الحصار، وهو سند واضح لصالح قطر وأن كل ما سيق من افتراءات لا يستند إلى دليل وواقع صحيح، لأن بعثة الأمم المتحدة زارت الدوحة وشاهدت الوضع على الطبيعة ودرست كل المعطيات والملابسات في قطر والافتراءات والفبركات التي ساقتها دول الحصار فلم تجد شيئاً يدين قطر مما طرحته تلك الدول من أن قطر ترعى وتدعم الإرهاب أو تهدر حقوق العمال أوغيرها. تكاتف الشعب والقائد .. كلمة السر في هزيمة الحصار عن أهمّ أسباب التغلّب على تداعيات الحصار، قال د. يوسف عبيدان إن الحصار له آثار سلبية خطيرة ليس فقط على قطر، وإنما آثاره تمتدّ لدول المنطقة، ولكن قطر حينما تصدّت بكل حزم وقوة وشجاعة وثقة بالنفس لهذا الحصار ومعالجة تداعياته وتجفيف منابعه فهي تنطلق من طريق صحيح، وبفضل التلاحم بين القيادة والشعب، خاصة أن دول الحصار لعبت على وتر هدم النسيج الاجتماعي وورقة القبلية بهدف تغيير نظام الحكم، لكن الشعب التفّ حول قائد المسيرة وأعلنها واضحة صريحة لا نريد غير » تميم المجد» قائداً لمسيرتنا، وهذا ما جعل الموقف القطري يتعزّز وينطلق بقوة نحو الأمام، وبالتالي فشلت كل مخططاتهم وبالتالي سرّ النجاح هو التلاحم بين القيادة والشعب، وهذا أدّى إلى احترام وتقدير وتعاطف العالم مع قطر ضد دول الحصار. قطر حريصة على تمــــــــــــــــاسك مجلس التعاون حول مستقبل مجلس التعاون الخليجي في حال استمرار الأزمة الخليجية، يقول د. يوسف عبيدان: قطر حريصة على تماسك مجلس التعاون، فهو المظلة الواقية لنا جميعاً التي تجمع الدول الست، التي مهما بلغ بها من خلافات إلا أنها في النهاية لن تتخلّى عن مجلس التعاون، وأكبر دليل هو اجتماعهم في مؤتمر قمة الكويت مؤخراً، وأيضاً وكأس الخليج لكرة القدم، وكذلك في اجتماع تجمع البرلمانات الخليجية في الكويت. وأضاف: صحيح مجلس التعاون يمرّ بتوترات أضعفت قدرته، وهذا ما نلاحظه الآن من ضعف في التحرك ووهن في قوته وألقت الأزمة بظلالها على المجلس فحدت من دوره تماماً وأصبح وكأنه يبدو منظمة غير فعّالة، ولكننا نأمل أن تعود الروح لمجلس التعاون مرة ثانية ويجري الدم في عروقه ويعود بكامل قوته فور انتهاء الأزمة، ولكن لابد أولاً أن نتفق على أسس جديدة حتى لا تتكر ر الأزمة الخليجية مرة أخرى، وبالتالي تشتدّ اللحمة الخليجية وتتماسك أكثر وأكثر لأن المجلس يمثل أفضل صيغة للتعايش المُشترك.
مشاركة :