مع تطور حياة الإنسان الأول وتكوين المجتمعات البشرية، وجد الإنسان نفسه غير قادر على التفاهم مع الآخرين فاهتدى من خلال اللغة، وعايش المجتمعات الأخرى. ثم اكتشف ولجأ إلى الكتابة لحفظ إنتاجه الفكري وميراثه الثقافي والعلمي من الاندثار ولتتوارثه الأجيال اللاحقة. ففي سنة 5000 قبل الميلاد ابتدع الإنسان الكتابة في بلاد الرافدين مع التوسع في الزراعة وبداية ظهور المدن والمجتمعات الحضرية، ورواج التجارة وظهور العربة ذات العجلة والسفن الشراعية. فكانت اللغة أداة اتصال وتفاهم، والإنسان لا يمكنه أن يعيش بدون تواصل، فهو ينخرط في علاقات اجتماعية متنوعة وغير نهائية مما تصقل الإنسان وتصنعه مبتكرًا ومخترعًا ومنتجًا، بشكل مباشر أو غير مباشر، ومن رؤية أخرى للاتصال اللا نهائي تصدر عنه أفعال وردود أفعال، في شكل مشاعر أو اتجاهات وجدانية أو سلوكيات وأفكار.. فالتواصل بهذا المعنى هو أحد الظواهر الاجتماعية التي تقوم على التأثير في المواقف والاتجاهات والقيم وأنماط السلوك والتفكير. إن اللغات تشكّل القسم الأكبرعلى كوكبنا في المجال العلمي، وهي أيضًا أكثر اللغات تعرّضًا للخطر، فإقصاء لغة يؤدي إلى حرمان الاختراعات والابتكارات والانتفاع بالمعارف العلمية. مروان بن عبدالله
مشاركة :