القاهرة - في أحدث معارضه يستحضر الفنان التشكيلي ووزير الثقافة المصري الأسبق فاروق حسني مزيجا خاصا من ضوء مصر والموسيقى والبحر والصحراء ومدن عربية وأوروبية في أكثر من 50 لوحة تجريدية يعود بها للساحة التشكيلية. وقال حسني في افتتاح المعرض السبت "شغلي كله وجداني بحت وليس أدبيا يمكن وصفه بالكلام، كل ماأريد أن أعبر عنه من آراء وأفكار قدمته في هذه اللوحات. أنا لا أجيد التعبير بالكلمات لكني أفعل هذا بالألوان". وأضاف "تأثرت في هذه الأعمال بالموسيقى والبحر والصحراء وكذلك المدن التي أقمت فيها بعض الفترات مثل روما وباريس ودبي". ويضم المعرض، المقام في غاليري (بيكاسو إيست) بالقاهرة الجديدة، 59 لوحة أكريليك على كانفاس. ويقول الناقد الفرنسي ميشيل نوريدساني في كتيب التعريف بالمعرض "لدى حسني ضوء هو ضوء مصر -دون شك- ولد من تفاعل كيميائي مرهف، هو خليط من ماء النيل، مياه البحر والصحراء القاحلة. لكن هذه الشفافية وهذا الأسلوب في جعل اللون يصعد ليهبط ببطء على باقي الألوان التي هي بمثابة سند له، هما عنصران لا يملكهما سواه". وأضاف "ومثل الشاعر، يقوم فاروق حسني باستثمار أقل لمساحة الأرضية، لكي تذوب في متعة الخيال والواقع، ليعطيان دون تفرقة ألوان -خطوط- أبخرة، تعرجات أو خطوط عميقة، خربشات، علامات تعجب صغيرة، بقع شديدة الإضاءة - مسطحات منزلقة". شغل حسني منصب وزير الثقافة لنحو 24 عاما إلى أن ترك كرسي الوزارة في أعقاب انتفاضة يناير 2011 التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك. غادر فاروق حسني الوزارة لكن وهج الفن لم يغادره، إذ واصل مسيرته في عالم التجريد متنقلا بين القاهرة وعدة مدن. وفي الافتتاح الذي اجتذب أعدادا كبيرة من الفنانين والمتابعين لأعمال حسني، قال الفنان التشكيلي جورج بهجوري لرويترز "كلها لوحات جميلة لأنها انفتاح لتجربته في التجريد.. واضح جدا انه يتقدم كل سنة". وأضاف "كل معرض يحمل أعمالا أكثر تطورا رغم تمسكه بنفس الأسلوب ونفس الطباع. لا يفكر كثيرا مثل الفنانين الواقعيين الباحثين عن أشياء أمامهم في الطبيعة لكنه يعتمد أكثر على التخييل". ويستمر المعرض حتى 28 فبراير/شباط. وقال رضا إبراهيم مدير غاليري "بيكاسو إيست""فاروق حسني كفنان سهل جدا في التعامل معه، لم يضع اشتراطات محددة للمعرض، كل ما اهتم به أن يخرج المعرض في أفضل شكل". وأضاف "هذا المعرض يلقي بالحجر في السوق الراكدة إلى حد ما بالفن التشكيلي في مصر، نتمنى أن نرى معارض أكثر في الفترة القادمة".
مشاركة :