عبد المعطي حجازي يدعو لـ «ضمان استقلالية المثقفين»

  • 2/5/2018
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

قال الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي، إن الشاعر هو الذي يستطيع أن يضع يده على ما يخص الشعر، لأن الشعر كما نعلم، فن واحد من فنون اللغة، إذ تضم اللغة الشعر والنثر، والنثر فنونه متعددة، ولابد أن نعرف ما الذي يختص به الشعر حتى نميز بينه وبين غيره من الفنون، فالشعر هو اللغة الأولى، لأن اللغة قبل أن تكون نثرًا، وقبل أن تكون علمًا وفلسفة، كانت شعرًا. وأضاف خلال ندوة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، اليوم الأحد، أن "الشعر يتمثل في أداتين رئيسيتين، الأولى هي اللغة المجازية، أي اللغة التصويرية، لغة الاستعمار، ولو نظرنا إلى اللغة المستعملة في الريف المصري سوف تجدون أنها حافلة بالاستعارات، الفلاحون لا يعرفون التجريد، بل يعرفون التجسيد، والأمثلة التي نستشهد بها في هذا المقام أو ذاك، كلها تمثيل وتجسيد.وأما الأداة الثانية؛ هي الإيقاع، والإيقاع هنا له صور متعددة وهناك إيقاع في النثر، فقد سمعنا طه حسين وهو يتحدث، ولغته في النثر إيقاع، لكن الإيقاع في الشعر يختلف، وقبل كل شئ اللغة أصوات". وتابع: "لنا الحق نحن المصريين لكي نفخر بأننا بدأنا الكتابة واهتدينا إليها قبل غيرنا، لكن الكتابة ليست اللغة، فاللغة أصوات، فهي إيقاعات، ولكن إيقاعات النثر تختلف عن إيقاعات الشعر فإيقاعات الشعر منتظمة". وقال إن اللغة التي تخاطب كل الحواس، وتخاطب النظر والسمع وهي اللغة التي تثير العاطفة، وتملأ الوجدان، وتخاطب العقل، ولهذا نقول إن الشعر هو اللغة الكاملة قبل أن تعدد وتصبح فنونا مختلفة، فكيف يستطيع الشاعر بأن يصل إلى هذه اللغة الكاملة، بأن يظل طفلًا يحتفظ بوجدان الطفل، لأن الطفل يرى الأشياء صورا وإيقاعات وكذلك الإنسان. وعن ديوان "مدينة بلا قلب"، قال حجازي إن القاهرة كانت مدينة بلا قلب، أما الآن هي بقلب ولكن بلا عقل، لأن ثقافة النهضة التي كانت حية ومزدهرة الي الخمسينيات، تراجعت، ونرى الآن أن الثقافة السائدة هي المعادية للنهضة والدولة الوطنية، والديموقراطية وحقوق الإنسان، وهذه الثقافة معادية للعلم والعقل". ويتطرق في حديثه إلى إشكالية المثقف والسلطة، إذ أنه يرى أن المثقف ينبغي دائمًا أن يكون مستقلًا وحرًا وأن يكون له الحق في أن يفكر ويعبر عن رأيه، وعلى الدولة وليس السلطة فقط، أن تحفظ له هذا الحق، وأن تضمنه له، لهذا نحتاج إلى الحرية، فالإبداع لا يكون بالقهر والقمع الذي يمكن ان تلجأ لها السلطة عندما يعارضها المثقفون، فنحن نحتاج إلى الحرية والاستقلال وضمان حرية التعبير والتفكير".وأشار إلى نكسة 1967، باعتبارها محطة رئيسية في التحول الثقافي المصري، لكنه في بادئ الأمر، أعترض على مصطلح "نكسة"، إذ يقول "في الواقع أننا نتستر على الكلمة الصحيحة المباشرة، وهي الهزيمة، فما حدث في 1967 لم يكن نكسة، وهذه كلمة اخترعها محمد حسنين هيكل"، فالنكسة معناها أن تتقدم ثم ترتد، كلننا في الواقع لم نكن متقدمين، لأن الهزيمة وقعت بسبب ما حدث في الخمسينيات والستينيات، فقد توقف العمل بالدستور وتم الاستيلاء على أجهزة الإعلام كلها، وبالتالي يقول المسئول عن الجيش أن الجيش مستعد للمعركة وهو ليس مستعد، ثم ندخل المعركة، وننهزم!.قال "حجازي" إن الجيل السابق دائمًا صاحب خبرة، ومن حق الجيل الجديد أن يثور على الجيل السابق إذا أراد الجيل السابق ان يفرض عليه رأيه وخبرته، والجيل الجديد عليه أن يعترف به، لكن في كل الأحوال الثقافة تراكم كمي ومعرفي لأعمال الأجيال المتتالية التي يجب أن تفتح المجال كاملًا للمزيد والمراجعة".وأشار "حجازي" إلى إشكالية قصيدة التفعيلة والمعركة التي دارت بينه وبين جيله مع الأديب الراحل محمد عباس العقاد، إذ يقول "في الحوار الذي دار بين جيلي وبين العقاد، كان العقاد فيه قاسيًا وحادًا ووصل الأمر بنا إلى أن يهدد من الاستقالة من المجلس الأعلى للأداب إذا شاركنا في مهرجان الشعر الذي يقام في دمشق، فقد رجانا يوسف السباعي آنذاك، بعد أن وصلنا إلى دمشق، ألا نشارك حتى لا يكون ذلك سببًا في استقالة العقاد من المجلس الاعلى للفنون والاداب". وأضاف " عندما عدت إلى القاهرة، قررت أن اثبت له، أن ما منعنا من المشاركة، من كتابتنا لقصيدة التفعيلة، استطيع ان اكتب هذا الشعر التقليدي في هجاء العقاد، وبالفعل كتبت قصيدة في هجاء العقاد، وندمت عليها فيما بعد، بالمعنى الحقيقي للشعر، كان مفاداها أن هذا الزمان زماننا، وليس زمن العقاد، فرد عليها العقاد، في لقاء له مع أديب من دمنهور يُدعى عبدالمعطي مسيري، قال له "أنهم هم الذين يعيشون في عصر العقاد".وحول قصيدة النثر، ورفضه المنقطع لها، قال "لا شك أنني أعبر عن موقف سلبي من قصيدة النثر لكني لم أصل لما وصل إليه الأستاذ العقاد، لأني عندما كنت رئيس تحرير مجلة إبداع كنت أنشر لمن يكتبون قصيدة النثر أشعارهم ولم أحاول أن أمنعهم من حقهم، وأكثر من هذا أبديت إنطباعًا إيجابيًا عن ما يقدم لكني مع هذا ان الشعر بدون وزن ليس شعرًا كاملًا لهذا سميت قصيدة النثر شعرا ناقص لان قصيدة النثر تقوم على اللغة المجازية لكنها تتنكر للوزن وتتنكر للايقاع وهذا راي واعلنه ولي الحق في اعلانه".

مشاركة :