أفادت الأنباء أن تحالف المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي لن يتمكن من إنهاء التفاوض بشأن معاهدة تشكيل ائتلاف حكومي بين الجانبين اليوم الأحد كما كان مخططا. نقلت وكالة الأنباء الألمانية اليوم الأحد (4 فبراير/شباط) عن دوائر شاركت في المفاوضات تأكيدها على أن هناك حاجة إلى يوم غد الاثنين، وذكرت هذه الدوائر أن الأرجح أن المفاوضات سوف تتعلق بمضامين في المعاهدة. وبدأت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل اليوم الأحد آخر جولة من مفاوضات "صعبة" لتشكيل ائتلاف حكومي مع الاشتراكيين الديموقراطيين وإخراج البلاد من المأزق الناشئ عن الانتخابات والذي أدى إلى إضعافها في ألمانيا كما في أوروبا. ويخوض الجانبان مفاوضات منذ بداية كانون الثاني/يناير. واستأنفا مناقشاتهما عصر الأحد بهدف التوصل إلى تسوية. لكن المفاوضات قد تمتد إلى الإثنين والثلاثاء. وقالت ميركل لدى وصولها إلى مقر الحزب الاشتراكي الديموقراطي حيث تجري المفاوضات "لا يمكننا أن نحدد الوقت الذي ستستغرقه (المناقشات). لا يزال هناك نقاط مهمة تحتاج إلى معالجة". ومن جهته توقع زعيم الاشتراكيين الديموقراطيين مارتن شولتس جلسة تستمر "حتى وقت متأخر مساء أو ليلا"، لافتا إلى أنه لا يستطيع أن "يعد بأنه سيكون اليوم الأخير من المفاوضات". وبعد أكثر من أربعة أشهر من انتخابات أيلول/سبتمبر، التي لم ينجح فيها أي حزب في الحصول على الأغلبية، يسعى المحافظون في أقوى اقتصاد أوروبي إلى إيجاد حلول لمسائل الصحة وحق العمل والبيت الأوروبي أو التقاعد لإقناع الاشتراكيين الديموقراطيين المترددين بتجديد الائتلاف الكبير الذي يعرف باسم "غروكو". وتبدو بداية الأسبوع المقبل بمثابة مهلة أخيرة مع نفاد صبر الألمان. وأظهر استطلاع لقناة "ايه آر دي" العامة أن نحو 71 في المائة من هؤلاء لا يفهمون "لماذا يستغرق تشكيل الحكومة هذا الوقت" الطويل. وحتى لو تم التوصل إلى اتفاق بحلول الثلاثاء، فإن ذلك لن يشكل انتصارا لميركل لأن ناشطي الحزب الاشتراكي الديموقراطي ستكون لهم الكلمة الأخيرة حول تشكيل الائتلاف خلال تصويت يستمر أسابيع عدة في شباط/فبراير أو آذار/مارس. ومعلوم أن الحزب الاشتراكي الديموقراطي يشهد انقسامات في صفوفه منذ الانتخابات التي قلصت الأصوات التي حصل عليها إلى 20.5 %. ويلوم العديد من مسؤوليه زعيمه مارتن شولتس بالعودة عن وعوده بالتوجه نحو اليسار وعدم التفاوض مع ميركل. وفي حال فشلت ميركل عليها أن تختار بين بدء ولايتها الرابعة بمحاولة تشكيل حكومة أقلية غير مستقرة أو القبول بإجراء انتخابات جديدة قد تشكل فرصة لليمين المتطرف. وهما سابقتان في ألمانيا ما بعد الحرب العالمية الثانية. ويخشى المحافظون ومثلهم الاشتراكيون الديموقراطيون أن يحقق حزب "البديل لألمانيا" المناهض للهجرة نتائج أفضل من تلك التي حققها في أيلول/سبتمبر. وفي آخر انتخابات حصد هذا الحزب 13 في المائة من الأصوات في نتيجة تاريخية مستفيدا من القلق الذي أحدثه استقبال أكثر من مليون طالب لجوء منذ 2015، وجعل من إبعاد ميركل من منصب المستشارية هدفه الرئيسي. من هنا ليست ميركل في وضع تحسد عليه فهي تواجه ضغوطا من المحافظين المطالبين بالتوجه يمينا لوقف صعود اليمين المتطرف وبضرورة التوصل تحت ضغط الجناح اليساري في حزبها إلى تسوية مع الاشتراكيين الديموقراطيين. م.أ.م/ف.ي (د ب أ، أ ف ب)
مشاركة :