تجاوز حجم الاستثمارات السعودية في سوق الأسهم الإماراتية، حاجز 14 مليار درهم خلال العام الماضي، في ظل العلاقات المتنامية والشراكة الاستراتيجية بين البلدين الشقيقين. وقال خبراء واقتصاديون لـ «البيان الاقتصادي»، إن العلاقات والشراكة الاستراتيجية بين الإمارات والسعودية، امتدت لتشمل كافة النواحي والمجالات، بما فيها أسواق الأسهم، التي شهدت زيادة كبيرة في وتيرة الاستثمارات المتبادلة بين الإماراتيين والسعوديين. ووفق إحصاءات رسمية، فإن قيمة الأسهم الإماراتية المملوكة للسعوديين، قدرت بنحو 10 مليارات درهم خلال التسعة أشهر الأولى من عام 2017، فيما تشير تقديرات غير رسمية، إلى بلوغها حاجز 15 مليار مع نهاية العام ذاته. الأسهم المملوكة وتفصيلاً، قال سوق دبي المالي في إفادة لـ «البيان»، إن الأسهم المملوكة للمستثمرين السعوديين في السوق، بلغت نحو 2.49 مليار سهم، بقيمة تقدر بنحو 7.072 مليارات درهم، موزعة على نحو 14.689 ألف مستثمر، بينما يبلغ عدد المستثمرين السعوديين المسجلين في السوق، أكثر من 46 ألف. وأضاف السوق أن إجمالي تداولات السعوديين في سوق دبي بيعاً وشراءً، وصلت إلى 4.67 مليارات درهم، موزعة بواقع 2.04 مليار درهم مبيعات، و2.62 مليار درهم مشتريات. من جهة أخرى، أوضح سوق أبوظبي للأوراق المالية، أن إجمالي تداولات السعوديين على الأسهم، بلغت نحو 1.9 مليار درهم بيعاً وشراءً، خلال الـ 9 أشهر الأولى من 2017، تمثل قرابة 2.6 % من إجمالي تداولات السوق الإجمالية، موزعه بواقع 1.034 مليار درهم مشتريات، و875.8 مليون درهم مبيعات. وأضاف سوق أبوظبي، أن عدد المستثمرين السعوديين مع نهاية النصف الأول، بلغ 147.302 ألف مستثمر، موزعة بواقع 147.168 ألف مستثمر من الأفراد، و134 مستثمراً من المؤسسات. وأشار السوق إلى أن القيمة السوقية للأسهم المملوكة للمستثمرين السعوديين، وصلت إلى نحو 2.76 مليار درهم مع نهاية النصف الأول من العام الجاري، ومقابل نحو 2.487 مليار درهم مع نهاية العام الماضي. علاقات متينة وقال رجل الأعمال السعودي رئيس مجلس إدارة المجموعة الوطنية للتقنية، المهندس محمد رشيد البلاع: «إن العلاقة بين السعودية والإمارات متينة وعميقة على الصعد كافة، لا سيما على الصعيد الاقتصادي، مع تمتع الدولتين ببيئة استثمارية جاذبة، وهو ما ظهر جلياً من خلال زيادة وتيرة الاستثمارات بين أبناء البلدين، سواء في الأسهم الإماراتية أو الأسهم السعودية. وأضاف البلاع: نسعد كثيراً عندما نرى المستثمر السعودي متصدراً قائمة المستثمرين الخليجين والعرب، كونه الأكثر إقبالاً على الاستثمار في الأسهم الإماراتية، ونتوقع أن يظل متصدراً في المستقبل، في ظل العلاقات القوية التي تربط البلدين. وقال إن الإمارات والسعودية شريكان استراتيجيان في المنطقة، ويرتبطان بعلاقات أخوية كبيرة، ولهما مصالح مشتركة، تلتقي في كثير من القضايا والملفات التي تواجههما، فضلاً عن دور العوامل التاريخية والاجتماعية والاقتصادية، التي تعزز التعاون المشترك بينهما. وأكد البلاع، أن من بين أبرز استثماراته في الإمارات، من خلال شركة "الصفوة مباشر" للخدمات المالية، وهي مدرجة في سوق دبي المالي، وتعمل في مجالات الأسهم والمؤشرات وصناديق المؤشرات المتداولة والعقود الآجلة. استثمارات متنامية من جهته، قال الاقتصادي السعودي، والمستشار المالي محمد الشميمري، الرئيس التنفيذي لمكتب الشميمري للاستشارات المالية، إن العلاقات المتنامية بين المملكة والإمارات، تترجم حالياً في شكل استثمارات وعلاقات قوية، شملت كافة القطاعات، وخصوصاً سوق الأسهم. وأضاف الشميمري أن التعاون المستمر بين البلدين، أسهم في وضع رؤية مشتركة وأطر محددة للانتقال نحو مرحلة جديدة من التعاون، تشمل كافة النواحي الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، وكانت أسواق الأسهم محط اهتمام كبير من أبناء البلدين، لما تتمتع به من فرص استثمارية واعدة وجاذبة، لا سيما في ظل الثقل النسبي الكبير للبورصة السعودية والإماراتية بين كافة أسواق المنطقة. وبيّن الشميمري أن العلاقات بين الإمارات والسعودية، تمتد عبر التاريخ، فهي نموذج يُحتذي في العلاقات العربية، سواء من حيث قوتها ومتانتها وقيامها علي أُسس راسخة من التقدير والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، أو من حيث استقرارها ونموها المستمر، أو من حيث ديناميكية هذه العلاقة، والتواصل المستمر بين قيادتي البلدين وكبار المسؤولين فيها. تضاعف الاستثمارات وقال الرئيس التنفيذي السابق لدى «أداء» للخدمات المالية، المحلل الاقتصادي علي الحمودي: خلال السنوات الأخيرة، لاحظنا تضاعفاً كبيراً في حجم المستثمرين السعوديين في دولة الإمارات، حيث تضاعفت أعدادهم بزيادة حوالي 186 % بين عامي 2011 و2017. وأضاف الحمودي أن القرار الإماراتي بإعفاء المستثمرين السعوديين من الرسوم، ومعاملتهم معاملة المواطن الإماراتي، جاء منسجماً مع حجم المستثمرين السعوديين في دولة الإمارات، والذين جاؤوا بعد المستثمرين الإماراتيين من حيث العدد وقيمة الاستثمار. وتوقع الحمودي زيادة أعداد المستثمرين السعوديين واستثماراتهم في دولة الإمارات، خصوصاً في ظل التنامي المستمر للعلاقات بين البلدين، ما سيتيح لهم زيادة استثماراتهم في أسواق الأسهم المحلية. وبين الحمودي أنه إلى جانب سوق الأسهم، فإن السعوديين كذلك يتصدرون الأكثر استثماراً في عقارات دبي، حيث تجاوز حجم استثماراتهم خلال الفترة من عام 2002 وحتى سبتمبر الماضي، الـ 53 مليار درهم. نمو وتطور من جانبه، قال الخبير والمحلل الاقتصادي، باسل أبو طعيمة، إن استثمارات الإماراتيين والسعوديين في بورصات البلدين، آخذة في النمو والتطور بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة، مستفيدة من العلاقات القوية بين البلدين. وأضاف أبو طعيمة أن الإحصاءات الرسمية الصادرة من الأسواق الإماراتية، تظهر أن السعوديين هم الأكثر استثماراً في الأسهم الإماراتية، من بين دول مجلس التعاون الخليجي، وأيضاً هناك توجه كبير من الإماراتيين نحو اقتناء الأسهم السعودية. ولفت أبو طعيمة، إلى أن بورصات الإمارات والسعودية، تعتبر الأكثر جاذبية في المنطقة، من ناحية العوائد والتوزيعات، وتوقع في الوقت ذاته، تزايد وتيرة استثمارات السعوديين في الأسهم الإماراتية، وأيضاً زيادة وتيرة الاستثمارات الإماراتية في الأسهم السعودية.
مشاركة :