على مدى قرون، كان طريق الحرير الأسطوري طريقًا ثنائي الاتجاه يربط بين العاصمة الصينية القديمة شيان والمراكز التجارية النشطة البعيدة مثل روما وملقا، وعلى الرغم من فترات التوقف المتقطعة لهذا الطريق التجاري الحيوي، فمع التقدم المذهل الذي حققته في القرن الحادي والعشرين، أصبحت الصين أكبر مصدِّر في العالم؛ حيث بلغ إجمالي قيمة السلع والخدمات المُصدرة 2.2 تريليون دولار في عام 2016. وأطلقت الصين مبادرة الحزام والطريق في عام 2013 بهدف إحياء طريق الحرير العظيم فضلًا عن توفير منصة جديدة للتعاون متعدد الأطراف لإنشاء طرق تجارية جديدة وروابط اقتصادية وشبكات تجارية، وقد تم تحديد ستة ممرات اقتصادية من الصين إلى وسط وجنوب آسيا، والشرق الأوسط وأوروبا (الحزام الاقتصادي لطريق الحرير)، والطريق من جنوب شرق آسيا وأوقيانوسيا إلى الشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا (طريق الحرير البحري في القرن الحادي والعشرين) والذي يمتد عبر مسار بحري. ومن خلال امتدادها عبر 69 بلدا بما يتضمن حوالي 60 % من سكان العالم و40 % من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، تشكل المبادرة أيضًا مجموعة من الاتفاقيات التجارية ومشروعات البنية التحتية المترابطة والتي من المتوقع أن تكون ذات فائدة متبادلة لدول مبادرة الحزام والطريق والصين، ونظرًا لأن أحد أهداف مبادرة الحزام والطريق يتمثل في زيادة تحفيز النمو الاقتصادي الصيني، فإن توسيع وجهات الطلب في الخارج يأتي على قمة أولويات الدولة الصينية من أجل فتح أسواق جديدة أمام السلع والخدمات الصينية مما يدعم اقتصاد البلاد ضد أي تباطؤ محتمل في الطلب المحلي، فضلًا عن التنامي المحتمل في الحماية الاقتصادية في بلدان أخرى.
مشاركة :