منح رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو اليوم (الأحد) وضعاً قانونياً لموقع استيطاني بالضفة الغربية المحتلة لم يكن مصرح به، رداً على هجوم بالرصاص نفذه فلسطينيون الشهر الماضي أسفر عن مقتل الحاخام رازيئيل شيفح برصاص أطلق من مركبة أثناء توجهه لمنزله. وقال نتانياهو إن «قرار منح التصريح بأثر رجعي لبناء موقع حفات جلعاد الذي تسكنه 50 أسرة يهدف إلى السماح باستمرار الحياة الطبيعية هناك». وذكر موقع «عرب 48» أنه تم منح التراخيص للبؤرة الاستيطانية، المقامة على أراضي المواطنين في قريتي جيت وفرعتا، لتكون مستوطنة رسمية، بعد مناقشة الموضوع والتصويت عليه. ووافق مجلس الوزراء الإسرائيلي بالإجماع على القرار. ودان مسؤولون فلسطينيون الخطوة. وقال عضو اللجنة التنفيذية لـ «منظمة التحرير الفلسطينية» واصل أبو يوسف «نتانياهو يحاول تثبيت وقائع على الأرض. الاستيطان في الضفة الغربية بما فيها القدس كله غير شرعي، لا يوجد استيطان شرعي وآخر غير شرعي». وعلى صعيد آخر، اقتحمت قوات إسرائيلية اليوم، تجمع بدوي يدعى أبو نوار شمال جنوب مدينة القدس، وهدمت غرفتين مدرسيتين للمرحلة الابتدائية الساعة الخامسة فجراً، وفق ما أفاد السكان. وقال ممثل تجمع أبو النوار، الذي تسكنه عشرات العائلات البدوية، داود جهالين، إن «الهدم تم على رغم أن هناك قضية حول الغرفتين التابعتين لمدرسة قريبة في محكمة العدل العليا الإسرائيلية، ولم يصدر قرار نهائي عنها بعد»، مضيفاً «تم بناء هاتين الغرفتين في العام 2017، وكان يدرس فيهما 27 طالباً وطالبة في الصفين الثالث والرابع». وأوضح جهالين أنه جرى أخيراً نقل الطلاب إلى مكانين آخرين في التجمع، بعد صدور قرار من السلطات الإسرائيلية بهدم الغرفتين، وتم الاعتراض على القرار في محكمة العدل العليا الإسرائيلية. وكانت السلطات الإسرائيلية أصدرت نهاية العام الماضي قراراً بهدم الغرفتين، لعدم حصولهما على التراخيص اللازمة. وتابع «لا أعلم ما هو الإرهاب الذي تشكله هذه المدرسة حتى يتم استهدافها. تم الاستهداف اليوم على رغم وجود ملف للترخيص لهذه المدرسة». وتعهد محافظ القدس عدنان الحسيني خلال تفقده الموقع إعادة بناء المدرسة. وقال مخاطبا طلبة المدرسة «سنبني ثلاث غرف بدل الغرفتين». وأضاف «هذه المنطقة بادية القدس وهي المنطقة المستهدفة للاستيطان الذي يحيط بها من كل جانب كما ترون، ولكن الرغبة أن يستمر هذا الاستيطان بنهب هذه الأرض لاستكمال الحلقة حول القدس». ويعيش عدد من سكان التجمعات البدوية في بيوت من الصفيح، وآخرين في خيام، ويعتمدون على تربية الماشية في حياتهم. وقال مركز المعلومات الإسرائيلي (بتسيلم) في بيان له اليوم، إن «عمليات هدم المباني التعليمية واحدة من الأدوات التي تستخدمها إسرائيل لطرد تجمعات الفلسطينيين من منازلهم»، مضيفاً أن «عمليات الطرد تمكن إسرائيل من استخدام الأراضي لاحتياجاتها الخاصة». ويرى الفلسطينيون أن الهدف من عمليات الهدم هو إجبار السكان على الرحيل عن هذه المنطقة، من أجل إقامة المشروع الاستيطاني الضخم (اي1)، الذي في حال تنفيذه سيقسم الضفة إلى نصفين ويمنع التواصل بينهما. وتمتد المنطقة المزمع إقامة المشروع عليها، لتشمل عددا من المستوطنات من أكبرها معالي أدوميم من شرق مدينة القدس حتى شواطئ البحر الميت. وأوضح موقع «عرب 48» أنه تم تشييد المبنى لأغراض الدراسة في تشرن الأول (أكتوبر) الماضي، ليكون مدرسة لطلاب المرحلة الابتدائية في التجمع الذي يبلغ عدد سكانه 600 نسمة.
مشاركة :