عين لا تنام

  • 2/6/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

مارلين سلوم حين يترك الإنسان مقعده وينسحب من عالم «الإنتاج» الوظيفي، ليصير «متقاعداً»، يشعر بأنه فقد جزءاً مهماً من يومياته ومن عاداته التي التصقت به وتشكلت معه في مسيرة حياته. فالمهنة ليست «باب رزق» فقط، وإنما هي حياة أخرى نعيشها كل يوم، نُجبل بمياهها فتعيد تشكيل بعض الخصال والأفكار والطباع فينا.حين يقف الإنسان عند مفرق الانفصال عن حياته المهنية بحكم التقدم في السن، فهو بلا شك يواجه مرحلة جديدة، عليه أن ينطلق معها في رحلة مختلفة، المفروض أنها توفر له الراحة الصحية والنفسية، وتمنحه فرصة أكبر للاستمتاع بالحياة مع أسرته ومحيطه. لكن هذه الفرصة لا تكون متاحة أمام الجميع، فهناك من يشعر بضيق، وكأنه أصبح عالة على أفراد أسرته، خصوصاً في الظروف الاقتصادية الصعبة.صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، دائم الانشغال بهموم الناس والساعي باستمرار إلى توفير كافة سبل الراحة والاستقرار لهم، لم ينس الالتفات إلى تلك الفئة التي أدت واجبها الوظيفي وعملت في شبابها إلى أن وصلت إلى نهاية الخدمة، موجهاً برفع الحد الأدنى لمعاش التقاعد - لمن تصرف معاشاتهم من حكومة الشارقة- ليكون متلائماً مع المستوى المعيشي المناسب.660 متقاعداً وعائلاتهم يستفيدون من هذه المبادرة الكريمة، والتي تنعكس إيجابياً ليس على أوضاعهم الاقتصادية والمعيشية فقط، بل على إحساسهم بالراحة النفسية والطمأنينة وهم في سن التقاعد. إنه حقهم في العيش الكريم وهم أبناء هذه الأرض الطيبة، ولاسيما وأن عين صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لا تنام، ولا يطمئن له بال قبل أن يطمئن على راحة رعيته.هو الحريص على متابعة مشاكل الناس عبر الإذاعة و«البث المباشر»، وعبر كل الوسائل المتاحة، ومن خلال الدراسات والإحصاءات.. مشغول دائماً باستقرار المجتمع، وتخفيف أعباء الحياة وثقلها عن كاهل العائلات، ودعم كل من يحتاج إلى مساعدة، وتوفير الراحة من أجل بناء مجتمع آمن ومستقر، ومتوازن. رفع الحد الأدنى لمعاش المتقاعد من 12 ألف درهم إلى 17500، هو تكريم يمثل الكثير بالنسبة لتلك العائلات، ولكل من خدم مجتمعه وأعطى بإخلاص في عمله لسنين طويلة. نهاية خدمة، وبداية مرحلة جديدة من الحياة، تبدو صعبة لمن اعتاد العمل والحركة والعطاء، والحصول في المقابل على معاش لائق يعول به أسرته ويؤمن لهم مستقبلاً جيداً. لكن المبادرات الكريمة تأتي لتضيف لمسة حنان، وتجعل الصعب سهلاً، وتستمر الحياة كريمة كما يجب أن تكون. marlynsalloum@gmail.com

مشاركة :