17 توصية ترسم ملامح المشهد الثقافي الوطني

  • 2/6/2018
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

شارك في أعمال «خلوة مستقبل الثقافة»، التي نظّمتها وزارة الثقافة وتنمية المعرفة في متحف «اللوفر» أبوظبي، بهدف رسم ملامح مستقبل المشهد الثقافي الوطني، عدد من الوزراء ونخبة من أبرز الشخصيات المؤثرة في الساحة الثقافية والسياسية والدبلوماسية، مثل وزير الصحة ووقاية المجتمع عبدالرحمن العويس، ووزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش، ووزيرة تنمية المجتمع حصة بنت عيسى بوحميد، ووزير دولة الدكتور سلطان الجابر، ووزيرة الدولة لشؤون الشباب شما المزروعي، ووزير الدولة للذكاء الاصطناعي عمر بن سلطان العلماء، ورئيس مجلس أمناء جائزة محمد بن راشد للغة العربية محمد المر، ورئيس مجلس دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي محمد المبارك، والشيخ فاهم القاسمي، الرئيس التنفيذي في دائرة العلاقات الحكومية بالشارقة، وعدد من المفكرين والخبراء والمعنيين بمجالات الثقافة والفنون في الدولة ،علاوة على مجموعة من رواد الأعمال وممثلي الجهات الإعلامية في الدولة. نهضة ثقافية شاملة تعد خلوة مستقبل الثقافة هي الأولى من نوعها على مستوى دولة الإمارات، حيث استهدف هذا الجمع من كبار الشخصيات السياسية والدبلوماسية والعلمية والاقتصادية، ورموز الفكر والثقافة في دولة الإمارات، مناقشة واقع العمل الثقافي في الدولة، لرسم ملامح مستقبل المشهد الثقافي الوطني، بما يتوافق مع رؤية القيادة الرشيدة لآفاق التنمية الفكرية والمجتمعية الشاملة، وبما يتماشى مع الطموحات العريضة لمستقبل مسيرة التطوير ضمن مختلف القطاعات. شملت مخرجات الخلوة التي أثمرت 17 توصية، توصيات معنيّة بالمواهب الوطنية، ووضع خطة عمل لاقتراح التفرغ الإبداعي، وتوصيات بشأن الأوركسترا الوطنية، ووضع خطة عمل مبدئية لمجلس شباب وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، فيما قدّمت جلسة الإبداع والابتكار في الثقافة توصياتها بشأن الناتج القومي الإبداعي، وأوصت كذلك بوضع خطة عمل لحاضنات الأعمال الثقافية والصناعات الإبداعية، بما يكفل تشجيع تلك الأعمال وتحفيز نموها، وحثّ الشباب على الانخراط فيها، وتضمّن محور التمويل والاستدامة الثقافية التوصية بتطوير خطة عمل تكفل تحقيق هذا الهدف، وضمان الموارد المالية اللازمة لدعم العمل الثقافي. كما أثمرت المناقشات في محور العلوم والتكنولوجيا توصيات حول إيجاد مسودة لنموذج الثقافة والمستقبل، علاوة على توقيع مذكرة تفاهم للشراكة بين وزارة الثقافة وتنمية المعرفة ومكتب وزير الدولة للذكاء الاصطناعي حول كيفية التعاون من أجل تعزيز الوعي المجتمعي في ما يتعلق بالتقنيات الذكية ودورها وأثرها في المستقبل، وكيفية إتقان توظيفها لخدمة أغراض التنمية الاجتماعية والثقافية والمعرفية، فضلاً عن التنمية الاقتصادية. وتركّزت التوصيات في الجلسة الخاصة باللغة العربية على إيجاد المبادرات الداعمة للمحتوى العربي الرقمي، وتعزيز مكانة لغة الضاد في عصر التقنيات المتطورة والذكاء الاصطناعي بحلول تكفل للعرب مواكبة التقدم العلمي السريع من حولنا، وتكفل للغة العربية أن تكون جزءاً من هذا التطور، حفاظاً على مكانتها عنواناً للثقافة العربية، هذا إلى جانب تعزيز مكانة الكتاب الإماراتي ضمن القوائم العالمية للكتب المترجمة. وأوصت جلسة الهوية والقيم والتلاحم المجتمعي بوضع خطة لتعزيز الثقافة الإماراتية، بالتعاون بين وزارة الثقافة وتنمية المعرفة ووزارة تنمية المجتمع، في حين طرح المشاركون في جلسة البنية التحتية والمرافق الثقافية الإماراتية مجموعة توصيات، شملت مشروع إعداد خريطة الإمارات الثقافية، وجملة مقترحات بشأن البيانات المفتوحة الثقافية. كما قدمت جلسة الدبلوماسية الثقافية سلسلة من المقترحات المهمة، من أبرزها العمل على تعزيز التعاون مع منظمة اليونيسكو العالمية، علاوة على تعزيز دور الملحق الثقافي في ضوء مسؤوليته في بناء وتوطيد روابط التعاون والتبادل الثقافي مع مختلف الدول الشقيقة والصديقة. وشملت مخرجات الجلسة التي أفردتها الخلوة لمناقشة مستقبل الفنون مجموعة مقترحات خاصة بتطوير المشهد الفني والإبداعي في الدولة، وإطلاق مبادرات ومشروعات من شأنها تحقيق مواكبة تطور قطاع الفنون في الدولة لحركة التطوير القوية في مختلف القطاعات التنموية الأخرى، بما في ذلك مبادرة الترقيم المعياري للأعمال الفنية، حيث سيتم الكشف عن تفاصيل تلك المقترحات بشكل مفصل في مرحلة لاحقة. نورة الكعبي: الخلوة تترجم نهج القيادة الداعم للثقافة قالت وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة، نورة الكعبي، إن «الخلوة تترجم توجيهات القيادة الرشيدة نحو تعزيز أسس النهضة الثقافية الإماراتية، وتوسيع دائرة حضور الشباب في المشهد الثقافي، إذ يمثل فكر الشباب إحدى ركائز مستقبل الحياة الثقافية، دون إغفال لفكر المتقدمين من رموز الفكر والإبداع في دولتنا، بما قدموه من إسهامات ستبقى نقاطاً مضيئة في سجل الثقافة الإماراتية». ونوّهت بأن انعقاد خلوة مستقبل الثقافة في مستهل عام بالغ الخصوصية، وهو «عام زايد»، يعكس مدى الالتزام بالسير على نهج مؤسس الاتحاد، المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي وضع التنمية الثقافية والاستثمار في بناء الإنسان ضمن أولويات العمل الوطني، ومواصلة هذا النهج خلال العقود الخمسة المقبلة، بما يترجم أهداف رؤية «مئوية الإمارات 2071»، الساعية إلى أن تكون دولة الإمارات من بين الأفضل في العالم في مختلف القطاعات التنموية، من بينها قطاع الثقافة الحيوي. وأكدت وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة حرص الوزارة على التعاون مع كل الوزارات والدوائر والجهات الحكومية والمؤسسات شبه الحكومية والخاصة من أجل النهوض بقدرات قطاع الثقافة، والعمل على تنمية قدرات معرفية متميزة للمجتمع، بما يضمن مواكبة ركب التطور الثقافي العالمي، ويتناسب مع التقدم التكنولوجي الكبير الذي أحرزته دولة الإمارات خلال السنوات الماضية، والخطط العريضة التي تسعى الإمارات من خلالها لتكون رائدة في مسيرة التطور الإنساني بصفة عامة، بالاهتمام بمجالات الإبداع والابتكار، بما يؤهلها للقيام بهذا الدور بكل كفاءة واقتدار. نحو المستقبل في جلسة «مستقبل الفنون»، قال عبدالرحمن العويس، إن «تعلّم الفنون لابد أن يبدأ من المراحل الأولى للتعليم في المدارس وصولاً إلى الجامعات والمعاهد»، مؤكداً أن الفنون هي جزء من ثقافة دولة، وليست للترفيه فقط. وتطرق إلى الوضع الحالي للفنون ومستقبلها في ظل العولمة والتواصل التكنولوجي. وتحدث أنور قرقاش في جلسة «الدبلوماسية الثقافية» ومستقبلها ومبادرات تطويرها والقوة الناعمة، بحضور المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، منى غانم المرّي، ومدير مكتب الدبلوماسية العامة سعيد العطر، ونائب مدير عام أكاديمية الإمارات الدبلوماسية، الدكتورة نوال الحوسني. وترأّس الدكتور سلطان بن أحمد الجابر جلسة التمويل والاستدامة الثقافية في الدولة. وطرحت حصة بنت عيسى بوحميد، خلال رئاستها جلسة «الهوية والقيم والتلاحم المجتمعي» سلسلة من التساؤلات المهمة حول آلية نقل ثقافة دعم الدولة المتواصل للمواطن إلى دعم المواطن للدولة، ومدى قدرة الشباب الإماراتي على نقل ثقافته عالمياً في ظل العولمة، مع المحافظة على هويته الوطنية. وترأس محمد المر جلسة بعنوان «اللغة العربية»، وعلى خلفية سعي الخلوة لدعم دور الشباب. وانطلاقاً من حرصها على تشجيع الابتكار، نظمت الخلوة جلسة «المواهب الوطنية»، حيث تحدثت شمّا المزروعي عن أبرز التحديات لتمكين المواهب الشابة، وتحويلها إلى رواد عالميين في المجال الثقافي. وترأّس عمر العلماء جلسة «العلوم والتكنولوجيا»، التي ضمت ورشة عصف ذهني لمستقبل الثقافة، بوجود الذكاء الاصطناعي. احتلت كل من جلسة «البنية التحتية والمرافق الثقافية الإماراتية» أهمية كبيرة ضمن أجندة الخلوة، وترأس الجلسة محمد المبارك، لطرح الأفكار الداعمة لخريطة الإمارات الثقافية. فيما أدار النقاش في جلسة «الإبداع والابتكار في الثقافة» الشيخ فاهم القاسمي، الرئيس التنفيذي في دائرة العلاقات الحكومية بالشارقة، تحدث فيها عن أبرز ممكنات الابتكار في الدولة، والعائد القومي للثقافة.

مشاركة :