استنفرت قوات الجيش المصري عند الحدود الغربية مع ليبيا لمنع تسلل أي متطرفين، بالتزامن مع بدء الجيش الليبي هجوماً عسكرياً على مدينة «درنة»، التي تُعد معقل الجماعات المتطرفة في الشرق الليبي، والقريبة نسبياً من الحدود مع مصر. وأفيد أن تنسيقاً مكثفاً جري في الأيام الماضية بين السلطات المصرية والليبية بمعاونة القبائل على جانبي الحدود، استباقاً لإطلاق الجيش الليبي «عملية درنة»، خصوصاً في ظل معلومات عن تحركات لمجموعات إرهابية طولياً وعرضياً في جنوب شرق ليبيا، فراراً من مطاردات الجيش الليبي لها بعد اشتباكات جرت قبل يومين جنوب منطقة «الهلا النفطي». وتتابع القاهرة عن كثب تطورات ما ستسفر عنه العملية العسكرية في «درنة» خصوصاً، إذ يُعتقد أن المدينة التي تسيطر عليها مجموعات تابعة لـ «القاعدة» تأوي قيادات مجموعات إرهابية فارة من مصر، بينها أبرز متطرف مُلاحق من قبل الجيش المصري، وهو زعيم جماعة «مرابطون» ضابط الجيش المفصول هشام عشماوي. وقصفت مصر درنة مرتين، الأولى في شباط (فبراير) من العام 2015 في أعقاب ذبح تنظيم «داعش» أكثر من 20 مسيحياً مصرياً في ليبيا، والثانية في أيار (مايو) الماضي، بعد قتل متطرفين عشرات المسيحيين المصريين في الصحراء الغربية. وبدأ الجيش الليبي أمس وأول من أمس قصفاً مدفعياً لـ «مواقع متشددين» في «درنة»، بعد سلسلة اجتماعات لقيادات عسكرية استعداداً لإطلاق «عملية تحرير المدينة» التي تطوقها وحدات تابعة للجيش من جهات عدة. وأفيد بأن مسؤولين ليبيين كباراً أشرفوا على خطة تأمين الحدود مع مصر من مساعد شمالاً وحتى واحة جغبوب جنوباً، وعقدوا اجتماعات في الأيام الماضية للتأكد من إحكام السيطرة على الحدود، كما عُقدت اجتماعات رفيعة مصرية- ليبية ناقشت تحقيق الهدف نفسه، وقررت القاهرة في أعقابها زيادة الاستنفار على الحدود الغربية. من جهة أخرى، قال الناطق باسم الجيش العقيد تامر الرفاعي في بيان أمس إن قوات الجيش الثاني الميداني في شمال سيناء قتلت تكفيرياً شديد الخطورة، وأوقفت 6 مشتبهين ودمرت 51 عبوة ناسفة وسيارتي دفع رباعي و6 دراجات نارية خاصة بـ «العناصر التكفيرية»، ومخزنين يحويان قطع غيار دراجات نارية، محظور تداولها في مناطق عدة في شمال سيناء. وأوضح أن قوات الجيش دمرت عدداً كبيراً من الأوكار التي تستخدمها العناصر التكفيرية في الاختباء وتخزين الاحتياجات الإدارية وأجهزة الاتصال والذخائر والمواد التي تستخدم في تصنيع العبوات الناسفة. وشهد وزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي أمس تدريبات لعناصر من وحدات المظلات. وأشاد بما حققته عناصر القوات الخاصة في مناطق مكافحة النشاط الإرهابي في سيناء من نجاحات، مؤكداً أن لـ «مصر جيشاً قوياً قادراً على حمايتها وصون عزتها وكرامة شعبها». وقال إن القدرة العسكرية «هي أحد أركان الأمن القومي والركيزة الرئيسة لتأمين الدولة المصرية ضد كل التهديدات داخلياً وخارجياً»، مشيراً إلى أن القوات المسلحة حققت «طفرات غير مسبوقة» في تطوير أساليب التدريب القتالي وزيادة معدلات الكفاءة الفنية للأسلحة والمعدات.
مشاركة :