أكد الكاتب الصحفي خالد ميري رئيس تحرير جريدة الأخبار، أن العلاقات المصرية العمانية ممتدة علي مدار التاريخ، ولم تشهد أي خلافات وما زالت مضرب المثل لعلاقات الأخوة والصداقة.وأضاف "ميري" في مقاله بجريدة الأخبار «نبض السطور» تحت عنوان «السياسة الشريفة.. والمستقبل الواعد»، أن سر تلك العلاقة العميقة، يعود إلى السياسة التي تلتزمها مصر مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، كما تلتزمها سلطنة عمان مع السلطان قابوس بن سعيد، سياسة لا تعرف التآمر، ولا تختلف فيها الأقوال عن الأفعال.وإلي نص المقال..العلاقات المصرية العمانية منذ بدايتها قبل ٣٥٠٠ سنة لم تشهد أي خلاف، دائما كانت وما زالت مضرب المثل لعلاقات الأخوة والصداقة.. حل المشاكل وليس البحث عنها أو التورط فيها، مواجهة الأزمات وليس صناعتها.السر يعود إلى السياسة الشريفة التي تلتزمها مصر مع الرئيس عبدالفتاح السيسي كما تلتزمها سلطنة عمان مع السلطان قابوس بن سعيد، سياسة لا تعرف التآمر، سياسة لا تختلف فيها الأقوال عن الأفعال، مع الزعيم السيسي عرف العرب والعالم عن مصر معنى أن يقول الرئيس فلا يتم تنفيذ إلا ما يقال.. مصر الزعيمة تحمل هم العرب جميعا وتبحث عن حل المشاكل من المحيط إلى الخليج، هكذا يتم رسم وتنفيذ سياستها، ومع السلطان قابوس عرف العرب عن عمان معنى الدبلوماسية الهادئة التي تنجز الكثير بعيدًا عن الأضواء.. والتي دائما هي طرف في الحل وليس في الصراع.لهذا لم يكن غريبًا هذه الحفاوة غير المسبوقة التي لقيها السيسي خلال زيارة الأيام الثلاثة للسلطنة، حفاوة من السلطان ومن كل الشعب العماني، ولم يكن غريبًا أن تشهد القمة الأولى لزعيم مصر مع حكيم العرب هذا التفاهم والاتفاق الكبير، حتي خال للجميع أنه ليس أول لقاء وأن هناك معرفة وصداقة قديمة ووثيقة، لكنه اتفاق الأهداف والرؤى، السلطنة تعرف وتقدر دور مصر زعيمة العرب ومصر تعرف وتقدر دور السلطنة والحكمة التي تقود سياستها.النجاح الكبير الذي حققته أول زيارة لرئيس مصري إلى عُمان منذ ٢٠٠٩ ليس جديدا على زعيم لا يعرف غير النجاح ولا على عُمان التي لم نعرف معها إلا معاني الصداقة والوفاء.في ملفات السياسة كان الالتقاء على معان وحقائق واضحة، فالتنسيق دائم ومستمر تجاه كل قضايا المنطقة والعالم، ووجهات النظر واحدة.. فهناك اتفاق على ضرورة البحث عن حلول سياسية لقضايا اليمن وسوريا وليبيا، والحفاظ على الدول والجيوش الوطنية، والاتفاق الكامل على أن قضية فلسطين هي أم قضايا المنطقة والعالم، وأن حصول الشعب الفلسطيني على حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية هو هدف لا حياد عنه ولا تراجع عن تحقيقه، كما تتفق إرادة الدولتين علي ضرورة جمع العرب على كلمة سواء خصوصا في القمة القادمة بالرياض الشهر القادم، وأن يبادر العرب بإمساك زمام أمورهم وحل قضاياهم دون انتظار حلول معلبة تأتي من خارج لم يرد لنا خيرًا ولم يثبت يوما ذلك.في اليوم الأخير للزيارة الناجحة كان الاقتصاد في الصدارة، فالعلاقات التي بدأت تجارية قبل ٣٥٠٠ سنة تراجع دور الاقتصاد فيها في السنوات الأخيرة، حتى وصل حجم التبادل التجاري عام ٢٠١٧ إلى ٣٠٠ مليون دولار فقط، والاستثمارات العُمانية بمصر ٧٧ مليون دولار تقوم بها ٧٠ شركة، بينما تستثمر مصر في عمان ٣٠ مليون دولار، الأرقام تكشف حقيقة أجمع عليها كل المسئولين.. العلاقات الاقتصادية لا تقترب أبدًا من العلاقات السياسية القوية والمتينة، ولقاء الرئيس السيسي مع كبار رجال المال والأعمال بالسلطنة أمس كان بداية جديدة لمستقبل واعد للعلاقات التجارية والاقتصادية، رجال الاقتصاد بالسلطنة استمعوا للقفزات الكبيرة التي حققتها مصر علي طريق الإصلاح، وخلق بيئة جاذبة للاستثمار من كل دول العالم، عرفوا حقيقة الفرص الاستثمارية المتاحة في كل المجالات بطول مصر وعرضها.البداية الجديدة تشمل عقد اللجنة المشتركة بمسقط أبريل القادم بعد توقف ثلاث سنوات، وعقد مؤتمر اقتصادي للوزراء ورجال المال والأعمال بالدولتين، لتنطلق عجلة الاستثمارات المشتركة إلى الإمام، والهدف خلق فرص عمل جديدة لشباب البلدين ودفع الاقتصاد بهما خطوات واسعة إلى الأمام، وهو قوة تضاف لكل العرب وتسهم في دفع التعاون الاقتصادي العربي إلى الأمام.مع أول خطوة فوق أرض سلطنة عمان كانت مشاعر الود والحفاوة تحيط بِنَا من كل جانب، البلد الكبير الهادئ الجميل يفتح كل أبوابه لمصر وأهلها، البلد الذي يسير بخطوات واسعة على طريق النهضة مع السلطان قابوس ما زال قادرًا علي أن يبهر كل زائر بجمال الطبيعة والأهم بأخلاق أهله وابتسامتهم التي لا تغيب.غادر الرئيس مسقط إلى أبوظبي بعد زيارة فاق نجاحها أي توقع، والمؤكد أن الثمار الإيجابية للزيارة سيجنيها الشعبان الشقيقان في الأيام والشهور القادمة.
مشاركة :