تواصل- متابعات: أكد عضو لجنة الإدارة والموارد البشرية في مجلس الشورى السعودي الدكتور غازي بن زقر أن ثقافة «المحسوبية»، أو ما يسمى «الواسطة»، هي أحد العوائق التي توقف تقنين الأداء في مؤسسات القطاعين العام والخاص، والتي يجب علاجها في شكل عاجل. وأضاف: «يجب التفريق بين «الواسطة» و«الشفاعة»، إذ يقصد بالأخيرة تقديم الشخص الكفء للمكان المناسب، وفق معايير محددة للجدارة بهذه الوظيفة أو المنصب» بحسب “الحياة”. وتابع: «الثقافة الأجنبية تمنع تماماً الشفاعة والواسطة في التوظيف، ولكن هناك إحدى الشركات الأميركية اتخذت الشفاعة جزءاً من ثقافتها، كونها إحدى أنجح الشركات العالمية، إذ شجعت الشركة كل عامل ناجح لديها على أن يشفع لصديق أو قريب، لأن الشخص العامل لدى هذه الشركة هو الأقدر على استقطاب أقاربه أو أصدقائه القريبين من أدائه». وقال ابن زقر: «يخفى على المجتمع عموماً خطر هذه الثقافة التي يتساهل معها حتى أصبحت جزءاً من ثقافته، على رغم أنه لا يمكن أن يسمح لشخص ما أن يقود طائرة ويسير رحلات، من دون أية كفاءة، بناء على قرابته لشخص، أو حتى لأي طبيب أن يعمل جراحة للقلب مثلاً لأن تأثيره يكون مباشراً! في الوقت ذاته توكل مهمات إدارة أو فنية إلى أشخاص دون الجدارة المطلوبة، وذلك لصلة قرابتهم بشخص مسؤول أو قريب، وهذه لا تقل خطورتها عن السابق، ولكنها لا تظهر إلا مع الوقت، وذلك بعد ضعف أداء القطاع أو المؤسسة لذلك يجب الوقوف ضد هذه الثقافة موقفاً حازماً». وتابع: «ثقافتنا مع الزمن أصبحت متسامحة مع المحسوبية، وعلاجها لا يمكن أن يكون بمجرد طلب التوقف، ولكن لا بد من برنامج توعوي على المستوى الوطني يبين خطورة هذه المشكلة، ومدى خطرها على المجتمع»، لافتاً إلى أن «محاولة تغيير هذه الثقافة تتطلب وقتاً طويلاً للعلاج الجذري»، مشدداً على ضرورة وجود حزم من القيادات في المؤسسات كافة ضد هذه الآفة. وقدم عضو الشورى مقترحاً للتعاون بين القطاعين العام والخاص، وإقامة ملتقى أو ورشة عمل لوضع ميثاق وطني، بمثابة خطوة أولية لحل هذه المشكلة، إضافة إلى تفعيل الجهات المختصة؛ كمعهد الإدارة العامة، والأجهزة التدريبية لبرامج تدريبية، للقضاء على هذه الثقافة، والتدريب على كيفية أن يكون معيار الجدارة هو الأساس الذي تعطى عليه الوظائف والترقيات. وأضاف: «أسلوب الجدارة ليس موقفاً دينياً أو وطنياً فقط، وإنما منهج إدارة حديث يقنن ويدرس، لذا لا بد أن تقوم الجهات التدريبية بدورها في تقديم دورات تؤهل الجميع وفق طريقة تنفيذه كي لا يكون كلاماً على ورق أو نيات حميدة لا تترجم إلى الواقع”.
مشاركة :