يتواصل مشروع بناء أطول برج في العالم بمدينة جدة في السعودية بالرغم من احتجاز بعض رجال الأعمال الداعمين للخطة في إطار الحملة التي شنتها السعودية على الفساد. ومن المنتظر أن يتجاوز ارتفاع برج جدة، الذي سيضم مساحات سكنية وفندقية ومرافق للتسوق، 1000 متر ليعلو على برج خليفة في دبي، وهو حاليا أطول مبنى في العالم بارتفاع يتجاوز 828 مترا وتتولى شركة جدة الاقتصادية بناء البرج الذي يتكلف 1.5 مليار دولار. وقال منيب حمود الرئيس التنفيذي للشركة إنه يأمل في افتتاح البرج بحلول عام 2020. وأوضح قائلا "واجهنا تأخيرات، ومشاريع بهذا الحجم دائما ما تواجه تأخيرات، آمل بأن نعوض هذا الوقت". وشركة جدة الاقتصادية مملوكة من طرف مستثمرين سعوديين من بينهم شركة المملكة القابضة التي يمتلكها الوليد بن طلال، وتشكل حصة قدرها 33 بالمئة، وعملاق التشييد مجموعة بن لادن السعودية، التي تبلغ حصتها 16.6 بالمئة وتضطلع بدور المقاول الرئيسي للمشروع. وتأثرت كلتا الشركتين بحملة مكافحة الفساد. وقد احتجز الأمير الوليد بن طلال، مالك شركة المملكة القابضة، لنحو ثلاثة أشهر قبل أن يفرج عنه في يناير/ كانون الثاني. ويصر الأمير الوليد في تصريحاته العلنية على أنه لم يرتكب أي مخالفات لكن مسؤولين سعوديين يقولون إنه وافق على تسوية مالية لم يكشف عنها بعد الإقرار بارتكاب "مخالفات" غير محددة. وخضع للاحتجاز أيضا بكر بن لادن رئيس مجلس إدارة مجموعة بن لادن وبعض أعضاء العائلة، وقالت الشركة الشهر الماضي إن جزءا من حيازاتهم قد يؤول إلى الدولة في إطار تسوية. وأفرجت السلطات السعودية منذ حوالي أسبوع عن جميع هؤلاء الأشخاص أو معظمهم. وقالت الحكومة الأسبوع الماضي إن التسوية المالية المبرمة مع عشرات الأشخاص تجاوزت المئة مليار دولار حتى الآن وإن الأصول تشمل عقارات أسهم وأوراق المالية ومبالغ نقدية. وفي هذا الإطار قال حمود إن ملكية شركة جدة الاقتصادية لم تتغير. وعانت مجموعة بن لادن من مصاعب مالية في العامين الماضيين في ظل تباطؤ قطاع الإنشاءات. لكن هشام جمعة مدير التطوير بمشروع برج جدة قال إن بن لادن حافظت على أيد عاملة وطاقة فنية كافية لبناء ناطحة السحاب التي ستحطم الرقم القياسي.
مشاركة :