سجلت الاسواق المالية الاميركية والاوروبية، أمس، تحسناً في بداية تداولاتها، لكن المؤشرات الآسيوية لم تستفد من انتعاش وول ستريت خلال ليل امس الاول، اذ حذر المتعاملون من تقلبات أخرى مع ترقب القرار حول معدلات الفائدة في الولايات المتحدة. وقرابة الساعة 10 بتوقيت غرينتش أمس ارتفع مؤشر بورصة لندن بنسبة %0.6 بعد تراجعه %2.6 الثلاثاء. اما مؤشرا بورصتي فرانكفورت وباريس فقد ارتفعا بنسبة %0.7 و%0.6 على التوالي وكانا تراجعا بـ%2.5 قبل يوم. وكانت الأسهم الأميركية سجلت مكاسب كبيرة أول من أمس في جلسة تداول أخرى متقلبة مع تعافي المؤشرات الرئيسية في بورصة وول ستريت من أكبر انخفاضات ليوم واحد للمؤشرين ستاندرد آند بورز 500 وداو جونز في أكثر من ست سنوات والتي أوقفت موجة صعود قياسية للسوق الاثنين الماضي. وأنهى المؤشر داو جونز الصناعي جلسة تداول الثلاثاء مرتفعا 567.02 نقطة، أو 2.33 في المئة، إلى 24912.77 نقطة في حين صعد المؤشر ستاندرد آند بورز 500 الأوسع نطاقا 46.20 نقطة، أو 1.74 في المئة ليغلق عند 2695.14 نقطة. وأغلق المؤشر ناسداك المجمع مرتفعا 148.36 نقطة، أو 2.13 في المئة إلى 7115.88 نقطة. وحقق داو جونز أكبر مكاسب ليوم واحد من حيث النسبة المئوية منذ 29 يناير، بينما سجل ستاندرد آند بورز 500 أفضل يوم من المكاسب منذ السابع من نوفمبر 2016، في حين أن مكاسب ناسداك في جلسة امس هي الأكبر منذ 27 أكتوبر 2017. وعلق رئيس استراتيجيات رؤوس الاموال لدى «انتراكتيف انفيستور» للاستثمار لي وايلد: ان التقلبات عادت وعلى المستثمرين تقبل الامر. وأشار وايلد الى ان الاسواق لا يمكنها ان تواصل الصعود الى الابد، كما يجب ان يتوقف تراجعها عند نقطة معينة لكن لا يزال من غير الواضح اذا ما وصلنا الى مستوى يشعر المشترون عنده بالثقة للشراء. وإذ توقع المحللون أن تستمر التقلبات، استبعدوا في المقابل أن تشكل الخسائر التي سجلت هذا الاسبوع مصدر قلق كبير للمتعاملين. وفي آسيا، بدأت الاسواق المالية أمس بأداء ايجابي متأثرة بعودة وول ستريت الى التحسن. وحققت بورصتا طوكيو وهونغ كونغ ارباحا ملحوظة في الوقت الذي قال فيه المحللون انهم توقعوا تراجعا بعد اشهر من المستويات القياسية في الاسواق المالية في العالم. لكن ومع انقضاء ساعات النهار أمس، بدأت عمليات البيع واقتصرت بالتالي الزيادة في بورصة طوكيو على %0.2 بعد ان افتتحت على %3 تقريبا، بينما خسرت شانغهاي %1.8 وسيئول %2.3 عند الاغلاق. من جهته، ارتفع اليوان الصيني خلال تداولات امس نحو أعلى مستوياته منذ قبل تخفيض قيمة العملة في 2015، متجاهلاً إشارات البنك المركزي إلى أن ارتفاع القيمة يجب أن يتباطأ. صندوق النقد من جانبه، قال موريس اوبستفلد كبير الخبراء الاقتصاديين بصندوق النقد الدولي، إن أسس الاقتصاد العالمي قوية، رغم الاضطرابات في أسواق الأسهم مؤخرا مع زيادة في التجارة والاستثمار ونمو أسرع من المتوقع في الاقتصادات الكبرى. ومتحدثا في بث مباشر على فيسبوك، قال اوبستفلد: في الأيام القليلة الماضية شهدنا اضطرابا في الأسواق حول العالم، لكن الأسس الاقتصادية قوية بالفعل، نحن نرى هذه الأسس تتحسن منذ منتصف 2016 ونرى نموا يستند إلى قاعدة عريضة جدا. كارل إيكان توقع المستثمر الملياردير كارل إيكان ارتداد أسواق الأسهم بعد خسائرها الضخمة خلال جلستي الجمعة والإثنين الماضيين، بحسب ما أدلى به من تصريحات صباح الثلاثاء الماضي، لكنه قال في الوقت ذاته إن التقلبات الحالية ما هي إلا بادرة لأحداث أقوى قادمة. وأضاف: ما شهدته الأسواق ليس إلا إشارة للصدع وقرقرة تسبق الزلزال، ربما تسبقه بعشرين عاما أو عشرة أعوام أو خمسة، لكنها تظل نذيرا بقدومه. وتابع: إن الأسواق ستتلقى بعض الدعم من الانتعاش الاقتصادي، بما في ذلك الأسس القوية للشركات الأميركية، التي تشمل المزايا الضريبية الجديدة التي ستدخل حيز التنفيذ هذا العام. ومع ذلك، أشار إلى قلقه إزاء التقلبات التي شهدتها الأسواق خلال الأسابيع الأخيرة، مضيفا أنه لا يتذكر فترة اضطرابات امتدت حتى أسبوعين كتلك الفترة، والمشكلة أن الكثير من الأموال تتدفق إلى صناديق المؤشرات، حيث لا يعلم المستثمرون فيما يستثمرون. وتابع: الاستثمار السلبي هو الفقاعة الآن، وهذا خطر كبير، في النهاية سوف تنهار الأسواق، وسيؤدي ذلك إلى أزمة أكبر مما كان خلال عام 2009، فاستخدام السوق ككازينو خطأ فادح. سحوبات الصناديق أظهرت بيانات أولية من إي – فستمنت للبحوث، أن تخارجات صناديق الثروة السيادية من أسواق الأسهم والسندات العالمية هبطت نحو الثلث (%35) على أساس سنوي إلى 38.1 مليار دولار في 2017. وتباطأت التخارجات في الربع الأخير من العام الماضي إلى 2.5 مليار دولار مسجلة أدنى مستوياتها منذ بدأت تخارجات الصناديق من أصول تديرها أطراف ثالثة في الربع الثالث من 2014 وهو ما يشير إلى أن موجة البيع قد انتهت. وانخفضت التخارجات في الربع الأخير من العام الماضي من 5.5 مليارات دولار في الربع الثالث، ومن 7.6 مليارات دولار في الربع الثاني. (هونغ كونغ، واشنطن، لندن – أ ف ب، رويترز، ارقام)
مشاركة :