تحقيق: عبد الهادي المالكي – وليد الفهميينتشرون على قارعة الشوارع الداخلية دون مبالاة رافعين أصواتهم على 10 ريال قرب ، يجد المستهلكون ضالتهم في بسطات “الهواتف والأكسسوارات “، والتي ازداد الإقبال عليها حتى أصبحت تضم في جنباتها أنواعا كثيرة من المنتجات الاستهلاكية المقلدة وبأسعار مخفضة، بسبب ارتفاع الأسعار في المحلات الأخرى، فيما لا تخلو تلك المنتجات من الخطورة وسط غياب للرقابة عليها، والتي قد تسبب في حوادث وكوارث لا سمح الله . البلاد قامت بجولة لبعض بسطات المساجد رصدت ميدانياً انتشار الباعة المتجولين في أزقة سوق العلوي لبيع الشواحن والهواتف والكماليات، والتقت بعدد من الباعة هناك والمستهلكين وتضع الصورة على طاولة المسئولين في الجهات الرقابية بشأن بضاعة رخيصة ومقلدة ومغشوشة. رغم محدودية جودة منتجات تلك البسطات وانعدام الثقة بمصادرها وخطورة بعضها، وارتفاع أسعارها عن الأسعار الحقيقية لها، إلا أنها دخلت في منافسة قوية مع المحلات الأخرى التي تضم ماركات عالمية بأسعار عالية الثمن أثقلت كاهل بعض الأسر . في البداية تحدث (مروان) وهو شاب صاحب أحد بسطات أكسسوارات الهاتف الجوال عن بداية اتجاهه لهذا العمل قائلا: لقد كانت بدايتي بسيطة للغاية، وكنت أعمل بائعا في الحارة على بعض أصحابي ومعارفي وكانت البداية تسلية وبالتدريج استطعت إن أجمع مبلغا من المال، واوسع الفكرة وعرض علي بعض معارفي بان أقوم بالبيع عند المساجد وفعلا فعلت والحمد لله اجد دخلا جيدا. وعن سبب خوضه هذا المجال دون غيره من الأنشطة التجارية الأخرى محال الجوال تلاقي إقبالا كبيرا من كل شرائح المجتمع نتيجة للإقبال الواسع والمتنامي على خدمة الجوال والتوسع المضطرد في أعداد مستخدميه، وقال انا ادرس في الثانوي واعمل هنا في أوقات صلاة العصر والمغرب والعشاء فقط وبعض الأحيان لا اتي الا في وقت العشاء. وعن الأصناف التي يركز اكثر الناس عليها هي غلاف الجوال والشواحن والسماعات. من جهته يقول (عبد الله) وهو وافد عربي “أنا أعمل في هذا النشاط لانني وجد انه افضل من غيره فقد كنت اعمل قبل كذا في عربات الخضار والفواكه ولكنها كانت متعبه .وعن مدى جودة ما يقوم ببيعه قال انا اشتري معروضاتي من سوق الجمل بالبلد وليس عليها أي ضمان فكما ترى أسعارها رخيصة جدا مقارنة بمحلات وبالنسبة للضمان فنحن نشتري بهذه الطريقة وعندما نسأل الموزع الرئيسي في السوق عن الضمان يقول الضمان (على الله). وعن البلدية يقول لم تأتي هنا منذ ان وضعت بسطتي قبل شهرين لم يأتي أحد وفي حال قدومهم سوف اهرب، فكما تعلم مع سعودة الوظائف لم يعد لنا مجال داخل السوق النظامي. وقال أبوعبد الله: كنت ابسط قريبا من الأسواق ولكن تتم ملاحقتي من قبل البلدية وفي كل مره انتقل الى موقع اخر حتى استقريت هنا امام المسجد وقد مضى علي الان قرابة الستة اشهر، وسبق أن تم إيقافي ثلاث مرات، وفي كل مرة أمكث ثلاثة أيام، وذلك بسبب المبسط الذي أبحث من خلاله على رزق لعيالي، فتتم مداهمتنا، ودائماً ما يكون القبض علينا، بينما الوافدون يهربون بمجرد حضور دوريات الجهات المسؤولة ويتركون بسطاتهم ، ولطالما قبضت على بعضهم تسلمهم للجهات المختصة ، اما انا فبحجة أنّ مبسطي غير نظامي،\متمنياً أن يتم تنظيم أماكن مخصصة لنا ؛ لنتمكن من كسب قوت يومنا ونطعم أولادنا، حيث يتم حصر البيع في هذه الأماكن على المواطنين، وأن تفرض عليهم رسوم رمزية مقابل السماح لهم عرض ما لديهم من بضائع وهدايا يشتريها زوّار المسجد ، أو أن يقوموا بعمل بسطات صغيرة عند الجوامع الكبيرة حتى نتمكن من مزاولة اعمالنا فيها فنحن ليس لدينا استطاعة بفتح محال في أسواق الجوالات بسبب الايجار المرتفع ولا نبحث عن التجارة بقدر ما نبحث عن قوت عيالنا اليومي فقط. من جانبه قال محمد العلي ان المنتجات تأتيهم من مستودعات بجنوب جدة وأنهم لا يخافون من الرقابة كون ذلك نظامي. • مصادر مجهولة يقول عبدالقادر عيد انه يفضل شراء بعض الاكسسوارات من البسطات لرخص اسعارها لكنها تكون مغامرة يعني أنت وحظك ، فقد تكون القطعة جيدة وقد تكون مضروبة وتسبب مشاكل لجوالك وخاصة الكهربائية منها فاذكر بعض الأشخاص احترقت اجهزتهم بسب رداءة الشاحن والبعض لم يمض على شراء شاحنه سوى أيام قليلة فاثر على البطارية واعطبها بالسبب نفسه.وعن السماح لهم بالبيع أضاف عيد: في ماليزيا رأيت مباسط جنب المسجد تدعمها الحكومة. مجانية للماليزيين ورمزيه للأجانب. منظمة ومرتبة وجميلة ورائعة وكذلك ممتعه للمصلين وفي نفس الوقت مفيدة للي يسترزقون الله. فلو تم تنظيمها وحكرها على المواطنين حتى ولو بأسعار رمزية فانا أرى انها تخفف من البطالة. من ناحية أخرى علق مدير معرض أحد وكلاء بيع الجوالات واكسسواراته على بيع البسطات بقولة: انا أنبه المستهلكين بعدم النظر الى هذه البضاعة فهي تعتبر دمار للأجهزة وخاصة الكهربائية منها فقد تؤدي الى اتلاف الجهاز بالكامل او اتلاف البطاريات بالنسبة للشواحن اما الوصلات في لا تؤدي الغرض الجيد فأما ان يكون شحنها ضعيف او تخرب بعد أسبوع من استعمالها وذلك لعدم وجود ضمان عليها. بعكس التي في المحلات التجارية والتي تحمل الضمان وتستطيع استبدالها في أي وقت خلال فترة الضمان. بالإضافة الى اننا نعرف مصدر بضاعتنا اما البسطات فمصدرها مجهول وهي من النوع التقليد الرديء. وأشار الباعة إلى أن الاسعار تختلف حسب كل منتج كالشواحن مثلا التي تبدأ من 7 ريال الى 15 ريال كحد اقصى فيما تبدأ اسعار السماعات من 12 ريالا الى 19 ريالا دون أي ضمان ” مويه في سكر ” على حد قولهم .
مشاركة :