سيرا على ما نهجه الأدباء، فالاعتراف بالمؤسسات العظمى واجب علينا، وتقديرها لا يعني أن يدرج عمل تجميعي وظفت له ميزانية ضخمة وعدة أشخاص ضمن جائزة الهدف منها تحريض الأديب والباحث على المنافسة، والعمل من أجل الأفضل.. ترشيح "عمل" دارة الملك عبدالعزيز لجائزة نادي الرياض الأدبي ومنحها بهذه الصورة ضد شروط الجائزة، التي تشترط في المرشح للجائزة ألا يكون أحد أعضاء مجلس إدارة النادي الأدبي بالرياض أو أن يكون من أعضاء لجنة الجائزة. وإذا كانت الموسوعة تتبع اعتباريا دارة الملك عبدالعزيز، فإن رئيس المجلس في نادي الرياض عضو في اللجنة العلمية الإشرافية عليها، وهذا يخالف صراحة أحد شروط منح الجائزة، وفيه الكثير من اﻹجحاف الصريح، والقليل من الإنصاف للباحث الذي أمضى سبع سنين عجاف مليئة بالسهر يلاحق الأبحاث، ويراقب ملاحظات المشرفين، ويربط الليل بالنهار في غير كلل ولا ملل، من أجل هذا الحلم العظيم الذي قدر له أن يرمى على طاولة التهميش والإقصاء، لا يؤبه بما يحويه من قيمة علمية وندرة وتفرد يثري ويضيف للمكتبة العربية.. ليس عدلا من لجنة التحكيم أن يكون جهد عالم وناقد في قائمة الإقصاء. نادي الرياض الأدبي كسائر الأندية، وبذات الحضور والميزانية، وإن كانت قيمة الجائزة من أحد البنوك، إلا أن ترشيح مؤسسة عظمى أنتجت عملا عاديا بميزانية خاصة؛ يتجاوز استيعاب العقل لهذه الفكرة!! هل دارة الملك عبد العزيز في انتظار أن يفوز القاموس الذي دعمته وقدمته للأدباء عن طريق نفس الجهة التي تطلعت إلى دعمها، وبمبلغ جد زهيد أمام التمويل السخي الذي حظي القاموس به؟! يمكن للدارة أن تنتظر جائزة الملك فيصل أو جائزة مكة للتميز التي تمنح للمؤسسات، فهي الإضافة الحقيقية لها. مصادرة الجهود الفردية العظيمة لا نريد لها أن تتمادى حتى يفقد أدباؤنا حماسهم وعطاءهم الذي هو الأساس في تكوين ثقافة الوطن، وتفكيك التحزبات الجغرافية التي أسهمت في إقصاء أسماء قادرة على إحداث الفرق، وردم فجوة كبيرة خلقت وحدثت بيننا. إلى نادي الرياض العريق: جائزة قديرة تقدمونها لا بد أن تسير في الخط الموازي للإبداع، حتى تلتقي بمن يستحقها ومن هو جدير بها، ومن يسعى إلى شرف استحقاقها، ومن الخلق الرفيع وقيم البحث عن اﻷصح أن نتراجع عن قرار أجمع مثقفو البلد على عدم صوابه، وأن نعيد النظر فيه. وإلى أعضاء مجالس الأندية الأدبية: العمل الثقافي هو مشاركة بين الأفراد في احتضان الأديب والمثقف وتشجيعه والعمل معه، لتخطي الصعاب ليتجاوز فكرة العمل الفردي ويصبح قادرا على اﻹسهام في بقاء المؤسسات الثقافية فاعلة نشطة تؤتي أكلها لا تفضي بنا إلى صحراء خالية من واحات العطاء والتميز..
مشاركة :