ننشر صورا تكشف تفاصيل جديدة في ترميم بئر يوسف الأثرية بالقلعة

  • 2/8/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

كشفت مصادر بالآثار أن مشروع تطوير وترميم بئر يوسف بالقلعة وصل حاليا إلى مراحل متقدمة، حيث أعلنت عنه وزارة الآثار نهاية نوفمبر الماضي ببدء بعثة أثرية مصرية أعمال الحفر الأثري في منطقة البئر، وأعلنت الوزارة أنها ستوفر التمويل اللازم للمشروع وتذليل كافة العقبات أمامه.وقالت المصادر إنه جارٍ حاليا ترميم الساقية العلوية والسفلية وتجهيز الموقع لبدء باقي أعمال الترميم،مع عمل مشروع صيانة لفتح البئر للجمهور بعد انتهائه، وذلك بناء علي توصيات د.مصطفي وزيري الأمين العام للمجلس الأعلي للآثار. وحصل موقع صدي البلد علي مجموعة صور خاصة ننشرها للبئر ومكوناته، وتظهر فيها أعمال الترميم والجرار الفخارية التي كانت مستخدمه في الساقية،كذلك بعض الكتابات التذكارية علي جدران البئر،والتي تظهر فيها التواريخ في القرن 19.وطبقا لمعلومات حصلنا عليها من ملف مشروع التطوير والترميم، فإن البئر المسجلة كأثر برقم 305 أنشأه السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبى، حيث أمر وزيره بهاء الدين قراقوش الناصرى ببناء هذا البئر فى الصخر لضمان مورد مياه احتياطي فى حالة حصار القلعة وانقطاع مياه النيل عن طريق سور مجرى العيون، وحمل القرار الوزاري الذي صدر لتسجيله كأثر رقم 10357 لسنة 1951م.والبئر عبارة عن ثلاث طبقات يلتف حولها سلم حلزونى يضيق فى الطبقة السفلى عنه فى الطبقة الوسطى ،والتى عملت فيها ساقية كانت تستخدم لرفع الماء من قاع البئر اليها بواسطة قواديس تديرها الدواب لحوض التجميع السفلى ، وبالدور العلوى ساقية أخرى ترفعها من الطبقة الوسطى لحوض التجميع العلوي .ويدخل للبئر عن طريق فتحة باب فى ناصيتها الجنوبية الشرقية الذي يفضى لقبو أجرى وسلم حلزونى منحوت بالصخر ويصعد للساقية عن طريق باب وسلم بالناحية الشرقية وتفضى الى حجرة مربعة ذات سقف خشبى معرق وأرضية مفروشة ببلاطات من الحجر.ويعتبر بئر يوسف واحد من عجائب الابنية،حيث كانت تدور الدابة من أعلاها فنتقل الماء من نقالة فى وسطها ، وتدور أبقار فى وسطها فنتقل الماء من أسفلها ، ولها طريق الى الماء ينزل البقر منها معينها فى مجاز منحوت بالصخر ، كان ماؤها عذبا فلما أراد قراقوش الزيادة نقر فى الحجر ليوسع الفوهة فخرجت منه عين مالحة غيرت حلاوتها وينزل لها بدرج عدده نحو ثلاثمائه درجة .ويبلغ عمق هذ البئر أبتداءًا من أرضية القلعة الحالية الى ارضية الطبقة الثانية خمسين مترا وثلاثة أعشار المتر ، وعمقها من أرضية الطبقة الثانية إلى قاعها فى الطبة السفلية أربعين مترا وثلاثة أعشار المتر ، وبذلك يكون مجموع عمقها فى طبقاتها تسعين مترا وستة أعشار المتر.أما المنحدر الذى الذى ينزل الانسان عليه الى الحوض الاول من البئر فقد نحت فى الصخر على هيئة مدار حلزونى ذى خطوط مستقيمة تنحدر إنحدارا هرميا عرضه 2م ، وإرتفاعه حوالى 2.5م ، وقد نحت هذا المنحدر فى براعة ومهارة فائقتين حيث يبلغ سمك الحاجز الذى يدور حوله 16سم.ومن ضمن ما يقال عن البئر أنه إستخدم فى بنائه آلاف من أسرى الفرنج،بما يعنى انه تم حفر البئر بعدما هزم صلاح الدين الصليبين فى معركة حطين 583هـ / 1187م،ووقع فى أسره الصليبين وهذا يعنى بدوره أن الحفر تم بعد الانتهاء من بناء أسوار القلعة عام 579هـ.وقد نالت مصادر المياه التى تغذى القلعة عناية وإهتمام سكانها من ملوك وسلاطين،منهم"الناصر محمد بن قلاوون"فى سنة (710هـ -712هـ / 1310م-1312م)،وقد شيد أربع سواقى على النيل تنقل الماء إلى السور ثم من السور إلى القلعة،وفى سنة ( 741هـ - 1340م ) أمر بعمل سواق عند ساحل النيل أتصلت بها قناطر إمتدت وأتصلت بالقناطر صلاح الدين القديمة كى تتجمع المياه فى مستودعين.وفى سنة ( 912هـ / 1506 ) أمر السلطان قنصوه الغورى بإبطال المجرى القديم عند درب الخولى،وشرع فى بناء مأخذ ذي ست سواقى على النيل عند فم الخليج تسير فى قناطر حتى تتلاقى عند بقايا قناطر الناصر محمد بن قلاوون بالقرب من مشهد السيدة نفيسة،ثم بسور صلاح الدين القديم،ونقش أسمه عليها حيث أنتهت سنة 914هـ - 1508م وظلت تؤدي عملها إلى القرن التاسع عشر.وتضمن الملف أعمال الترميم الذي تم فى بئر يوسف بالقلعة،حيث أولت لجنة حفظ الآثار العربية والاسلامية هذا البئر عنايتها من سنة 1904 وحتى 1906م ،وقد أجرت فيه العديد من أعمال الاصلاح والترميم،وفى عام 1904م قامت اللجنة بتنظيف الموقع المحيط بالبئر،وعينت ثلاثة خفراء للمراقبة والحراسة وعملت لافتات بعدة لغات توضح خطور النزول.وفى سنة 1905م قامت اللجنة بصرف مبلغ 15.910 جم لعمل ترميمات لسلم البئر من أجل تسهيل النزول إليه والصعود منه،وفى سنة 1906م تم صرف 137.200جم على مشروع تغطية البئر،وعمل عتبة فى مدخله تمنع دخول مياه الامطار،وتحويل هذه المياه للخارج بواسطة مجارى مناسبة لذلك . وفي عام 1983 أجريت عدة ترميمات للبئر،حيث تم تمهيد الطريق المؤدي إليه وضبط درجات السلم المؤدي إلى أسفله،بحيث أصبحت بإرتفاع متساو وحتى بداية مكان الساقية السفلية،كما تم تركيب شبابيك مصبعات حديدية مكان القديمة المتهالكة وإنارة السلم،وتم ترميم القبوات بالطوب الاحمر والاحجار المنحوتة كل حسب الاصول الاثرية.وتم ترميم حوائط المنور السماوى العلوى بالاحجار وترميم مدخله على توزيع الاضاءة المناسبة له إضافة إضاءة داخلية،وفي عام 2006 م تم ترميم وإصلاح وإستكمال ساقية يوسف الاثرية بالقلعة بمعرفة إدارة الحرف الاثرية وتحت إشراف منطقة آثار القلعة.

مشاركة :