قال نشطاء معارضون إن «جبهة النصرة» بدأت تسير على خطى تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في المناطق الخاضعة لسيطرتها في شمال غربي سورية. وقالوا إن «جبهة النصرة» و «الجبهة الإسلامية» تنويان تشكيل هيئة مشتركة لإدارة «المناطق المحررة»، ومواصلة العمليات العسكرية ضدّ «الكتائب المسيئة». وكانت «النصرة» وزعت بياناً في مدينة حارم في ريف إدلب في شمال غربي البلاد، تضمن مطالبة الأهالي إغلاق محالهم التجارية أوقات الصلاة. وأفاد البيان: «يمنع منعاً باتاً فتح المحال للبيع والشراء، أو عرض (خدمة سيارات) التاكسي وقت الصلاة ذلك لوجوب الصلاة في الجامع مع الجماعة». وإذ شدّدت «الجبهة» على أن من يخالف البيان يعرض نفسه للعقوبة، دعت أصحاب المحال والسائقين إلى الاستعداد لذلك مع منع ترك الأطفال في المحال لأن هذا «يعين على ترك الصلاة». ووزعت لاحقاً صوراً لـ «استجابة» الأهالي لمضمون البيان، في وقت توسع نفوذ «النصرة» في شمال غربي البلاد بعد إعلان أبو بكر البغدادي «دولة الخلافة» في سورية والعراق. ونقل موقع «سمارت» المعارض عن أبو فراس السوري، الناطق الرسمي باسم «جبهة النصرة» نيتها تأسيس «إمارة»، موضحاً أن المقصود من «فكرة الإمارة التي أعلنها (زعيم الجبهة أبو محمد) الجولاني في إدلب، هو مجرد إعادة هيكلة لإدارة المناطق المحررة وتنظيمها لمواجهة الأجندات الغربية التي أتت بطليعة الدجال، وترمي لإقامة دولة علمانية وديموقراطية وتقف في وجه شرع الله». وأبلغ «أبو فراس» موقع «المنارة البيضاء» التابع للجبهة بأن تحركها «جاء بعد انتشار الحواجز وكثرتها في ريف إدلب ما سهل عمليات تهريب المخدرات وغيرها من المحرمات شرعاً، إضافة إلى الحواجز التي أرهبت أهل الشام، وأعاقت تنقل المجاهدين ونقل الجرحى»، فتوجب على «النصرة» القيام بإجراء يخفف من انتشار هذا الأمر في شكل سريع في «المناطق المحررة»، الأمر الذي دفع «النصرة» للاتفاق مع بعض الفصائل على وثيقة تحكيم الشريعة، والتي تهدف إلى إعادة تنظيم هذه المناطق، وإقامة «دور قضاء، وهذه كلها من متممات الجهاد». وأشار «سمارت» إلى سيطرة «النصرة» على بلدة الزنبقي في ريف جسر الشغور بعد اشتباكات عنيفة مع «لواء ذئاب الغاب»، التابع لـ «جبهة ثوار سورية» بزعامة جمال معروف. كما سيطرت على حواجز «اللواء 48»، وكتائب «أحرار الجبل الوسطاني» في قرى الدغالي ومريمين والبيلعة والضهر والبحوث ودركوش في منطقة الجبل الوسطاني. في المقابل، وجهت «جبهة ثوار سوريا» في بيان لها، دعوة إلى «المجاهدين والثوار الشرفاء، في الثورة السورية» بهدف إلزام «النصرة، للرضوخ لتحكيم الشرع». وأضاف البيان أن «بوادر إعلان إمارة في سورية من جانب «النصرة»، ظهرت أخيراً وبدأ أبو محمد الجولاني بتشكيلها من الحدود التركية، وقام بعد انسحابه من دير الزور إثر سيطرة تنظيم «الدولة» على المنطقة، بالعمل على تشكيل إمارته شمال إدلب، إلى جانب سحب «النصرة» مقاتلين تابعين لها من جبهات عدّة في ريف حلب الغربي باتجاه إدلب». وقدر «سمارت» عدد مقاتلي «النصرة» بحوالى 12 ألفاً. وتعرض بعض مواقعها لغارات من التحالف الدولي - العربي في 23 الشهر الماضي.
مشاركة :