حميد سعيد يخوض تجربة المسرح الشعري بقلم: سلام الشماع

  • 2/8/2018
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

الشاعر العراقي حميد سعيد استطاع في إصداره الجديد ثلاث مسرحيات أن يكسر المألوف مما اعتدنا عليه من رتابة نصوص مسرحية كثيرة، فكأنه قرر أن يحمّل أبطال نصوصه معاولهم ليكسروا ما تعارف عليه الناس من تقبل واقع بائس.العرب سلام الشماع [نُشر في 2018/02/08، العدد: 10894، ص(14)]كشف بواطن القلق في إصداره الجديد “ثلاث مسرحيات”، يخوض الشاعر العراقي حميد سعيد تجربة جديدة طالما تهيّب من خوضها، على أن الكثير من النقاد الأدبيين مثل المصري الدكتور عزالدين إسماعيل والعراقي محمد مبارك قد أشارا على الشاعر عندما أصدر ديوانه الأول “شواطئ لم تعرف الدفء” سنة 1968 بأن يكتب مسرحاً شعرياً. وأهدى سعيد إصداره هذا إلى الشاعر محمد مهدي الجواهري. وتحمل المسرحيات الثلاث: التوأمان وشباك الحبيبة والمتعالم، داخل مشاهدها معنى أن تكون الحياة مليئة باللامعقول، فالحروب التي نشهدها، الآن، وعبر السنوات الماضية، وسيطرة سوق الرأسمال العالمي، وتهميش قيمة الإنسان، كانت وسيلة لإلغاء ذاكرة أي إنسان، لتجعله إنسانا مهمشاً، من دون طموح، ولا هدف له في الحياة، وتفقد الصلات الإنسانية معناها، فيصبح كل فرد متقوقعا بين جدران ذاته، خائفا، مرعوباً، يبحث عبر شمس مشرقة وعن أمل يعيد ما كان له يوماً من قيمة بعد أن تحللت العلاقات الاجتماعية، وسيطرت المادة وما يرافقها من مفاهيم كالربح والخسارة والسوق الاستهلاكي على حياتنا. ترى الناقدة الأردنية إنصاف قلعجي، في تقديمها للمسرحيات، التي صدرت مؤخرا عن دار أزمنة في عمان، أن بناء النص الشعري يبدو متماسكا مع قواعد وشروط كتابة نص مسرحي، فالشخصيات بما تكشفه من خلال الحوارات الدائرة بينها، تساعد في تطور الحدث الرئيسي في النص، فتتولد أحداث فرعية تساعد في حل القضية أو الفكرة التي يريد المؤلف أن يطرحها على القارئ أو المشاهد. ويكون تحديد المكان أساسياً، حيث قد يكون مكاناً واحداً أو مكانين، طبقا لتقنيات المسرح لاحقاً. وتقول إن الشخصيات الثانوية في النص تؤدي دوراً كبيراً في كشف الأحداث، وأحيانا تكون على شكل جوقة أو كومبارس ترافق الشخصية الرئيسية كما في شخصية حارس البيوت وحارس الحديقة في نص “التوأمان”، أو في شخصيات المريدين وعابر السبيل وعابرة السبيل كما في نص “المتعالم” حيث تكشف مواقفهم وطريقة الحوار الساخر عن أحداث قد تغيب عن ذهن القارئ. استطاع حميد سعيد في إصداره الجديد هذا أن يكسر المألوف مما اعتدنا عليه من رتابة نصوص مسرحية كثيرة، فكأنه قرر أن يحمّل أبطال نصوصه معاولهم ليكسروا ما تعارف عليه الناس من تقبل واقع بائس ينخر مجتمعاتنا من خلال كشف بواطن القلق.

مشاركة :