انتقد سعادة الدكتور علي بن صميخ المري، رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بدولة قطر المضايقات التي تمارسها دول الحصار لمحاولة تشويه عمل اللجنة، وثنيها عن متابعة التحركات الرامية إلى فضح انتهاكاتها لحقوق الإنسان؛ داعيا التحالف العالمي للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان إلى رصد تلك الممارسات التي تسيء للمنظمات الحقوقية، وإثارتها في اجتماعاتها المقبلة. جاء ذلك، خلال لقاء سعادة الدكتور علي بن صميخ المري مع الدكتورة بياته رودولف، المدير العام للمؤسسة الألمانية لحقوق الإنسان ورئيسة التحالف العالمي للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان، بالعاصمة برلين. وفي جلسة نقاش ثرية، قدم سعادته لمحة عن أهم المحطات التي مرّت بها الأزمة الخليجية، ومختلف الجهود والتحركات التي قامت بها اللجنة الوطنية للدفاع عن حقوق ضحايا الحصار الجائر، وفقاً لما تنص عليه الأنظمة واللوائح الدولية لعمل المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان (مبادئ باريس) . وأبرز سعادته أن اللجنة لم توفر جهداً منذ بداية الحصار في مخاطبة المؤسسات و المنظمات الوطنية لحقوق الإنسان بدول الحصار، ودعوتها لتنسيق الجهود، بما يكفل حماية حقوق الإنسان، والنأي بالشعوب الخليجية بعيداً عن الخلافات السياسية. وأشار إلى أن اللجنة اتصلت بكافة المؤسسات الحقوقية بدول الحصار، دون جدوى. كما أطلعها على حملات التشويه والضغوطات التي تتلقاها اللجنة من دول الحصار، وزوّدها بكافة المعلومات بشأن ذلك. وخاطب الدكتور المري الدكتورة بياته رودولفن قائلاً: "إننا في اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، وإيماناً منا بضرورة حماية و تعزيز حقوق الإنسان؛ فقد بذلنا جهدنا لإقناع المؤسسات الحقوقية بضرورة التنسيق لحماية العمل الحقوقي في دول مجلس التعاون الخليجي، وكنّا حريصين على عدم الخوض في الخلافات السياسية، لكن دول الحصار، وبدلا من أن تتجاوب مع نداءتنا لوقف الانتهاكات، سعت بالمقابل إلى محاولة تشويه جهودنا، والتضييق علينا، ومحاولة الطعن في مصداقية اللجنة والمطالبة بسحب الاعتماد الدولي منها، بذرائع واهية، لم تجد آذانا صاغية من قبل المنظمات الحقوقية والأمم المتحدة". وتابع قائلاً: "لقد جاء تقرير البعثة الفنية للمفوضية السامية لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة ليؤكد ما ذهبت إليه تقارير اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، ويثبت بأن دول الحصار تمارس حصارا جائراً وتعسفياً، وعقوبات جماعية ضد الشعوب". هذا، وقد أبدت رئيسة التحالف العالمي لمؤسسات حقوق الإنسان اهتماماً لافتا بتطورات أزمة الحصار، والجهود التي قامت بها اللجنة، مؤكدة استعداد المؤسسة الألمانية لحقوق الإنسان، والتحالف العالمي لمؤسسات حقوق الإنسان على تكثيف التعاون والتنسيق المشترك مع اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في عديد المجالات، ولا سيّما تبادل التجارب والخبرات حول آليات ترقية ثقافة حقوق الإنسان، والدفاع عنها. ومن جانبه، أكّد سعادة الدكتور علي بن صميخ المري استعداده لحضور الاجتماعات المقبلة للتحالف العالمي لمؤسسات حقوق الإنسان، وشرح تداعيات الأزمة الخليجية، والجهود التي تبذلها اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان لأجل وقف انتهاكات دول الحصار؛ داعياً المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان المنضوية تحت إطار التحالف إلى إثارة النقاش حول المضايقات التي تتعرض لها اللجنة من قبل دول الحصار، والآليات التي يمكن اتباعها لحمل تلك الدول على احترام عمل المؤسسات الوطنية والنأي بها عن كل التجاذبات والضغوط السياسية. ;
مشاركة :