أنقرة - قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الخميس في معرض رده على دعوات المعارضة التركية بشأن التواصل مع النظام السوري "في أي شأن سنتحدث مع قاتل تسبب بموت مليون سوري"، في إشارة لبشار الأسد، ملمحا إلى تواجد تركي عسكري أطول في سوريا. وجاءت تصريحات أردوغان في كلمة ألقاها خلال استضافته ممثلي المخاتير في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة. وتأتي انتقادات أردوغان للأسد بينما رسم التقارب التركي الروسي بعد الأزمة الدبلوماسية في 2015، ملامح تقارب محتمل بين أنقرة ودمشق وان لم يكن معلنا بشكل صريح، حيث خففت تركيا من هجومها على النظام السوري حفاظا على مصالحها مع موسكو الداعم الأساسي للنظام السوري. وانتقد أردوغان دعوة زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال كليجدار أوغلو في هذا الخصوص قائلا "لو كان الأمر بيد كليجدار أوغلو لطلب منا الجلوس مع الأسد على طاولة واحدة ومناقشة الأزمة السورية". وردا على اتهامات كليجدار أوغلو، قال أردوغان "إذا حدث وأثبت دعم حزب العدالة والتنمية لتنظيم الدولة الاسلامية الإرهابي، فعندها سأتخلى عن منصبي، لكن في حال لم تتمكن من إثبات ذلك، هل سيكون باستطاعتك أن تترك منصبك؟". وتابع "جنودنا يطهرون المنطقة من الإرهابيين رغم كل أنواع السلبيات والنفاق والدناءة، ورغم حديث السيد كمال (كليجدار أوغلو) الذي يقول لا تدخلوا عفرين". ودعا الرئيس التركي زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض لإعلان التنظيمات الكردية في سوريا وتنظيم الدولة الاسلامية وجبهة النصرة، جماعات ارهابية. وعلق أردوغان على عملية غصن الزيتون الجارية في منطقة عفرين قائلا إن ما قامت به تركيا إلى الآن لا يمكن اعتباره "حتى جولات إحماء"، وأن تحركات وحملات أنقرة الكبيرة، ستُنفّذ خلال المرحلة القادمة. واستطرد قائلا "أقسمنا بالزيتون أننا سننهي هذه المسألة (عملية غصن الزيتون في عفرين) بإذن الله ولله الحمد فإن جنودنا يسطّرون ملاحم البطولة هناك". وفيما يخص دور تركيا في سوريا قال "سنحل مشكلة عفرين وإدلب، فنحن نريد عودة إخوتنا اللاجئين إلى ديارهم وهم أيضا يرغبون في العودة إلى أراضيهم بأسرع وقت ممكن ولا يمكننا الاحتفاظ بـ3.5 مليون لاجئ إلى ما لا نهاية، يمكن لقسم منهم أن يبقى هنا". وتطرق إلى عملية درع الفرات التي أطلقتها تركيا في اغسطس/اب 2016، قائلا "أطلقنا كفاحنا الأول ضد داعش والمنظمات الإرهابية الانفصالية عبر درع الفرات وقضينا على 3 آلاف عنصر من الدولة الاسلامية وأحكمنا سيطرتنا على منطقة مساحتها 2000 كلم مربع وساهمنا في عودة 135 ألفا من أشقائنا السوريين إليها". وأشار إلى وجود جهود مبذولة خلال العقد الأخير لتوليد المزيد من حالة عدم الاستقرار الداخلي، معتبرا أنها اكتسبت مظهرا مختلفا في السنوات الخمس الماضية. وقال إن "قسما من الأزمات الإنسانية التي تشهدها منطقتنا وعلى رأسها سوريا والعراق وصل بلادنا". وانتقد الرئيس التركي بشدة الدعوات التي تطالب أنقرة بالانسحاب من سوريا قائلا "نسمع ونرى بعض الجهات المطالبة بخروجنا من سوريا بأسرع وقت وكأن كل شيء على ما يرام في سوريا ووجود تركيا فيها يقوض كل شيء". وأشار في هذا السياق إلى أن العديد من القوى الدولية تنشط عسكريا في سوريا، مضيفا أن الولايات المتحدة وروسيا وإيران وفرنسا وبريطانيا والعديد من البلدان الأخرى يمكن أن تكون في سوريا بأشكال وذرائع مختلفة. وتابع أنه يمكن لإسرائيل أن تنفذ عمليات فيها متى شاءت، متسائلا كيف يمكن لتركيا التي لها حدود طولها 911 ألف كلم مع سوريا أن لا تكون فيها. واعتبر أردوغان أن كل أنواع المكائد التي تحاك ضد سوريا والعراق وشعبيهما هي مؤامرات تحاك ضد تركيا أيضا. وانتقد أيضا الدعم الأميركي لأكراد سوريا، مضيفا أنه أبلغ الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنه "لا يمكن القضاء على تنظيم ارهابي من خلال تنظيم ارهابي آخر"، في اشارة إلى قوات سوريا الديمقراطية التي يشكل المقاتلون الأكراد عمودها الفقري والتي اعتمدت عليها واشنطن في مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية. وحول تعاون الولايات المتحدة مع تنظيم "ب ي د/ ي ب ك" الإرهابي في سوريا بحجة مكافحة تنظيم داعش، لفت أردوغان إلى أنه لا يمكن القضاء على منظمة إرهابية عبر منظمة اخرى. وأضاف: "قلت للسيد ترامب (الرئيس الأمريكي) لا يمكن القضاء على إرهابي باستخدام إرهابي آخر، أنت تخطئ. غير أنه للأسف اختار التعاون معهم".
مشاركة :