هل بدأت رحلة البحث عن بديل للرئيس عباس؟

  • 2/9/2018
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

القدس – أحمد عبدالفتاح| ما زالت جميع قنوات الاتصال بين السلطة الفلسطينية في رام الله والإدارة الأميركية مغلقة بالكامل، ولم تنجح عدة وساطات من قبل عدة جهات إقليمية ودولية بإقناع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بتغيير رأيه في هذا الموضوع، قبل أن تتراجع الإدارة الأميركية عن اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل وهو أمر متعذر، إن لم يكن مستحيلاً، مما يعني أن الأزمة غير المسبوقة بين الجانبين مستمرة، ولا تبدو في الأفق إمكانية لحلحلتها. حسبما أفادت به مصادر فلسطينية رفيعة المستوى. وقالت المصادر لـ القبس: «إن المساعي الأميركية لشق طرق التفافية من خلف ظهر السلطة الفلسطينية والاتصال بشخصيات مستقلة ورجال أعمال من الضفة الغربية وقطاع غزة فشلت، إذ لم يلب أي فلسطيني ممن وجهت لهم دعوات من قبل المبعوث الأميركي لعملية السلام جيسون غرينبلات لمقابلته، وقد صدر بيان قبل عدة أيام باسم رجال الأعمال أكدوا فيه التزامهم بالموقف الوطني والتفافهم حول القيادة الفلسطينية». وعلمت القبس أن غرينبلات أبلغ صحافيين أميركيين رافقوا مايك بنس نائب الرئيس دونالد ترامب خلال زيارته الشهر الماضي إلى إسرائيل بأنه أجرى اتصالات مع شخصيات فلسطينية ترفض مقاطعة الإدارة الأميركية، ولكنهم يخشون من تهديدات السلطة الفلسطينية، وهو ما يثير القلق لجهة ضمان حرية التعبير لدى الفلسطينيين على حد تعبيره، كما أن غرينبلات عقد في الاونة الأخيرة اجتماعاً مع مسؤولين من أربع دول عربية، طالبهم خلاله بالضغط على الرئيس عباس لحمله على وقف مقاطعته وهجومه على الإدارة الأميركية. ومع استعداد واشنطن لطرح «صفقة القرن» في غضون شهر مارس القادم، وما لم يطرأ تغيير على الموقف الفلسطيني، لجهة التعامل مع هذه «الصفقة»، فلن يستطيع أي طرف عربي إعلان موافقته عليها. وبالتالي، سيكون مصيرها الفشل، وهو ما أكده الرئيس عباس في كلمة ألقاها خلال احتفالية «القدس عاصمة الشباب الإسلامي» قبل يومين، رداً على تسريبات أميركية بأن الموافقة الفلسطينية ليست مطلوبة على خطة الرئيس ترامب لأنها خطة إقليمية، وأن الفلسطينيين مجرد طرف فيها، قائلاً: «هذا القلم هو الذي يوقع، ولا أحد يوقع بالنيابة عنا». مخاوف حقيقية وعلى الرغم من اطمئنان القيادة الفلسطينية إلى صعوبة نجاح غرينبلات في إيجاد شخصيات وازنة وذات رصيد وطني وشعبي تتفاوض معه، فإن ذلك لا ينفي وجود مخاوف حقيقية من أن تسعى واشنطن بالتعاون مع إسرائيل ومن دون اعتراض عربي إلى البحث عن بديل لعباس، والخلاص منه على غرار ما فعلت مع سلفه الرئيس الراحل ياسر عرفات، عندما أعلنه الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الابن «غير ذي صلة»، وأعطى الضوء الأخضر لرئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرئيل شارون بفرض الحصاره عليه حتى الموت من دون اعتراض من أحد. وقالت المصادر على الرغم من تأكيد الرئيس عباس على تمسكه بالمفاوضات وسعيه في كل اتجاه لتصويب عملية السلام من خلال إشراك أطراف أخرى برعايتها، وإصراره على سلمية المقاومة وشعبيتها، والحيلولة دون انجرارها إلى دائرة العنف، فإن ذلك على ما يبدو ليس كافياً بالنسبة لواشنطن وتل أبيب، إذ إن المطلوب توفير الغطاء الفلسطيني لصفقة ترامب لتصفية القضية الفلسطينية. مؤشرات مريبة وخلصت المصادر إلى أن ثمة مؤشرات تثير الريبة لشيطنة الرئيس عباس من قبل بعض أركان إدارة البيت الأبيض كما فعلت المندوبة الأميركية في مجلس الأمن نيكي هيلي التي اتهمته بأنه «يفتقر للشجاعة الضرورية لتوقيع اتفاق سلام»، في حين وجه السفير الأميركي في تل أبيب دافيد فريدمان انتقادات حادة للسلطة الفلسطينية في تعقيب له على مقتل حاخام يهودي قرب مستوطنة أرئيل شمال الضفة الغربية، قائلاً: إن «قوانين السلطة الفلسطينية ستوفر لمنفذي العملية تعويضاً مالياً»، مضيفاً «لا تبحثوا عن سبب عدم تحقيق السلام». وهو ما استدعى من الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة شن هجوم مضاد جاء فيه: «تصريحات السفير الأميركي تدفعنا إلى التساؤل حول علاقة السفير بالاحتلال.. هل هو ممثل أميركا أم إسرائيل؟». وأضاف: «إن السبب الرئيسي لاستمرار العنف في المنطقة هو مواصلة إسرائيل احتلالها للأراضي الفلسطينية، واستمرار سياساتها الاستيطانية»، مشدداً على أن «السبيل الوحيد لإنهاء كل مظاهر العنف في المنطقة والعالم هو إيجاد حل للقضية الفلسطينية، وفق قرارات الشرعية الدولية، التي تدعو إلى إنهاء الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967». واعتبر أبو ردينة أن السفير فريدمان «يقوم بتوتير الأجواء، وتوفير الحجج لمثل أعمال العنف هذه، والتي نحن نرفضها، بدل أن يساهم في خلق مناخات للسلام». وأكد أن سياسة الرئيس الفلسطيني والقيادة الفلسطينية تقوم على المقاومة السلمية الشعبية.

مشاركة :