وفي أنفسكم أفلا تبصرون!

  • 2/9/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

عجبًا للإنسان، كلما تقدم به الزمن والتكنولوجيا كلما قل تفكيره، ونقص عزمه وإرادته، يتقدم بنا الزمن ويزداد تشتت عقلنا، فنتبرمج على القيام بالأنشطة ذاتها يوميًا، نذهب للعمل، ثم نرجع إلى المنزل، لنمارس أنشطة مختلفة، قد نذهب إلى النادي، أو نشاهد التلفاز، أو نذهب لنجلس مع الآخرين لساعات طويلة، أو نتجول بين قنوات التواصل الاجتماعي، فلا نجد وقتًا للتأمل ولا التفكر في خلق الله أو في أنفسنا.في الأية 21 من سورة الذاريات: (وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ)، دعوة للتفكر والتأمل، لقد خلقنا الله تعالى من سلالة من طين، ثم جعلنا نطفة فعلقة فمضغة فعظمًا ثم نفخ فينا الروح، ثم رعانا في بطون أمهاتنا، إلى ان أتينا إلى هذه الحياة ونحن نبكي ومن يحيط بنا يضحكون، إلى أن نرحل وهم يبكون.لنتأمل تفاصيل حياتنا، كيف أن السلالة من الطين تتشكل لتصبح طفلا، ثم يكبر الطفل خلال السنوات ليصبح شابًا قويًا، ثم يتغير الجسد ووظائفه ليتحول الشاب إلى عجوز، الهرم بعد الشباب، والضعف بعد القوة، والشيب بعد السواد، كل هذه في سنين معدودة، تمر بسرعة دون أن نشعر بها.أستغرب من الملحدين، كيف يُشركون بالله تعالى وقد خلق مليارات البشر دون تطابق في الحمض النووي أو البصمات؟ كيف للإنسان أن ُيخلق دون خالق؟ هذا المخلوق المعقد الذي يتكون من ملايين الأجزاء الدقيقة ومختلفة التكوين، هل يُعقل أن يأتي بالصدفة ؟لننظر إلى أنفسنا، 7 مليارات من البشر بلغات وأشكال وألوان وطبائع وأفكار وثقافات مختلفة، بأجساد تؤدي نفس الوظائف.. هل ُيمكن أن يُفسر هذا بغير مُعجزة إلهية ؟لننظر إلى أجسادنا ومم تكون، الدم، العظام، الجلد، العضلات، الرأس والعقل، القلب، الرئة، الأمعاء، المثانة، البنكرياس، المعدة، الكبد، العين، الأذن، الأنف، الفم، اليد، الرجل وغيرها من الأجزاء الكثيرة.. كل جزء من أجزاء جسم الإنسان عبارة عن تركيبة معقدة للغاية وفي نفس الوقت متناسقة مع الأجهزة الأخرى، ولو تعمقنا في كل جزء من أجزاء جسم الإنسان لكتبنا آلاف الصفحات، مع كل هذه التعقيدات الدقيقة الموجودة في أجسادنا، وكل العمليات الروتينية التي تحدث داخنا باستمرار، ننام بهدوء دون أن نشعر بها ! أليس هذا دليل على عظمة الخالق؟( وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ)، دعوة من الله سبحانه وتعالى للتفكر والتأمل في أنفسنا، في كل جزء من أجزاء جسدنا مُعجزة، وهذه المعُجزات دليل على وجوده وقدرته وحكمته وتدبيره، وكلما عرفنا معجزاته، كلما ازداد خشوعنا وخضوعنا وشكرنا له، وكلما تعرفنا عليه أكثر، كلما زادت الطمأنينة والسرور بوجود رب يخلق البشر ويسيرهم كيفما يريد.] مصطفى العديلي

مشاركة :