الزوج البخيل

  • 2/9/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

بخله الشديد جعله يتخلى عن مسؤولياته تجاه زوجته وأبنائه.. لم يكن متلهفًا لاستقبال مولد ابنه الأول كرغبته في توفير نفقات الولادة والاحتفال بقدوم طفله.. افتعل «سامي» مشاجرة مع زوجته «كوثر» وطردها من المنزل حتى يتولّى والدها نفقات الولادة، وما فعله مع الطفل الأول فعله مع الطفلين الثاني والثالث، وعندما أصبح محاصرًا بطلبات زوجته وأطفاله الضرورية اختصر الطريق وفرّ هاربًا من المنزل.. بحثت عنه في كل مكان لكنها لم تستدل عليه، فلجأت إلى أسرته لكنهم جميعًا لم يكونوا يختلفون عنه، ورفضوا تحمّل مسؤولية الأطفال ونصحوها بإيداعهم دار رعاية الأحداث، وعندما علمت في النهاية أنه تزوّج من أخرى أسرعت إلى المحكمة تطلب نفقة لأطفالها، ووقفت داخل محكمة الأسرة تروي رحلة عنائها لمدة 10 سنوات هي عمر زواجها مع رجل لا يعرف معنى الأبوة أو الحقوق الزوجية، ولا يقدّر قيمة الروابط الأسرية.. تساقطت دموعها على خديها طوال حديثها بلا انقطاع، وهي تتذكر عندما طلب يدها من والدها ولم تعترض عليه، فهي لا تعرف أي شيء عنه يجعلها تعترض عليه وتمت الخطبة.طار بها إلى دنيا الخيال المزينة بالأحلام الوردية، فقد كان كريماً في كلامه يسرد أحاديث لا نهاية، مع أنه لم يحضر لها هدية واحدة طوال فترة الخطوبة!تم الزفاف بعد أن استأجر سامي شقة صغيرة في منطقة شعبية واستطاع بسهولة أن يسترد الشبكة التي قدّمها لعروسه من أجل أن يدفع مقدّم الشقة. عاشت كوثر مع زوجها شهورًا جميلة وبسيطة لكنها جميعاً مرت في حالة تقشف ليسدد ديونه من أجل نفقات الزواج، وبعد شهور شعرت كوثر بجنين يتحرك بين أحشائها واعتقدت أن زوجها سوف يشاركها فرحتها، لكنه قابل الخبر بوجوم كبير خشية المسؤولية القادمة، وعندما اقترب موعد الولادة افتعل معها مشاجرة وطردها من المنزل وتركها في منزل أسرتها..كتمت كوثر غيظها وبعد شهرين ذهب إليها سامي ليعيدها وعادت إلى منزل الزوجية وهي حزينة لأن زوجها أطاح فرحة ولادتها الأولى وبحكم العشرة فهمت أساليب زوجها الملتوية، وحاولت توضيح الأمور له، لكنه رفض السماع لها واعتاد أنه كلما اقترب موعد العيد يطردها هي والطفل حتى يتنصل من الوفاء بالتزاماته، ولا يحضر لابنه ملابس العيد التي كان يشتريها له جدّه والد كوثر، وفي كل مرة تعود كوثر إلى سامي بعد سماع وصلة توبيخ من والدها على تركها منزل زوجها، وحار سامي في أمر كوثر فلم تعد تترك المنزل حتى ولو ضربها ضربًا مبرحًا، فقد فهمت اللعبة وأصبحت لا تتأثر وصممت على موقفها وأوصدت كل الأبواب أمامه، وأصبح أطفاله على أعتاب مرحلة التعليم، وهذا ما سوف يعقبه من مصاريف هو في غنى عن الالتزام بها، فاتخذ قرارًا بالهرب من المنزل تاركاً زوجته وأطفاله، وظل هاربًا ثلاثة أعوام لم يشعر خلالها بالحنين لأبنائه أو لزوجته، ما اضطر كوثر للبحث عن عمل لكن بلا جدوى، فلم يكن لديها ما يؤهلها للعمل إلى جانب أنها اقتربت من عامها الأربعين، وفي النهاية قامت بتصنيع الصابون السائل وتوزيعه على ربات البيوت مقابل ربح صغير يكفي بالكاد لملء بطون أولادها الأربعة، وأمام مستلزمات المدرسة التي لا تنقطع لجأت كوثر إلى أشقاء سامي، لكنهم اعتذروا عن عدم مساعدتها وعندما لمحت بأن أولادها أبناء شقيقهم والواجب يحتم عليهم أن يتولوا مسؤولية تربيتهم وتعليمهم، طلبوا منها إيداعهم دار رعاية الأحداث.طافت كوثر الشوارع وطرقت كل مكان من المحتمل وجود زوجها فيه إلا أنها لم تصل إلى حل، وبعد ثلاث سنوات من هروبه علمت بأنه تزوج عرفيًا من أرملة ويقيم معها في شقتها، فالتقطت العنوان وهرولت إلى محكمة الأسرة تطلب نفقة لها ولأولادها، وأمام المحكمة دفع الزوج بأنه ترك عمله وليس لديه دخل ثابت ينفق منه على نفسه أو أولاده، لكن المحكمة ألزمته بدفع نفقة شهرية قيمتها 500 جنيه.

مشاركة :