اسطنبول - رويترز: دعت الناشطة اليمنية توكل كرمان، الحائزة على جائزة نوبل للسلام، إلى إنهاء ما وصفته بـ"احتلال عسكري سعودي إماراتي" لبلادها، واتهمت البلدين بـ"قمع التحول الديمقراطي في المنطقة". وقالت كرمان: "موقف السعودية والإمارات من قطر وتركيا ومحاربتهم لهما امتداد لموقفهم المعادي للربيع العربي.. طبعا هم يعاقبون قطر بالذات لهذا الموقف".واتهمت كرمان السعودية والإمارات بدعم فصائل انفصالية في الجنوب خاضت معارك في الشهر الجاري ضد قوات موالية للرئيس هادي؛ من أجل إثارة الفوضى، والحفاظ على نفوذ البلدين على الأرض.وقالت كرمان: "سيعاود الربيع الكرة في أي بلد، وفي كل مرة يكون هناك دولة الاستبداد والفساد والفشل والمحسوبية والرشاوي، سيحدث ذلك في أي دولة من المحيط إلى الخليج".وقالت كرمان لرويترز، في مقابلة عبر الهاتف من إسطنبول حيث تقيم "الاحتلال السعودي الإماراتي لليمن واضح للعيان.. لقد غدروا باليمنيين وخانوهم، واستغلوا انقلاب مليشيا الحوثي المدعومة من إيران على الشرعية، ليمارسوا احتلالا بشعا ونفوذا أعظم". وأضافت كرمان: "اتضح أن التحالف يكذب ويمارس الخداع، ويعمل على تنفيذ أجندة خاصة به لا علاقة لها بقرارات مجلس الأمن، بل تتعارض معها". وأشارت إلى أن الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، ومسؤولين آخرين كبار، "محتجزون رهن الإقامة الجبرية" في الرياض، و "ممنوعون من ممارسة مهامهم في الحكم من أجل الحفاظ على النفوذ السعودي والإماراتي".وقالت الناشطة اليمنية: "هناك عدوان آخر تقوم به الإمارات في اليمن، هل تريدون معرفته؟ حسنا، لقد قامت الإمارات ببناء سجون خاصة تمارس فيها التعذيب والتنكيل بمعارضيها. الإمارات إلى جانب ذلك تحتل الجزر والموانئ والمطارات في المناطق المحررة، وترفض تسليمها لسلطة الرئيس هادي". لكن كرمان تقول إن السعودية والإمارات "تسعيان للوقوف أمام حركة التاريخ بشأن التقدم السياسي في اليمن وغيره". وقالت: "هم (السعوديون والإماراتيون) يعتبرون الربيع العربي عدوهم الأول، وهذا خطأ استراتيجي يقعون فيه... لذا أدعو الدولتين إلى أن تتصالحا مع الربيع العربي.. لا أن تتصادما معه؛ لأن المستقبل هو مستقبل التغيير، وعجلة التاريخ لا تعود للوراء".وأضافت: "سيرحلون وتبقى اليمن.. سنحرر بلدنا منهم جميعا.. من الاحتلال السعودي الإماراتي ومن الانقلاب الحوثي المدعوم إيرانيا معا.. وسنقيم دولة الحرية والعدالة والديمقراطية والقانون.. هذا قدرنا ووعدنا وميعادنا". وكانت كرمان مسؤولة كبيرة في التجمع اليمني للإصلاح، الذي يعدّ فرع الإخوان في اليمن، إلى أن انفصلت علنا عن التحالف في خطاب يوم الجمعة، أدى إلى تجميد عضويتها. وتساءلت كرمان قائلة: "من يجمد من؟ ...الغالبية الساحقة من شعبنا يوافقونني الرأي".وقالت كرمان: "مشكلة السعودية والإمارات ليست مع الإسلام السياسي فقط، بل مع مطالب التغيير وكل من يحملها، سواء كانوا من الإسلام السياسي أو التيارات القومية أو الليبراليين أو حتى المستقلين... مشكلتهم مع المطالبين بالمساواة ودولة الحرية والعدالة والديمقراطية".الناشطة اليمنية تسببت بعزل مسؤول في التلفزيون السعودي عزل رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون السعودي داود الشريان مدير فترة البث لبرنامج "الذاكرة الثقافية" الذي يبث على القناة الثقافية السعودية بحجة تقصيره في أداء عمله، وذلك على خلفية بث مادة احتفائية بالناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان. وذكرت الهيئة عبر حسابها على موقع تويتر أنه تم الإعفاء بعد بث القناة مادة احتفائية بالناشطة توكل كرمان في برنامج "الذاكرة الثقافية"، مشيرة إلى أن البرنامج أثار استياء العديد من الناشطين السعوديين على اعتبار أن كرمان تنتقد السياسة السعودية في اليمن. وكان برنامج "الذاكرة الثقافية" قد أشاد بكرمان على اعتبارها أول امرأة عربية تفوز بجائزة نوبل، وأنها من الشخصيات التي قادت التغيير في اليمن عام 2011 عبر الحراك الشبابي.
مشاركة :