شدد إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ د. عبد الباري الثبيتي - في خطبة الجمعة- : على أهمية تربية النشء بالحب والاحتواء ، وبناء جسور الثقة ، وتجديد الأساليب وزرع القيم ، واستنهاض همم المؤسسات التعليمية والتربوية للمحافظة على أمل المستقبل وثروة الوطن ، بتحصين المبادئ والأخلاق ، والاهتمام بالشباب وأمالهم وآلامهم وهمومهم ، مشيرا إلى تطور وسائل التأثير العصرية وإفرازها تغييرات جذرية في الأفكار والمفاهيم والسلوك ، حتى غدت منافسة لدور الأسرة في التربية. وبين الثبيتي أن أقوى مؤثر في تربية الإنسان هو القلب فإذا صلح صلح سائر الجسد ، وإذا فسد فسد سائر الجسد قال تعالى : " فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ "، وإذا صح القلب وأزهر نضجت العقول ، وأشرقت الحياة في الجسد ، وخشعت الجوارح. وقال : لا ينسى الوالدان أن من أجلّ ممارسات التربية بالحب وأنفعها تأثراً دوام الدعاء للأبناء بالهداية والتوفيق والصلاح والحفظ ، أما الدعاء عليهم فقد ورد النهي عنه ، قال صلى الله عليه وسلم " لا تدعوا على أنفسكم ، ولا على أولادكم ، ولا تدعوا على أموالكم ، لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء ، فيستجيب لكم " وأضاف : يتفاعل الجسد كله في التربية بالحب ، وصدق البسمة ، وحنان اللمسة ، ودفء الكلمة ، ورحمة المشاعر . وتابع : تتطلب التربية بالحب جوا أسريا مترابطا متآلفا تشيع فيه روح الفرح ، ومن نواقض التربية بالحب تدليل الأولاد بتلبية جميع طلباتهم ورغباتهم ، وإهمال تأديبهم وتصويب أخطائهم ، فالحزم أحيانا من الحب ،والإساءة للأم على مرأى ومسمع الأولاد يجفف منابع الحب .
مشاركة :