أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أهمية تسخير تقنيات الذكاء الاصطناعي الحديثة، لافتاً إلى أن مسيرة التنمية لن تحقق قفزات رئيسة من دونه. وافتتح سموه، أمس، بحضور سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، «متحف المستقبل»، إحدى أهم الفعاليات الرئيسة المصاحبة للقمة العالمية للحكومات 2018، التي تستمر حتى 13 فبراير الجاري في مدينة جميرا.نائب رئيس الدولة: - «الذكاء الاصطناعي سيضيف 15 تريليون دولار للناتج الإجمالي العالمي خلال 12 عاماً، ونسعى ليكون لنا جزء رئيس في هذا الحراك العلمي». ويقدم «متحف المستقبل»، الذي تنظمه مؤسسة دبي للمستقبل، تجربة تفاعلية تتيح للزوّار معرفة المهارات والقدرات المتقدمة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي، وقدرته على التأثير في جوانب عدة من حياتنا على صعيد الفرد والمجتمع، إلى جانب الإمكانات الهائلة التي ينطوي عليها الذكاء الاصطناعي، التي يمكن استثمارها في الارتقاء بأداء مختلف القطاعات الحيوية في العمل الحكومي. وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أن «الذكاء الاصطناعي سيضيف 15 تريليون دولار للناتج الإجمالي العالمي خلال 12 عاماً، ونسعى ليكون لنا جزء رئيس في هذا الحراك العلمي». وقال سموه: «متحف المستقبل تجربة استشرافية للمستقبل، لإضافة قيمة لعمل الحكومات حول العالم». وأضاف أن: «مسيرة التنمية لن تحقق قفزات رئيسة من دون تسخير تقنيات الذكاء الاصطناعي الحديثة». وحول تبني الإمارات تقنيات الذكاء الاصطناعي في العمل الحكومي، لفت سموه «نسعى لتكون الإمارات المركز الرئيس لتقنيات الذكاء الاصطناعي في المنطقة»، واعتبر سموه أن «حكومة الإمارات ترسخ نموذجاً لبقية الحكومات، يقوم على تسخير التقنية لقيادة التنمية». وختم سموه بالقول: «الحياة في الإمارات ستتغير، والخدمات ستتطور خلال العقد المقبل، بسبب تقنيات الذكاء الاصطناعي». حضر افتتاح متحف المستقبل وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل رئيس القمة العالمية للحكومات محمد بن عبدالله القرقاوي، ووزيرة دولة للسعادة وجودة الحياة عهود بنت خلفان الرومي، ووزير دولة للذكاء الاصطناعي عمر بن سلطان العلماء. 5 محطات تفاعلية يوفر «متحف المستقبل» تجربة حية ومدهشة للتعرف إلى إمكانات الذكاء الاصطناعي، من خلال خمس محطات تفاعلية، حيث سيتم خلال المحطة الأولى التعرف إلى الجانب الابتكاري والإبداعي للروبوتات، من خلال معرض يقدم الأعمال الفنية التي يعيد الذكاء الاصطناعي تشكيلها بطرق مختلفة، بالاعتماد على خوارزمية حاسوبية ذاتية التعلم، من خلال الصور التي التقطها أو رسمها الإنسان في السابق، وبهذه الطريقة تستطيع الروبوتات إنتاج أعمال فنية لافتة للنظر. ويعمل الذكاء الاصطناعي أثناء مرحلة التعلم الذاتي على تحويل الصور إلى لغة الحاسوب الرقمية، ما يمكنه من إنشاء خريطة تحدد أبعاد الرسمة على مرحلتين أساسيتين، الأولى لاختيار الألوان وإظهار الأبعاد المختلفة في الصورة الجديدة، والثانية لتحديد مواقع الرسم الأساسية لبناء الأشكال. ومن هنا يتمكن الذكاء الاصطناعي من تكوين تصور لمكان وشكل الصورة الجديدة التي سيقوم برسمها، مع ربط البيانات التي تم جمعها من مجموعة الصور التي تم تزويده بها، ما يمكنه من تحديد الوجوه تلقائياً والخلفيات، وإعادة رسمها بشكل جديد ومختلف عن الأصل دون خسارة الجودة والتفاصيل الأساسية. وسيكون للذكاء الاصطناعي الحرية في اتخاذ القرارات بشأن رسم الصورة النهائية، بما في ذلك اختيار الألوان، ومكان الوجوه، وتفاصيل الإضاءة، ونوع الخلفية والابتسامات، وموقع العيون، دون المساس بالشكل الأساسي للأشخاص الذين سيتم رسمهم، بحيث يمكن التعرف إليهم بسهولة عند مشاهدة العمل الفني النهائي. وسيقوم الذكاء الاصطناعي أثناء هذه العملية ذاتية التعلم والتفكير بتحويل الأوامر إلى روبوت «رسام»، سيقوم بتحريك فرشاة الرسم آلياً، محاكياً بذلك طريقة البشر في الرسم والتفكير وتحريك اليد للرسم الفوري، وقد تصل مدة إنجاز لوحة فنية واحدة عن طريق الذكاء الاصطناعي إلى 48 ساعة. وخلال المحطة الثانية، سيتم استعراض توظيف الذكاء الاصطناعي في عمليات دعم اتخاذ القرار في مكتب رئاسة مجلس الوزراء، من خلال توفير البيانات التي تسهل على صناع القرار اتخاذ القرار السليم عبر شاشات تفاعلية تعرض البيانات ذات الصلة بالموضوعات والقضايا التي يتعين اتخاذ القرار فيها، وتحليل بيانات ضخمة وإظهارها بشكل يوضح الواقع والنتائج الكامنة في التوجهات والإجراءات بطرق بسيطة توفر الوقت والجهد. أمّا في المحطة الثالثة، فسيتم استعراض التحديات والصعوبات التي يمكن أن تنتج عن استخدام الذكاء الاصطناعي، والتي تتمثل في توصله لخيارات خاطئة وغير سليمة، بسبب عدم توافر البيانات والمعلومات الكافية تكون سبباً في الحصول على نتائج غير مرضية. وفي المحطة الرابعة، سيتعرف الزوار إلى مخاطر الذكاء الاصطناعي، ومنها على سبيل المثال استخدام الطائرات من دون طيار للقيام بأعمال تهدّد أمن وسلامة المجتمع، بينما سيتم في المحطة الخامسة والأخيرة التعرف إلى الذكاء الاصطناعي الهجين، وهو نوع جديد من التقنية يجمع بين ذكاء الإنسان والآلة من خلال دمج جميع الصفات الحميدة في البشر، ليعمل الذكاء الاصطناعي على القيام بها ذاتياً بطرق مشابهة ومحاكية تماماً لعمل البشر. متحف المستقبل يشكل «متحف المستقبل» مبادرة فريدة من نوعها، أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بهدف استكشاف مستقبل العلوم، والتكنولوجيا، والابتكار. وكان قد فتح أبوابه للمرة الأولى أمام الجمهور في معرض أقيم على هامش القمة العالمية للحكومات 2016، ليصبح معلماً ثابتاً في القمة، يتيح للزوار الاطلاع على أحدث التطورات التقنية في مجال صناعة الروبوتات واستخدامات الذكاء الاصطناعي، بما يخدم المجتمع الإنساني ككل، كما يوفر لمحة حول مقتنيات المتحف عند تدشينه رسمياً في عام 2019. وسيكون المتحف دائماً لاختراعات المستقبل، وحاضناً للتطوير واختبار الأفكار، ومنصة لابتكار الحلول التقنية لأهم التحديات الحالية والمستقبلية.
مشاركة :