قالت مديرية الصحة النفسية بوزارة الصحة في سوريا، إن نحو مليون مواطن يعانون اضطرابات نفسية شديدة، مؤكدة أن دور الأحداث التي مرت بها سوريا خلال السنوات السبع الأخيرة، كان سبباً في زيادة المصابين بهذه الاضطرابات.وأكد مدير الصحة النفسية في وزارة الصحة رمضان محفوري لصحيفة الوطن السورية «أن الأمراض النفسية والعصبية، التي كان للأزمة الأخيرة في البلاد دور كبير في زيادة أعداد المصابين بها، وساهمت في زيادة أعداد المتسولين لأسباب صحية في البلاد».وكانت رابطة الأطباء النفسيين في سوريا، قدرت في 2017 عدد المصابين بأمراض نفسية حادة منذ عام 2011 ب 4% من سكان سوريا؛ أي ما يعادل 400 ألف من أصل 20 مليون سوري، بحسب موقع سيريا نيوز.وتعد الحروب من أهم العوامل التي تؤثر على الصحة النفسية للإنسان، لأن غريزة البقاء هي الأساسية عنده، والحرب تهدد بقاءه وتسلبه الشعور بالأمان.وبدأت الحرب في سوريا تعكس آثارها النفسية على الناس منذ بدايتها، في الأماكن التي شهدت تصعيداً عسكرياً من قبل قوات النظام، أو من الجماعات الأخرى.ويعتبر الأطفال أكبر شريحة تعرضت لمخاوف «ما بعد الصدمة»، التي يظهر أثرها على المدى البعيد، وتتمثل في انتشار الأمراض النفسية، والمشكلات الاجتماعية وعدم تمكن الفرد من إقامة علاقات اجتماعية مع آخرين.ويحتاج الطفل إلى الرعاية النفسية، لتمكينه من تجاوز آثار الحرب على نفسيته. وبحسب ما يؤكد مختصون نفسيون، فإن عدداً كبيراً من الأطفال الذين سيحالفهم الحظ في البقاء على قيد الحياة بعد الحرب، سيعانون على المدى البعيد اضطرابات نفسية، تتراوح خطورتها بحسب وعي الأهل واستيعابهم لحالة أطفالهم.ويرى باحثون أن ردود الفعل التي تصاحب وقوع الانفجارات، قد تكون آنية بالصدمة والخوف ثم الصراخ، وتليها حالة صعوبة في التفكير وشعور بالقلق الدائم، ولكن هذا الشعور يتطور مع الوقت ليصبح حالة عدم اطمئنان حتى في الظروف الطبيعية، كما يتحول على المدى البعيد إلى حالة عدم قدرة على التكيف مع الآخرين.
مشاركة :