الأهلي عبر تاريخه عرف تفاهما كبيرا بين أبوتريكة وبركات والخطيب وأبوزيد، ليكرر السعيد وأجايي ذلك، بعد أن واصلا صناعة الأهداف لبعضهما البعض.العرب عماد أنور [نُشر في 2018/02/11، العدد: 10897، ص(23)]عبدالله السعيد وجد متممه القاهرة - يسير لاعبا فريق النادي الأهلي المصري عبدالله السعيد والنيجيري غونيور أجايي، على درب أشهر الثنائيات في تاريخ كرة القدم المحلية والعربية والعالمية، وشهدت آخر المباريات حالة من التفاهم بين اللاعبين وضعت الأهلي في المقدمة، وسبق للفريق أن أوجد بين صفوفه ثنائيات شهيرة منحته الفوز في أصعب الظروف. وقبل نحو تسع سنوات، وتحديدا في العام 2009، واجه الأهلي فريق الصفاقسي التونسي في نهائي السوبر الأفريقي على ملعب القاهرة الدولي، وجلست جماهير الأهلي في المدرجات تنتظر الانفراجة، وتخشى ذهاب اللقب لصالح الفريق الضيف، وتمكن من إدراك التعادل بنتيجة 1-1، وترقب الآلاف وصول الكرة إلى قدم الجناح الأيسر غلبيرتو، لأن ذلك يظل سيناريو متوقّعا يحمل إليهم الفرحة. وما إن استقبل غلبيرتو الكرة من الجبهة اليسرى حتى أرسلها عرضية متقنة لتجد كالعادة رأس مواطنه فلافيو الذي وضعها داخل الشباك، وكان هذا السيناريو المتكرّر بين الثنائي الأنغولي، يعني الأمل بالنسبة إلى جماهير الأهلي التي كانت تتوقّع تحقيق الفوز في أي وقت، لذلك كان غياب أحدهما عن أي مباراة يعني تعطل اشتغال ماكينة الأهداف. ومنذ ذلك الوقت لم يعرف الأهلي المصري تألقا ثنائيا بعينه لمدة طويلة، لكن قبلها حدث ذلك بين محمد أبوتريكة ومحمد بركات، ومحمود الخطيب وطاهر أبوزيد، غير أن السعيد وأجايي أعادا تكرار ذلك حاليا بعد أن واصلا صناعة الأهداف لبعضهما البعض. وحدث ذلك في عدة مباريات آخرها في اللقاء الذي جمع بين الأهلي والمقاولون العرب، في مباراة مؤجلة بين الفريقين انتهت بفوز الأهلي 3 – صفر، وجاء الهدف الأخير بتوقيع السعيد بعد تمريرة سحرية من أجايي.الأهلي يحتل صدارة ترتيب الدوري المصري الممتاز برصيد 57 نقطة، وبفارق 11 نقطة عن الإسماعيلي صاحب المركز الثاني الذي يمتلك 46 نقطة وقبلها بعدة أيام شهدت مباراة الفريق أمام الاتحاد السكندري ضمن الجولة الثانية والعشرين، إحراز كل منهما لهدف من صناعة زميله في مباراة أنهاها الأهلي لصالحه بثلاثة أهداف دون رد، وتكرّر ذلك في أكثر من مناسبة أمام فرق الإسماعيلي وإنبي ومصر المقاصة. ويحتل الأهلي صدارة ترتيب الدوري المصري الممتاز برصيد 57 نقطة، وبفارق 11 نقطة عن الإسماعيلي صاحب المركز الثاني الذي يمتلك 46 نقطة، ومن بين 50 هدفا سجلها الأهلي حتى الآن يمتلك عبدالله السعيد عشرة أهداف، وصنع خمسة أخرى ليبقى في المركز الثاني في سلم ترتيب الهدافين خلف زميله المغربى وليد أزارو (12 هدفا)، بينما سجل النيجيري أجايي خمسة أهداف هذا الموسم وصنع هدفا وحيدا. وقاد الثنائي الفريق إلى تحقيق الفوز من خلال التفاهم الكامل داخل أرضية الملعب وتشكيل خطورة على المنافس، ويصل اللاعبان إلى تلك الدرجة بفضل التفات كل منهما إلى طريقة لعب الآخر والتركيز الجيد على تحركاته داخل الملعب، أي أنهما يراقبان بعضهما وفقا لما وصفه لاعب الأهلي السابق وليد صلاح الدين. وقال وليد صلاح لـ”العرب”، إن حالة التفاهم التي تحدث بين لاعبين داخل الملعب هي نابعة من حفظ كل منهما لطريقة لعب زميله، وتتصاعد درجات التفاهم حتى تصل إلى أن يتوقّع كل منهما تحركات الآخر، ومن ثم تمرير الكرة له في التوقيت المناسب، وهو ما يسهل عملية تسجيل الأهداف. وأضاف أن اللاعبين يتبادلان حديثا لا يفهمه سواهما، لا سيما أنهما يعتمدان على لغة العيون، ويكفي أن ينظر اللاعب إلى زميله ليفهم الرسالة بأن يتحرك في اتجاه معين قبل تمرير الكرة، ولفت لاعب الأهلي السابق إلى أن ما يعزّز استمرار حالة الانسجام بين لاعبين، هو التدريب المتواصل وتنفيذ الجمل التكتيكية بينهما خلال المران. ومن أشهر الثنائيات في كرة القدم حاليا هما لاعبا فريق نادي أرسنال الإنكليزي الغابوني أوباميانغ والأرميني هنريك مخيتاريان، وقد تألق اللاعبان أثناء اللعب في صفوف بروسيا دورتموند الألماني، وبشكل عام عرفت ملاعب الكرة ظاهرة الثنائيات منذ العشرات من السنين، وصار بعضها أيقونة عند جماهير المنتخبات والأندية. وفي أواخر خمسينات القرن الماضي زاد تألق الأسطورة الأرجنتينية ألفريدو دي ستيفانو، بعد قدوم المجري فيرينتس بوشكاش إلى نادي ريال مدريد الإسباني عام 1958، حيث تمكن الثنائي خلال ثمانية مواسم من الفوز بثلاثة كؤوس أوروبية.التفاهم يبقى لغة النجاح في عالم الساحرة المستديرة، ولولا ذكاء اللاعبين خصوصا ممّن يؤدون مهام هجومية داخل الملعب ما عرفت الكرة طريقها إلى الشباك ويضاف إلى ذلك الثنائي البرازيلي بيليه وغارينشيا اللذين تمكنا معا من قيادة منتخب السامبا إلى الفوز ببطولة كأس العالم في نسختي عامي 1958 و1962، وهناك مقولة شهيرة بأنه لم يسبق للمنتخب البرازيلي أن تلقى الهزيمة في حضور بيليه وغارينشيا، لا سيما وأن الأول هو أفضل مراوغ في تاريخ الكرة والثاني هداف من طراز خاص. ولعل مواطنيهما روماريو وبيبيتو شكلا أيضا ثنائيا خطيرا، وكان الأفضل في نهائيات كأس العالم عام 1994 بالولايات المتحدة، ونجحا في تسجيل ثمانية أهداف من أصل 11 هدفا للمنتخب البرازيلي، ونجح بيبيتو في الحصول على جائزة أفضل لاعب في البطولة. والأمثلة كثيرة، أقربها إلى ذاكرة الجماهير، الثنائي الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي نيمار دي سيلفا، وتألق اللاعبان مع فريق برشلونة الإسباني ومثلا خطورة بالنسبة لأكبر الفرق العالمية، قبل أن يترك نيمار الفريق الكتالوني إلى باريس سان جيرمان في صفقة أثارت الشارع الكروي العالمي، بلغت 222 مليون دولار. ويبقى التفاهم هو لغة النجاح في عالم الساحرة المستديرة، ولولا ذكاء اللاعبين خصوصا ممّن يؤدون مهام هجومية داخل الملعب ما عرفت الكرة طريقها إلى الشباك.
مشاركة :