الأهلي يحقق الثنائية وينتزع الكأس من أنياب المصريأنهى فريق النادي الأهلي المصري موسمه الكروي بنجاح، وحقق الثنائية المحلية (الدوري والكأس) من دون هزائم، ولم يبق له سوى تحقيق لقب السوبر المصري، كي يكتمل عقد الإنجازات في موسم استثنائي شاق وغير منتظم.العرب عماد أنور [نُشر في 2017/08/17، العدد: 10725، ص(22)]موسم الحصاد ينطلق القاهرة – أعاد الأهلي كأس مصر (للمرة 36 في تاريخه)، إلى دولاب بطولات النادي بجوار درع الدوري الذي توج به قبل عدة أسابيع، وفاز في المباراة النهائية الثلاثاء، على فريق المصري البورسعيدي بهدفين مقابل هدف، في مباراة انتهى وقتها الأصلي بالتعادل دون أهداف، وجاء التسجيل للفريقين خلال شوطي المباراة الإضافيين. ويلتقي الفريقان مجددا الشهر المقبل في بطولة كأس السوبر المصرية، حيث يشارك الأهلي لكونه بطلا للدوري، بينما يشارك المصري كوصيف لصاحب الكأس، وهي المباراة التي من المتوقع أن تكون أكثر سخونة من سابقتها، لأن رغبة فريق المصري في الثأر كبيرة، وستواجه أماني الأهلي بتحقيق العلامة الكاملة. هناك مقولة شهيرة للاعب الزمالك السابق، فاروق جعفر وهي “لا تأمن الأهلي إلا بعد ركوب الحافلة”، في إشارة إلى قدرة لاعبي الفريق على التسجيل وإحداث الفارق حتى اللحظات الأخيرة من عمر المباراة، وهذا ما حدث حرفيا أمام فريق المصري في نهائي الكأس. المباراة كانت منافسة قوية بين الحماس والخبرة، أما الحماس فهو ما بثه حسام حسن، المدير الفني لفريق المصري في نفوس لاعبيه، أملا في حصد أول بطولة في تاريخه التدريبي، بينما تفوقت خبرة حسام البدري، المدير الفني للأهلي، عندما جازف ودفع بعمرو جمال بديلا عن حسام عاشور، متخليا عن السيطرة على منطقة منتصف الملعب، وأمر لاعبيه بالهجوم الضاغط على المنافس. وأجاد دفاع فريق المصري في إغلاق المساحات أمام لاعبي الأهلي أغلب فترات اللقاء، وتألق حارسه بوسكا في الذود عن مرماه في مناسبات قليلة، بينما تواجد حسام حسن في المنطقة الفنية ولم يتوقف لحظة عن تحفيز لاعبيه حماسيا قبل أن يحفزهم خططيا، بينما وقف البدري يفكر في حلول مناسبة لفك هذا التكتل الدفاعي، وفي عقله الملايين من جماهير الأهلي المتعطشة إلى تحقيق لقب غاب لمدة عشرة أعوام. وأدرك البدري أن التخلي عن الحذر هو الحل الأمثل، فتحقق له ما أراد، لكن الأغرب هي تيمه (روح الفانلة الحمراء)، التي اشتهر بها فريق الأهلي، وكأن من يرتدي قميص النادي تسكنه روح تحفز بداخله الرغبة في الانتصار.الفريقان يلتقيان في نهائي السوبر حيث يشارك الأهلي كبطل للدوري بينما يشارك المصري كوصيف لصاحب الكأس نسجت الجماهير هذه الجملة، بعد أن استطاع الفريق تحقيق عدة بطولات لا تنسى في اللحظات الأخيرة، أبرزها بطولة دوري أبطال أفريقيا 2006، بهدف لاعبه محمد أبوتريكة التاريخي في شباك الصفاقسي التونسي، وبطولة كأس الكنفيدرالية الأفريقية 2014 بهدف متعب الأسطوري في اللحظات الأخيرة. كما تكرر الأمر نفسه في آخر بطولة كأس مصر حققها الأهلي، وكانت على حساب غريمه التقليدي الزمالك عام 2007، في واحدة من أجمل مباريات الفريقين، وفاز الأهلي بنتيجة (4-3)، بعد لقاء ماراثوني، وكلما تقدم الزمالك بهدف، أدرك لاعبو الأهلي التعادل، حتى انتهت بهذه النتيجة. فاز حسام البدري بالبطولة التي لم يحققها طوال مشواره مع الأهلي، وقال في مؤتمر صحافي عقب اللقاء، إنه سعيد بتحقيق بطولة الكأس للمرة الأولى في مشواره التدريبي، ولفت إلى سيطرة الفريق على مجريات اللعب طوال اللقاء، وإهدار عدة فرص، لكنه لم يفقد الأمل في استعادة اللقب الغائب لإسعاد الجماهير، وأنه سيبدأ التحضير لمواجهة الترجي التونسي بدوري أبطال أفريقيا الشهر المقبل. قال حسام حسن خلال المؤتمر الصحافي، إنه راض عما قدمه فريقه أمام الأهلي، وكان الأقرب إلى الفوز، بعد أداء جماعي منظم وحلول هجومية أمام فريق كبير، مشيرا إلى أن أهداف الأهلي جاءت من سوء تمركز للاعبين، وإن كانت تفصلهم على البطولة ثلاث دقائق فقط. ما قاله مدرب المصري يشير إلى أن الفريق فرّط في فرصة حصد لقب الكأس للمرة الثانية في تاريخه، واستعادة البطولة التي لم يفز بها سوى مرة واحدة عام 1998 على حساب “المقاولون العرب”، لكن ما جعل ذلك بعيدا عن الفريق هو الفرق الواضح في اللياقة البدنية مع لاعبي الأهلي، فقد شهد الوقت الإضافي سقوط أكثر من لاعب من لاعبي المصري على الأرض بسبب الإجهاد. الفوز أعاد به الأهلي ذكريات سيئة إلى فريق المصري وجماهير بورسعيد، وفي عام 1984 كان المصري على مقربة من التتويج بلقب الكأس، ونجح في الحفاظ على تقدمه بهدف طوال المباراة، حتى جاء لاعب الأهلي علاء ميهوب ليفسد هذه الفرحة بهدف التعادل للأهلي في الدقيقة الأخيرة، ليحتكم الفريقان إلى وقت إضافي ويفوز الأهلي بنتيجة (3- 1) ويتوج باللقب. تعد هذه المباراة الظهور الأخير لقائد فريق الأهلي، حسام غالي، الذي انتقل حديثا للاحتراف في صفوف النصر السعودي، مقابل 850 ألف دولار، الأمر نفسه بالنسبة إلى زميله عمرو جمال الذي سيغادر الأهلي بذكرى طيبة وإحراز هدف أعاد الأمل إلى فريقه في نهائي الكأس، وانتقل جمال للاحتراف في فريق بيدفيست الجنوب أفريقي. كما كانت المباراة عنوانا لإنهاء المقاطعة من مجلس إدارة الأهلي لمباريات المصري البورسعيدي، منذ أحداث ملعب بورسعيد التي راح ضحيتها 72 من مشجعي الفريق، وبعد خمس سنوات عاد مجلس الأهلي برئاسة محمود طاهر، وتواجد في مقصورة ملعب برج العرب، إلى جوار أعضاء مجلس إدارة المصري برئاسة سمير حلبية، التزاما ببروتوكول لقاءات نهائي كأس مصر. وقبل أن يحقق فريق الأهلي الثنائية المحلية هذا الموسم، فإنه فعلها في 13 مناسبة من قبل.
مشاركة :