مضايقات للأطباء العرب في إسرائيل بسبب هروب أحدهم إلى «داعش»

  • 10/22/2014
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

منذ الكشف عن مقتل طبيب عربي من فلسطينيي 48، خلال قتاله في صفوف «داعش» بسوريا والعراق، وزملاؤه الأطباء العرب في المستشفيات الإسرائيلية يعانون مضايقات وشكوكا ويدخلون في نقاشات حادة مع نظرائهم اليهود في الطواقم الطبية والإدارية. وقال أحد هؤلاء الأطباء في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط»، إنه وزملاءه يعملون في ظل توتر والكثيرون منهم يشعرون بأن مصدر رزقهم بات مهددا. وأضاف هذا الطبيب: «لقد صعقنا من النبأ عن الدكتور عثمان أبو القيعان (26 سنة)، الذي قيل إنه سافر إلى سوريا وانضم إلى صفوف (داعش) وقتل هناك. لا نريد أن نصدق هذا النبأ. فهو يتعارض مع كل منطق، خصوصا أن هذا الطبيب كان في مرحلة تدريب ناجحة. وبدا أن مستقبله مضمون. فما الذي يجعل واحدا مثله يترك عائلته ووطنه ومكان عمله ويترك مهنته الإنسانية وينضم إلى حركة مثل (داعش)، تدل ممارستها غير الإنسانية على أنها أبعد ما يكون عن القيم وعن الدين الإسلامي الحنيف؟ وكيف يمكنه أن يقدم على خطوة كهذه، معروف مسبقا أنها ستؤثر على كل زملائه العرب في المستشفيات الإسرائيلية”. وكان أبو القيعان ولد لعائلة فقيرة في النقب، جنوب إسرائيل. وقد أرسلته عائلته لدراسة الطب في جامعة إربد الأردنية، وأنهى دراسته في السنة الماضية واجتاز الاختبار الصعب لوزارة الصحة الإسرائيلية، فقبل للعمل طبيبا متدربا في المركز الطبي الإسرائيلي (برزيلاي) في مدينة أشكلون. وفي شهر مايو (أيار) الماضي، ترك هذا المستشفى وقال إنه وجد عملا أفضل لمواصلة التدريب في مستشفى سوروكا في بئر السبع. ولكنه لم يصل إلى هذا المستشفى واختفت آثاره فجأة. ويقول د. يوسف مشيعل، مدير القسم الذي عمل فيه: «كان مهنيا في عمله وقدم خدماته على أكمل وجه، هو لطيف جدا مع عائلات المرضى، ومع الطاقم الطبي العاملين معه. ولم يظهر أي سلوك غير اعتيادي أثناء مزاولته مهنته، ولم يتطرق إطلاقا إلى الأحداث في سوريا والعراق. وقد كان يشارك دائما في الجلسات الصباحية للطواقم ولم نر له أية ميول دينية كانت أو سياسية. وفي تصرفاته الشخصية كان شابا رقيقا جدا، ولم نر منه أي تهجمات لفظية أو جسمانية، وكان آخر من يمكن أن أقول عنه إنه عدواني، وأنا لا أستطيع أن أتخيل كيف قام بذلك، فلو استمر في عمله لكان طبيبا بامتياز». ويضيف عم القتيل، محمد أبو القيعان: «لا أعرف شابا يتحمل المسؤولية عن أهله وعائلته مثل عثمان. كان نموذجا للنجاح عند كل العائلة، وفي بلدتنا (حورة) وسائر النقب. على ما يبدو فإن مجموعة قامت بقلب أفكاره». وأضاف: «كان عثمان غاضبا على الأوضاع التي نعيشها في إسرائيل، فهي أوضاع سيئة. قد تكون هذه هي أسباب يأسه، هو وعشرات الشباب العربي في إسرائيل الذين انضموا إلى (داعش)، مع أنني لا أوافق على استنتاجاتهم ولا أصدق أنه هو بالذات وقع في هذا المطب»، ثم استدرك يقول: «لا أدري، ربما كان علينا أن ننتبه إليه أكثر. ففي حينه قرر أن يحمل لقب أبو البراء. وعندما سألناه عن سبب ذلك، قال لنا بالحرف إنه قرر التمثل بالصحابي البراء بن عازب الذي شهد غزوات كثيرة في عهد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم. ولم نفهم العلاقة». وقال إدريس، شقيق عثمان: «أخي كان سافر إلى تركيا برفقة شخص آخر. في البداية، اعتقدنا أنها سفرة عادية، ولكن بعد انقطاع الاتصال بفترة ذهبنا أنا ومجموعة من العائلة للبحث عنهما في تركيا، وقد أخبرونا في الفندق بأنهما قد خرجا، ولا يعرفون شيئا عنهما. وبعد يومين من البحث المتواصل عنهما رجعنا للبلاد، وبعد تحقيقات الشرطة تبين أنهما قد ذهبا لسوريا». وتابع شقيقه: «إن العائلة تأسف لما حصل، وإن والدي منذ سمعاهما خبر مقتل أخي وهما في عزاء». ويتضح أن المخابرات الإسرائيلية كانت على علم بأمر اختفائه في ذلك الوقت، فاستدعت عددا من أفراد العائلة للتحقيق، بينهم إدريس، الذي اتهم في البداية بمساعدة عثمان على الانضمام إلى «داعش» ثم أطلقت سراحه. يذكر أن هناك نحو 3 آلاف طبيب عربي في إسرائيل، يشكلون نسبة 13 في المائة من مجموع الأطباء في البلاد.

مشاركة :