يسعى الأهلي السعودي إلى تسجيل بداية قوية في دوري أبطال آسيا، عندما يحل ضيفاً على تراكتور الإيراني اليوم في العاصمة العمانية مسقط.ونظراً لقطع العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران منذ مطلع عام 2016، خاضت فرق البلدين مبارياتها ضمن المسابقة الآسيوية الموسم الماضي على أرض محايدة، وهو ما تم اعتماده أيضاً في النسخة الحالية.وكان الأهلي خرج من ربع النهائي الموسم الماضي على يد بيرسبوليس الإيراني بعدما خسر مواجهة الإياب بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد. وعلى الرغم من خسارته من بيرسبوليس، فإن التاريخ يقف في صف الفريق السعودي في البطولة الآسيوية عندما يواجه الأندية الإيرانية في دوري المجموعات، حيث لم يسبق لفريق تراكتور الانتصار على الأهلي، حيث التقيا في دوري المجموعات في نسخة 2010 وانتصر الأهلي في الذهاب على أرضه، وخرج بنتيجة التعادل في مواجهة الإياب، كما اكتسح فريق سباهان ذوب أهان برباعية في لقاء الإياب، وتغلب على نفط ظهران في لقائي الذهاب والإياب.ويسعى الفريق السعودي لتأكيد تفوقه على الأندية الإيرانية، وتسجيل انطلاقة قوية بتحقيق العلامة الكاملة من هذه المواجهة، قبل مواجهة الجزيرة الإماراتي الذي يعد الفريق الأصعب في هذه المجموعة.ويعتمد الأوكراني سيرغي ربيروف، المدير الفني للأهلي على مجموعة مميزة من اللاعبين القادرين على الذهاب بالفريق إلى أبعد مدى في هذه البطولة، وخصوصاً العنصر الأجنبي الذي يمثل الثقل الفني في الفريق. وعلى الرغم من ابتعاد السوري عمر السومة هداف الفريق وهداف الدوري السعودي في الموسمين السابقين، فإن كتيبة الأوكراني ربيروف قادرة على تعويض هذا الغياب، وهو ما أثبتته قدرة الفريق التهديفية في المباريات الماضية، حيث استطاع الأهلاويون تسجيل 11 هدفا في المباريات الثلاث الأخيرة.ويمتلك الأهلي مفاتيح لعب متعددة، إذ لا يقف الفريق على لاعب مهما كان اسمه، ولا يتأثر الفريق بغياب أحد لاعبيه، وهذا ما اتضح بعد غياب تيسير الجاسم قائد الأهلي، وعمر السومة هدافه، حيث لم يترك الثنائي تأثيرا يذكر على صفوف الفريق وضل أحد المرشحين لتحقيق بطولة الدوري المحلي، وكأس الملك، وجاءت التعاقدات الأخيرة للعناصر الأجنبية في فترة الانتقالات الشتوية، لتدعيم صفوف الفريق، ولمنح الجهاز الفني مزيداً من الخيارات الفنية، وسيفتقد الأهلي معتز هوساوي صخرته الدفاعية بسبب تلقيه البطاقة الحمراء قبل خروج الفريق في ربع النهائي من النسخة الماضية، ويفاضل المدرب بين عقل بلغيث ومحمد آل فتيل ليكون أحد هذا الثنائي إلى جانب الأسترالي مليغان.في المقابل، يعيش الفريق الإيراني في هذه المرحلة، أوقاتا حرجة بقيادة البرتغالي أنطونيو أولفيرا مدرب الفريق، الذي شهد معه الفريق تراجعا في الأداء، وتجرع خسائر متتالية، هوت به إلى مراكز متأخرة على سلم الترتيب، إلى جانب هبوط مستوى غالبية نجوم الفريق الذي يعتمد بشكل كبير على فرزاد حاتمي ومهدي شريفي ثنائي خط المقدمة، ويعتمد مدرب الفريق الإيراني على إغلاق المناطق الخلفية والدفاع المحكم، واستغلال المساحات في ملعب الخصم، لشن هجمات مرتدة، والتي دائماً ما يقودها شاهين ثاقبي، كما يجيد لاعبو تراكتور الكرات الهوائية والكرات الثابتة، وهي أحد الحلول المفضلة لدى البرتغالي أنطونيو أولفيرا.الأهلي يدخل هذه البطولة وهو يحتل المركز الثاني على سلم ترتيب الدوري السعودي للمحترفين بعد مضي 20 جولة، برصيد 41 نقطة، ولا يفصله سوى نقطتين عن متصدر الترتيب الهلال، فيما يدخل تراكتور صاحب الضيافة هذه المواجهة بعد مضي 23 جولة من الدوري الإيراني للمحترفين ويحتل المركز العاشر برصيد 28. ويبقى من الأندية المهددة بالهبوط لدوري الدرجة الثانية، إذا لم يحقق الانتصار في إحدى المواجهات المقبلة والذي يضمن له البقاء بشكل رسمي.من جهته سيكون الجزيرة الإماراتي مدعوا لتجاوز إخفاقه السابق والثأر من الغرافة القطري عندما يستضيفه في أبوظبي ضمن المجموعة ذاتها.وستكون المباراة الأولى من نوعها التي يخوضها فريق قطري على أرض الإمارات، منذ إعلان السعودية والإمارات والبحرين في يونيو (حزيران) 2017، قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر.وطلبت الرياض وأبوظبي من الاتحاد الآسيوي إقامة مباريات أنديتها ضد الأندية القطرية على أرض محايدة، إلا أن الهيئة القارية تمسكت بمبدأ إقامة المباريات وفق نظام الذهاب والإياب.فنيا، لا يحتفظ الجزيرة الذي يشارك بصفته بطلا للدوري الإماراتي الموسم الماضي بذكريات جيدة مع الغرافة في البطولة، فمن أصل 4 مباريات أقيمت بينهما، خسر 3 مرات وتعادل مرة.ويسعى الجزيرة للثأر من الغرافة أولا وتحسين صورته آسيويا، حيث لم يعرف طعم الفوز في آخر 12 مباراة خاضها في دور المجموعات بالبطولة منذ 2016، وحقق الجزيرة آخر فوز في 9 فبراير (شباط) 2016 عندما هزم السد القطري بركلات الترجيح في الدور التمهيدي، وخسر بعدها في تسع مباريات وتعادل ثلاث مرات في نسختي 2016 و2017.وسيعتمد الجزيرة على الثنائي الدولي الإماراتي حارس المرمى علي خصيف والمهاجم علي مبخوت، والثنائي العماني حارب السعدي ومحمد المسلمي، والبرازيلي رومارينيو داسيلفا والمغربي مبارك بوصوفة.ويعاني الجزيرة في الدوري المحلي، إذ يحتل المركز الخامس، وفقد منطقيا فرصة الاحتفاظ بلقبه مع ابتعاده بفارق 16 نقطة عن العين المتصدر.وفي المجموعة الثانية، يخوض الوحدة الإماراتي مباراته مع مضيفه لوكوموتيف طشقند الأوزباكستاني وسط غيابات مؤثرة في صفوفه أبرزها الثلاثي الأجنبي: الأرجنتيني سيباستيان تيغالي، والمغربي مراد باتنا، والكوري الجنوبي تشانغ ريم، وسلطان المنهالي ومحمد برغش وخالد باوزير.وفي ظل تقارير عن أن هذه الغيابات سببها عدم تركيز النادي الإماراتي على المسابقة القارية، نفى رئيس النادي أحمد الرميثي بشدة هذا الأمر، مؤكدا أن سببها الغيابات، وأن «البطولة لها أولوية واهتمام من قبل النادي».من جهته، قال الروماني لورينت ريغيكامب مدرب الوحدة في المؤتمر الصحافي عشية المباراة: «صحيح أننا نفتقد بعض العناصر بسبب المرض والإصابة، ولو حضروا لكنا أكثر قوة، لكنني أثق بالعناصر الموجودة وفي قدرتها على الأداء بشكل قوي، لأننا لم نحضر لطشقند حتى نخسر، بل للفوز والمنافسة».أضاف: «نحن نلعب في بطولات مختلفة وفي جميعها تهمنا المنافسة»، متحدثا عن «غموض لوكوموتيف الذي لم يخض أي مباراة رسمية له منذ إسدال الستار على موسمه المحلي في الأسبوع الأول من ديسمبر (كانون الأول)»، معتبرا أن الأهم سيكون «كيف يلعب الوحدة ويحقق الفوز». وبعكس ريغيكامب، كشف أندريه ميكلايف مدرب لوكوموتيف: «تابعت جميع مباريات الوحدة في الفترة الماضية وأعرف كل كبيرة وصغيرة عنه. عدم وجود بعض اللاعبين الأساسيين مع الفريق وبشكل خاص الثلاثي الأجنبي لن يجعلني أنا وفريقي نستهين بالمباراة».أضاف: «تحضيراتنا جيدة للموسم بشكل عام، في الموسم استقطبنا ستة لاعبين جدد، وخضنا ست مباريات ودية، أعتقد أنها ساهمت في رفع لياقة اللاعبين. ليس لدينا مشاكل باستثناء عدم خوض مباريات رسمية مؤخراً».
مشاركة :