تحولات جذرية لدى الأحزاب العلمانية المعارضة في الجزائر

  • 2/12/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

أعلن علي العسكري، عضو الهيئة الرئاسية لجبهة القوى الاشتراكية، أقدم حزب معارض في الجزائر أمس، استقالتهعلى رغم ما يمثله من ثقل حزبي، ما عُدّ بمثابة مؤشر إلى تحولات تشهدها الأحزاب العلمانية المعارِضة، نظراً إلى تزامنها مع انسحاب سعيد سعدي من حزب «التجمع من أجل الثقافة والديموقراطية» الذي أسسه قبل 3 عقود. ولم يعلن العسكري عن أسباب استقالته من الحزب الذي قاده من خلال الأمانة الوطنية، ثم في هيئته الرئاسية. في المقابل، لم تعلّق «جبهة القوى الاشتراكية» على قرار الاستقالة لاسيما أن العسكري نائب عن الحزب يمثل محافظة بومرداس (50 كيلومتراً شرق العاصمة). وتزامنت استقالة العسكري مع الانسحاب المفاجئ لسعيد سعدي، الزعيم التاريخي والمؤسس لـ «التجمع من أجل الثقافة والديموقراطية». وكان سعدي انسحب منذ 5 سنوات من قيادة الحزب، لكنه هذه المرة استقال في شكل تام، ما أوحى بأنه لم يعد مقتنعاً بتوجهات الحزب على رغم حفاظه على خطه المعارض والناقد لـ «النظام السياسي». وحمل حزبا «جبهة القوى الاشتراكية» و «التجمع من أجل الثقافة والديموقراطية» توجهاً معارِضاً راديكالياً للسلطة، الأول منذ تأسيسه السري بعد سنة من الاستقلال(1963)، والثاني منذ تأسيسه بعد تحرير التعددية السياسية بموجب دستور العام 1989، وتولى قيادته سعدي، الناشط «البربري» الذي كان مناوئاً للتيار الإسلامي، قبل أن يلتقي مع الإسلام السياسي في «تنسيقية الانتقال الديموقراطي» التي شُكِّلت بعد الانتهابات الرئاسية للعام 2014، حيث جلس جنباً إلى جنب مع إثنين من مؤسسي «الجبهة الإسلامية للإنقاذ» المنحلة. وتظهر استقالة الرجلين أن تحولات فكرية طرأت على منظومة الحزبين، لا علاقة لها بالضرورة مع وفائهما للخط المعارض. وكان سعدي شاهداً على مؤتمر حزبه الذي جرى يومَي الخميس والجمعة الماضيين حين طرح مناضلون فكرة تغيير اسم الحزب وفتح نقاشات فكرية. وحاول سعدي التغطية على مشاهداته في المؤتمر، حينما برر انسحابه بالقول إن «الآمال التي علقها المناضلون على انتفاضة تشرين الأول(أكتوبر) 1988 تبخرت وحلم الديموقراطية أُصيب بانتكاسة، وعليه فإن المسيرة التي بدأها أسلافنا وساهمنا نحن فيها لا بد أن تستمر من قبل الأجيال الشابة في المجالات السياسية والمدنية وفي الهدوء والطابع السلمي والحضاري».

مشاركة :