هل تتحول السجائر الإلكترونية إلى وصفة علاجية

  • 2/12/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

السجائر الإلكترونية إلى وصفة علاجيةلا تزال السجائر الإلكترونية تثير جدلا كبيرا بين الباحثين والهيئات الصحية، فرغم التحذيرات واسعة النطاق من خطرها الذي لا يقل في نظرهم عن مخاطر السجائر التقليدية، إلا أن منظمات بريطانية تدعو إلى اعتمادها كوسيلة علاجية للإدمان على التدخين.العرب  [نُشر في 2018/02/12، العدد: 10898، ص(17)]المكونات الضارة موجودة بنسب ضئيلة في السجائر الإلكترونية لندن - دعت هيئة الصحة العامة في إنكلترا إلى تخويل الأطباء بوصف السجائر الإلكترونية كعلاج. وتريد الهيئة الحكومية أن تُدرَج السجائر الإلكترونية ضمن الوصفات الطبية الصادرة عن نظام الرعاية الصحية في بريطانيا، في غضون السنوات القليلة المقبلة، وذلك نظرا للنجاح الذي حققته في مساعدة الكثيرين على الإقلاع عن التدخين. ويشير تقرير للمنظمة، شمل مراجعة مستقلة لأحدث البيانات، ونشرت نتائجه هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي، إلى أن 20 ألف شخص على الأقل يقلعون عن التدخين كل عام بمساعدة السجائر الإلكترونية. ويفيد التقرير أيضا بأن السجائر الإلكترونية أقل ضررا من سجائر التبغ التقليدية بنسبة تصل إلى 95 بالمئة. كما تريد الهيئة أن يصبح بوسع المستشفيات بيع السجائر الإلكترونية، وأن تكون لديها أماكن مخصصة لاستخدامها. ويمكن أن يمتد هذا ليشمل إتاحة استخدام السجائر الإلكترونية في غرف خاصة للمرضى الذين يقيمون في المستشفى لفترة طويلة، بحسب الهيئة. كما شجعت الهيئة أرباب العمل على تخصيص أماكن لاستخدامها من قبل الموظفين. وحتى الآن، لم تعتمد السلطات في المملكة المتحدة أيا من السجائر الإلكترونية كوسيلة للمساعدة في الإقلاع عن التدخين. ودعت هيئة الصحة العامة إلى إتاحة “سبيل أسهل” أمام المصنعين للحصول على تراخيص طبية للسجائر الإلكترونية. ويقول جون نيوتن، مدير قسم التحسين والتطوير في الهيئة، “نعتقد أن أي أمر يمكن أن تقوم به هيئة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية لتسهيل الأمر بالنسبة إلى المصنعين سيكون مفيدا”. وأضاف نيوتن أن هناك “أدلة دامغة” على أن السجائر الإلكترونية أكثر أمانا من التدخين التقليدي، وأنها “لا تشكل خطرا يذكر على من يستنشقون دخانها من غير المدخنين في ما يعرف بالتدخين السلبي”.20 ألف شخص على الأقل يقلعون عن التدخين كل عام بمساعدة السجائر الإلكترونية وقالت آن ماكنيل، أستاذة إدمان التبغ في جامعة كينغز كوليدج في لندن، إنه “مقلق جدا لأن المدخنين لا يزال لديهم فهم سطحي للضرر الناجم عن التدخين”. وأضافت “عندما يدخن الناس سجائر التبغ، يستنشقون مزيجا قاتلا لنحو 7 آلاف من مكونات الدخان، 70 منها تسبب السرطان. ومقارنة مع التبغ، فإن المكونات التي تتسبب بالضرر إما غير موجودة وإما أنها بمستويات ضئيلة للغاية في السجائر الإلكترونية”. وتشير أبحاث إلى أن أقل من 1 بالمئة من الشباب الذين لم يدخنوا أبدا يستخدمون السجائر الإلكترونية بانتظام، كما أن نسبة الشباب الذين يقلعون عن التدخين تتناقص بمعدل “مشجع”. وقالت دراسة طبية إن أكثر من نصف مستخدمي السجائر الإلكترونية في بريطانيا أقلعوا عن التدخين. وأظهرت الدراسة، التي تشمل 12 ألف شخص، أن نحو 1.5 مليون من مستخدمي السجائر الإلكترونية أقلعوا عن التدخين فيما لا يزال 1.3 مليون من مستخدميها يدخنون التبغ. وقالت منظمة مناهضة للتدخين “آكشن أون سموكينيغ أند هيلث” إن “الفكرة المنتشرة بأن تدخين السجائر الإلكترونية أقل خطرا على الصحة لم تصل إلى جميع مدخني السجائر”. ولا يزال نحو 9 مليون مدخن في بريطانيا رغم انتشار استخدام السجائر الإلكترونية. وفي العام 2012، كان هناك 700 ألف مدخن للسجائر الإلكترونية في بريطانيا. ويقبل المدخنون على السجائر الإلكترونية على أمل أن تساعدهم في الإقلاع عن تدخين التبغ. وأشار العلماء إلى أن أكثر من ثلث المدخنين لم يجربوا السجائر الإلكترونية بسبب تخوفهم من مضارها الصحية والإدمان عليها. وكشفت الدراسة أن 26 بالمئة من الأشخاص يعتقدون أن السجائر الإلكترونية تشكل أكثر ضررا على الصحة أو لها ضرر مشابه لتدخين التبغ، فيما يعتقد 31 بالمئة فقط عكس ذلك. ونصحت ماكنيل “جميع مستخدمي السجائر الإلكترونية البالغ عددهم 1.3 مليون شخص، بضرورة العمل على التوقف كليا عن التدخين”.السجائر الإلكترونية لا تزال غير صحية إلى حد بعيد، لأنها لا تزال تحتوي على النيكوتين والمنكهات، ولا تزال مثيرة للجدل للغاية بين أوساط الباحثين وأضافت أن “الأشخاص الذين يمزجون بين السجائر الإلكترونية والعادية مازالوا عرضة للإصابة بالسرطان جراء وجود مادة التبغ التي تزيد من نسبة الإصابة بسرطان الرئة والتهاب الشعبيات الرئوية وغيرهما من الأمراض”. ويرى البعض أنه لا وجود لأي دليل مقنع على أن السجائر الإلكترونية تساعد الناس على الإقلاع عن التدخين، كما أنهم يرون بأنها تشجع غير المدخنين على التدخين. وقال جون نيوتون، أستاذ ومدير قسم تحسين الصحة بإدارة الصحة العامة في إنكلترا، “مراجعتنا الجديدة تعزز نتيجة مفادها أن السجائر الإلكترونية لا تشكل سوى قدر بسيط من مخاطر التدخين، ولها مخاطر ضئيلة على المارة”. ورغم ذلك مازالت المعطيات متعارضة في ما يخص السيجارة الإلكترونية، ففي وقت قالت فيه دراسة إن بخار السجائر الإلكترونية يزيد خطر الالتهاب الرئوي المميت لدى المسنين، قال خبراء في المقابل، إنه يجب تشجيع المدخنين على التحول إلى السجائر الإلكترونية لجني فوائد صحية جمة. وأجرى الدراسة الأولى باحثون من جامعة كوين ماري لندن، وشملت فئرانا وبشرا، ووجدت أن التأثير الضار لهذه السجائر الإلكترونية شمل النوع الذي يحتوي على النيكوتين والخالي منه أيضا. ووجدت الدراسة أن دخان السجائر الإلكترونية قد يكون مضرا بدرجة التبغ التقليدي نفسها أو حتى غازات عوادم السيارات، وذلك عبر التسبّب في التصاق البكتيريا الضارة بالمجاري التنفسية، مما يزيد خطر حدوث التهاب في الرئة. ويؤكد الباحثون المختصون في مرض السرطان على أن أي شخص يحاول الحد من إدمانه للسجائر الإلكترونية يمكن أن يطمئن إلى أنه يستهلك منتجا أقل ضررا. ونقل الموقع الألماني “دويتشه فيله” عن يوته مونس، رئيس قسم الوقاية في مركز أبحاث السرطان بمدينة هايدلبرغ بألمانيا قوله “لا ينبغي للمرء أن يفترض أن أضرارها مماثلة لأضرار السجائر العادية”. ومع ذلك فإن السجائر الإلكترونية لا تزال غير صحية إلى حد بعيد، لأنها لا تزال تحتوي على النيكوتين والمنكهات، ولا تزال مثيرة للجدل للغاية بين أوساط الباحثين. وبشكل عام، يصعب تقدير الآثار طويلة المدى للسجائر الإلكترونية، إذ يوجد العديد من الأنواع المختلفة ذات الإضافات المختلفة في السوق. ويقول العلماء “لا يمكننا أن نقول إلى أي مدى هي أقل ضررا، ومع ذلك، فإن حرق التبغ يطلق كمية هائلة من نواتج الاحتراق السامة والمسرطنة، وهو ما لا يحدث في تدخين السجائر الإلكترونية”.

مشاركة :